فى صفقة مدوية بالإعلام الأمريكى، أعلنت شركة الاتصالات "AT & T" نجاحها فى الاتفاق على شراء المؤسسة الإعلامية العملاقة "تايم وارنر"، المالكة لشبكة "سى إن إن" وقنوات "اتش بى أو" و"تى أن تى" ، فضلاً عن عملها فى مجال الانتاج السينمائى مقابل 85 مليار دولار.
وكشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية إن شركة الاتصالات اللاسلكية العملاقة AT&T وافقت على شراء كل سهم فى تايم وارنر مقابل 107.50 دولار، ليقدر إجمالى الصفقة بـ 85.4 مليار دولار، والتى من شأنها أن تحول شركة الهاتف إلى عملاق إعلامى، فيما كشف المرشح الجمهورى للانتخابات الأمريكية دونالد ترامب، أنه سيمنع هذه الصفقة حال فوزه.
وقالت الشركتان بحسب "وول ستريت جورنال"، إنهما تتوقعان إتمام الصفقة بنهاية العام المقبل وسيتولى المدير التنفيذى لـ AT&T راندال ستيفنسون رئاسة الشركة الجديدة، فيما سيظل المدير التنفيذى لتايم وارنر جيف بيسكس فى منصبه لفترة انتقالية عقب إتمام الصفقة للمساعدة خلال فترة التحول.
وبمقتضى هذه الصفقة، تستحوذ AT&T على المؤسسات الإعلامية التابعة لتايم وارنر ومنها أهما شبكة "سى إن إن" الإخبارية الشهيرة.
من جانبها، علقت صحيفة "نيويورك تايمز" على الصفقة التى تمت بين شركة الاتصالات وشركة الانتاج الاعلامى، فى تقرير لها منذ قليل: "الاندماج يؤسس كيان إعلامى عملاق، بإمكانه إنتاج محتوى ضخم وتوزيعه بين ملايين العملاء عبر الهواتف الخلوية، وشبكة الانترنت والأقمار الصناعية".
وقالت نيويورك تايمز: الصفقة من شأنها تحفيز المزيد من العمليات المشابهة بين شركات صناعة الإعلام، والتى يبحث بعضها بالفعل عن شركاء من أجل زيادة حجم أنشطتها وأرباحها على غرار استحواذ شركة "كومكاست" مؤخرا على مجموعة "إن بى سى يونيفرسال" مقابل 30 مليار دولار، واستحواذ "فيريزون كوميونيكيشنز" على صحيفة "هافنجتون بوست"، وشركة "ياهو".
وأعلنت الشركتان فى مؤتمر صحفى، موافقة مجلسى إدارتيهما بالإجماع على إتمام الصفقة، لكنها ستكون خاضعة لمراجعة الكونجرس الأمريكى قبل إتمامها بصور نهائية الأمر الذى قد يستغرق أكثر من عام بحسب الموقع الإلكترونى لشبكة "سى أن ان".
وتابعت "نيويورك تايمز" فى تعليقها على الصفقة : "زيادة عمليات الاندماج فى الفترة الأخيرة بين شركات صناعة الإعلام من جانب، وشركات الاتصالات من جانب آخر إلى زيادة المواقع الكبرى على شبكة الإنترنت على غرار نتفليكس وأمازون برايم و"يوتيوب"، وتحول صغار العملاء من المنافذ الإعلامية التقليدية، ما يضغط على شركات الإعلام للبحث عن شركاء للاندماج فى ظل انخفاض أرباحها.
من جانب آخر، رجحت الصحيفة أن تواجه الصفقة تدقيقا صارما من جانب الحكومة الأمريكية، وأنها أصبحت متحفظة بشكل متزايد إزاء انحسار القوة بين أيدى مجموعة صغيرة من العمالقة، ففور الإعلان عن الاتفاق قال المرشح الرئاسى الجمهورى دونالد ترامب" أنه سيبحث منع ذلك الاندماج حال انتخابه رئيسا للبلاد لأن ذلك يعد تركيزا كبير للقوة فى أيدى القليلين جدا".