( تجربة إعلامية وذاتية )
بقلم: أحمد عبد العليم قاسم
مخرج وكاتب
* ربما لا يعرف الكثير من الشباب أن عيد الإعلاميين الذي تحتفل به مصر في مايو من كل عام هو في الأساس تاريخ إنطلاق الراديو المصري عام 1934 وعليه فنحن نحتفل هذا العام بالعيد رقم ( 83 ) للإعلام المصري ذلك الراديو الذي ظهر إلي النور بصوت الاعلامي أحمد سالم قائلا ( هنا القاهرة ) ولم يكن هو راديو مصر فقط بل بدأ كراديو للعرب أجمع حتي إنه في وقت ألعدوان الثلاثي إستمع المصريون إلي جملة هنا القاهرة من دمشق وهو الأمر الذي انفرد برد الجميل فيه الفنان محمد صبحي في برنامجه ( مافيش مشكلة خالص ) .
* والحقيقة أنني منحني الله نعمه أن بدأت علاقتي بمجال الإعلام منذ نعومة أظافري عندما عاصرت في مطلع الثمانينات والدي الإذاعي الراحل عبد العليم قاسم وهو يقدم برنامج المجلة العسكرية إسبوعيا وهو العمل الذي رافقه من إذاعة صوت العرب إلي إذاعة الشعب وأخيرا إلي القاهره الكبري ومنها إلي المعاش فعشت معه خبره العمل الإذاعي وخاصه مع الأجهزة القديمة ( النجره ) وشريط الريل وهو الأمر الذي أثار شغفي مع أخي الاصغر عمرو عبد العليم ( المخرج بالفضائية المصرية حاليا ) عندما كنا نضع أجهزة التسجيل بجانب التليفزيون لتسجيل الموسيقي ثم مونتاجها علي شريط كاسيت ونحن في المرحلة الإعدادية وكانت تلك المرحلة التي تعلمت فيها مخارج الألفاظ في اللغتين العربية والانجليزية وكذلك النحو والجرامر مقترنا ذلك بأهمية الاداء الصوتي وتنويعه مع موضوع الحلقة والقدرة علي إختيار الموسيقي والمؤثرات الصوتية المناسبة فكانت بذرة في رحلة الإعلام التي لم نكن نعي حينها أن هذا هو المشوار المحتوم !
* ورغم أن القدر كتب لي البداية الجميلة في أن أدرس الإعلام الذي أحببته لكنني أخترت الصحافة وعملت في التليفزيون مشوارا طويلا مفتاحه كان حب الموسيقي لكن الراديو ظل يداعب خيالي حينا بعد أخر وخاصة عندما ظللت ارتاد ساقية الصاوي بما تقدمه من أحداث ثقافية جذابة الأمر الذي جعلني انتبه لوجود راديو ( صوت الساقية ) وهو الأمر الذي حقق لي أمنية لطالما تمنيتها بالوقوف خلف مايك الإذاعة استكمالا لمشوار والدي الراحل وذلك في برنامج ( نجم واللا نجم ) والذي استضفت فيه مايزيد علي 50 من صناع الموسيقي وذلك في عام 2011 :2012 وسرعان ماتكررت التجربة مرة أخري في ( راديو كليك ) حيث برامج ( الإختيار – الرسول والآخر ) وغيرها فالتجربة لم تكن في الإعداد والتقديم فقط بل توليت مهمه إدارة البرامج في الراديو وهو أمر كان ممتعا رغم أن الراديو أون لاين والبرامج لم تكن كثيرة.
* وهكذا أتمني أن تكون سنه 2017 هي مرحلة تحقيق الحلم بعودة الراديو لتقديم أدوارا أكبر من كونه مجرد وسيلة ترفيه وإذاعة أغاني حسبما يري السوق الإعلاني ليكون الإعلام هو القائد وليس الإعلان.