إستيقظ المصريون علي حادث إرهابي غاشم الغرض منه تفكيك ترابط المصريين و ضرب ثقتهم في أنفسهم و في قيادتهم ، و كان الرد المصري سريعاً فقد وجهت نسور القوات الجوية عدة ضربات لمواقع إرهابية داخل الأراضي الليبية و وجه السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي خطاباً هاماً للشعب المصري و لدول العالم أكد فيه علي حق مصر في الحفاظ علي أمنها القومي و الدفاع عنه بكل السبل .
و في هذا الصدد كان لنا هذا الحوار مع الأستاذ / أحمد ناجي قمحة ، رئيس وحدة دراسات الرأي العام و الإعلام بمركز الأهرام للدراسات السياسية و الإستراتيجية لمعرفة رأية في الأحداث الراهنة و تحليله لخطاب السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي .
في البداية ما هو تحليلك لخطاب الرئيس عبد الفتاح السيسي و ما هي الرسائل التي وجهها الرئيس من خلال هذا الخطاب ؟
كلمة السيد الرئيس اليوم جاءت في سياق حديثة بشكل عام فقد تضمن خطاب السيد الرئيس عدة رسائل للداخل و الخارج و أولها أنه لابد أن تقوم دول العالم بمسئولياتها في مواجهة الإرهاب و التطرف و خصوصاً الولايات المتحدة الأمريكية و الدول الأوربية ، حتى و إن كانت الدولة المصرية تنوب عن دول العالم في مواجهة الإرهاب في إقليمها و تمنع إقليمها من السقوط علي يد هذه التنظيمات الإرهابية و الدول الداعمة لها . و أكمل " أحمد ناجي قمحة " حديثه و أكد أنه حان الوقت الذي تقوم به دول العالم بمسؤلياتها في هذا الإطار و لابد من تنفيذ الإستراتيچية التي إتُخِذت كوثيقة في مجلس الأمن و التي تعني به في الأساس أن الدول الراعية للإرهاب لابد من كشفها ، و الدول التي توفر ملاذاً آمنا للإرهاب و قادته لابد من كشفها و محاسبة قادتها ، ولابد من توقيع عقوبات علي تلك الدول التي تدعم الإرهاب بالأموال أو بالإمدادات اللوچستية أو حتى توفر لها منافذ إعلامية و مواقع إليكترونية فقد حان الوقت أن نتحرك في هذا الإطار .
و في إطار تحليله لخطاب السيد الرئيس قال أحمد ناجي قمحة : الرسالة الثانية في خطاب السيد الرئيس أن مصر تحتفظ بالحق المطلق في الرد علي التنظيمات الإرهابية و علي من يرعى الإرهاب في الداخل و الخارج ، و أن القوات المسلحة المصرية تستطيع أن تنال و تنتقم و تثأر من كل من يتعدى علي المواطن المصري و ينال من أمنه سواء في الداخل او في الخارج و وفقاً لإعتبارات الأمن القومي المصري .
إذن كيف ترى رؤية الدولة المصرية بالنسبة للموقف القطري من قضايا المنطقة و العبث بإستقرارها ؟
الدولة المصرية أحرجت النظام القطري بخطاب السيد الرئيس في زيارته الأخيرة للمملكة العربية السعودية حيث إضطر ذلك الملك سلمان للتأكيد علي كلام الرئيس عبد الفتاح السيسي ،و أضافت الإمارات العربية المتحدة كلاماً مهماً عن المسؤلية المباشرة للنظام القطري في دعم الإرهاب و التخطيط له .
هل الدعم المصري للدولة الليبية يأتي في إطار الحفاظ علي إستقرار المنطقة و الأمن القومي المصري ؟
الدولة المصرية وفرت دعماً كبيراً للجيش الوطني الليبي حتى يستطيع أن يقوم بمهامه و بالفعل فقد تم حصر تنظيم داعش الإرهابي في نقاط محدودة و محصورة جداً في الأراضي الليبية ، و بالدعم المصري فإن الجيش الليبي في طريقه لفرض سيطرته علي كامل الأراضي الليبية ، و لا أستطيع القول بأن الدولة المصرية توفر الدعم المباشر لكنه من المؤكد أن الدولة المصرية توفر تأميناً كاملاً للحدود البرية الغربية علي طول مايقرب من ألف كيلو متر علي طول الحدود مع ليبيا و تأمينها تماماً .
