تنتظر مباراة مصر وغانا في التصفيات الإفريقية المؤهلة للمونديال صراع من نوع خاص حيث وجود صاحب الجنسية الإسرائيلية أفرام جرانت مديرا فنيا للنجوم السوداء.
ويستضيف ملعب الجيش في برج العرب بمدينة الإسكندرية مباراة مصر وغانا في الجولة الثانية للمجموعة الخامسة لتصفيات إفريقيا المؤهلة لمنافسات كأس العالم روسيا 2018.
الجدل المستمر
تشهد دائما الساحة الرياضة جدلا بشأن التعاملات في المسابقات المختلفة مع كل من يحمل تلك الجنسية نظرا للعداء التاريخي والمستمر فيما يخص الصراع "العربي – الإسرائيلي"، ويكون السؤال المطروح دائما، هل نلعب أمام أصحاب الجنسية الإسرائيلية أم ننسحب؟
وفيما يخص الكرة المصرية، فالجميع لا ينسى تجربة الثنائي محمد صلاح ومحمد النني وقتما لعبا لصفوف بازل السويسري وذهابهما لتل أبيب من أجل خوض مباراة في دوري الأبطال.
واستقبلت الجماهير الإسرائيلية محمد صلاح بهتافات عدائية قبل المباراة، واستطاع اللاعب أن يتعامل مع الموقف بإحترافية شديدة دون أن يتعرض لأي عقوبات بجانب تسجيله لهدف واسكات تلك الجماهير، بالرغم من الضغط الكبير من جانب الإعلام الإسرائيلي في ذلك التوقيت على اليويفا لمعاقبة اللاعب بعدما رفض مصافحة لاعبي المنافس في لقاء الذهاب.
وفي أولمبياد ريو دي جانيرو، كان المصري اسلام الشهابي لاعب مصر في الجودو بطلا للواقعة الشهيرة عندما رفض مصافحة وتحية خصمه الإسرائيلي بعد الخسارة مما أثار غضب بعض وسائل الإعلام الدولية بجانب استياء اتحاد اللعبة.
وضع جديد
نعود لمباراة غانا مرة أخري، والوضع هنا مختلف وجديد، فالجماهير المصرية بصدد استقبال مواطنا يحمل الجنسية الإسرائيلية في مباراة كرة قدم يجلس على مقعد المدير الفني والمطلوب منهم عدم المساس به أو توجيه أي أهانة أو هتافات عنصرية أو سياسية أو دينية.
وبالعودة لتصفيات كأس العالم 1994، كانت مصر ضحية "طوبة" شهيرة في مباراة زيمبابوي تسببت في إعادة المباراة بدولة أخرى وخسرت مصر فرصة التأهل للمونديال للمرة الثانية على التوالي بعدما تأهلنا لمونديال 1990 الذس أقيم بإيطاليا.
ويختلف الوضع الآن عن 1994، فقد يتسبب وجود جرانت داخل الملعب في استفزاز الجماهير الحاضرة، الأمر هنا يعود للعاطفة وليس لشيء آخر.
وهذا كان ظاهرا من تصريحات نائب رئيس الاتحاد الغاني لـ"يلا كورة" عندما حذر من تعرض جرانت لأي أذى بسبب "جنسيته".
ومع زيادة وتيرة التعصب على مستوى الكرة العالمية بشكل عام وبالطبع فيما يخص الكرة العربية والمصرية، فالاتحادات القارية المختلفة وضعت ضوابطا وقوانين صارمة من أجل مكافحة العنصرية والهتافات السياسية والدينية في مدرجات كرة القدم.
تحذير مسبق
نستهدف هنا تحذير الجماهير المصرية التي تنوي حضور المباراة وليس أي شيء آخر، فلا يجب تشتيت الأذهان عن المباراة وأهميتها وحلم الشعب بأكمله والانجراف وراء استفزازات أو أي عواطف تجاه جرانت.
"حلم المونديال" الذي ننتظره جميعا، قد يذهب في مهب الريح في حالة تم إثبات أي لافتات أو هتافات أو محاولة اعتداء على جرانت، فكلنا يعلم كيف يستطيعون استخدام كل الوسائل المشروعة وغير المشروعة من أجل اثبات تعرضهم لـ"الاضطهاد" و"العنصرية".
وحذر الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" من استخدام الشعارات السياسية والدينية والعنصرية سواء من خلال اللافتات أو الهتافات أو أي طريقة لنشر تلك الأمور سواء داخل أو في محيط ملعب كرة القدم قبل وأثناء وبعد المباريات.
وشدد الفيفا على ضرورة وجود تنسيق كامل وتعاون بين منسقي أي مباراة مع رجال الأمن يضمن عدم وجود أي شخص أو مشجع صاحب سلوك عنيف وعدم السماح لوجود هتافات أو لافتات أو عبارات عدائية أو عنصرية تجاه اللاعبين والأجهزة الفنية والحكام والمسئولين والجماهير المنافسة.
وأكد الاتحاد الدولي على ضرورة اتخاذ رجال الأمن ومنظمي المباراة كافة الاجراءات لمنع دخول هؤلاء وضمان عدم وجود اي لافتات مسيئة داخل الملعب وفي محيطة، ويجب على المنظمين ابلاغ الشرطة في حالة وجود اي شخص يهدد سلامة المباراة وابعاده عن الملعب.حسب ماجاء في يلا كورة