و في خلال سنة واحدة إستطاعت مصر تدمير مايقرب من ألف سيارة دفع رباعي ، و في خلال الثلاثة أشهر الأخيرة إستطاعت مصر تدمير أكثر من ٣٠٠ سيارة دفع رباعي للتنظيم الإرهابي ، كل هذا يؤكد علي حجم المجهود الذي تبذله القوات المسلحة المصرية لتأمين الحدود مع ليبيا و منع تسلل العناصر الإرهابية إلي الداخل المصري .
و أضاف " أحمد ناجي قمحة " : و تنظيم داعش الإرهابي حينما أقدم علي إعدام ٢١ مصري "مسيحي" في الداخل الليبي ، قامت القوات المسلحة المصرية من خلال نسور القوات الجوية المصرية بعملية دك لواحد من أهم و أكبر مراكز التدريب لتنظيم داعش الذي يتحمل المسؤولية المباشرة تلك العملية الإرهابية التي إستهدفت مواطنين مصريين .
جاء الرد المصري اليوم سريعاً للرد علي ما قام به عناصر تنتمي لتنظيم داعش الإرهابي إستهدف مصريين مسيحيين في المنيا ، كيف ترى ذلك ؟
اليوم و بناءً علي معلومات أمنية مؤكدة و موثقة و للرد علي العملية الإراهبية التي حدثت اليوم في محافظة المنيا و التي قام بها تنظيم داعش الإرهابي عن طريق عناصره المرتبطة بالتأكيد بتنظيم الإخوان الموجود علي الأراضي القطرية بكثافة و المؤكد أنهم تحركوا بناءً علي أوامر قطرية لتنفيذ مثل هذا العمل الخسيس و المؤكد أيضاً أن الدولة المصرية حريصة كل الحرص علي تأمين حدودها و أن تدك هذه المواقع و البؤر الإرهابية بصورة توفر الأمن القومي المصري بشكل حقيقي يشعر معه المواطن المصري أن الدولة المصرية قادرة علي تأمينه و الدفاع عن أمنه و سلامته في مواجهة المخاطر .
هل يدفع الشعب المصري ثمن ما قدمه في ٣٠ يونيو ؟
لابد أن يتفهم الرأي العام المصري أن ما قام به في ٣٠ حطم به أخطر مشروع لتقسيم و تفتيت المنطقة العربية من جديد ، لاد أن يصل للمصريين عظمة ما قاموا به في ٣٠ يونيو ، فالشعي المصري قام بإنجاز عظيم في ٣٠ يونيو هدم به أكبر مشروع إستيطاني و إستعماري في المنطقة العربية كان الهدف منه تقسيمها إلى دويلات و جزر صغيرة ، و أصحاب هذا المخطط لن ينسوا ما قام به الشعب المصري ، و الدول الإقليمية الفاعلة في هذه المخطط "و التي تنال العقاب الآن " لن يغضوا الطرف عن الدور المصري الذي أفسد عليهم الحصول علي مزيد من الغنائم و كل ماحدث الآن و ما يحاك من مؤامرات أمر متوقع فلابد أن نفخر بما حققناه في ٣٠ يونيو .
و أيضا إستمرار مصر في دعم الجبهة الليبية و اليمنية و العراقية و إستمرار مصر في دعم سوريا و دعم القضية الفلسطينية بشكل أصيل ، و إستمرار مصر في تقديم إستراتيچية واضحة و شاملة لمحاربة الإرهاب و القضاء عليه له ثمن .
هل تتوقع توالي الضربات المصرية لمعاقل الإرهاب بعد عملية اليوم التي قام بها نسور القوات الجوية ؟
حديث الرئيس اليوم يحمل دلالات كثيرة بأن الرد المصري الذي حدث اليوم لن يكون الرد الوحيد و لا الرد الأخير فهناك ردود أخرى قادمة و الرد المصري متواصل و مستمر للقضاء علي هذه العناصر التي تهدد الأمن القومي المصري في الداخل و في الخارج و أن مصر لن تتواني في الحفاظ علي أمنها و سلامة أراضيها و مواطنيها في أي مكان ، و أتصور أن الدولة المصرية ستقوم بالتنسيق في الفترة القادمة للقيام بضربات إستباقية لا تجعل الإرهاب يطول مزيداً من المصريين علي هذا النحو .
