ايجى ميديا

السبت , 23 نوفمبر 2024
ايمان سمير تكتب -وقالوا عن الحرب)مني خليل تكتب -اثرياء الحرب يشعلون اسعار الذهبكيروش يمنح محمد الشناوي فرصة أخيرة قبل مواجهة السنغالايمان سمير تكتب -عيد حبعصام عبد الفتاح يوقف الحكم محمود بسيونيمني خليل تكتب -غياهب الايام الجزء الرابعالمصرى يرد على رفض الجبلاية تأجيل لقاء سيراميكا: لماذا لا نلعب 9 مارس؟مني خليل تكتب -غياهب الايام الجزء الثالثمني خليل - احسان عبد القدوس شكل وجدان الكتابة عنديالجزء الثاني / رواية غياهب الأيام كتبت / مني خليلإحاله المذيع حسام حداد للتحقيق وإيقافه عن العملتعاون بين الاتحاد المصري للدراجات النارية ودولة جيبوتي لإقامة بطولات مشتركةغياهب الايام - الجزء الاول - كتبت مني خليلاتحاد الكرة استحداث إدارة جديدة تحت مسمى إدارة اللاعبين المحترفين،كيروش يطالب معاونيه بتقرير عن فرق الدورى قبل مباراة السنغال| قائمة المنتخب الوطني المشاركة في نهائيات الأمم الأفريقية 🇪🇬 .... ⬇️⬇️اللجنة الاولمبية تعتمد مجلس نادي النصر برئاسة عبد الحقطارق رمضان يكشف سر عدم ترشح المستشار احمد جلال ابراهيم لانتخابات الزمالكنكشف البند الذي يمنع الدكتورة دينا الرفاعي من الاشراف علي الكرة النسائيةوائل جمعة نتتظر وصول كيروش

أحمد ناجي قمحة يكتب: إنتاج نخبة جديدة.. أولوية رئيسية للدولة

- كتب   -  
أحمد ناجي قمحة يكتب: إنتاج نخبة جديدة.. أولوية رئيسية للدولة
أحمد ناجي قمحة يكتب: إنتاج نخبة جديدة.. أولوية رئيسية للدولة

أحمد ناجي قمحة

نقلا عن اتفرج

بعد ثورة 30 يونيو الشعبية العظيمة، كان لابد على الدولة المصرية أن تبدأ في إعادة ترتيب قواعد جديدة لنخبتها الإعلامية والسياسية والثقافية والمجتمعية والاقتصادية والفكرية والفنية، نخبة تتمكن من أن تصل للمواطن برسالة وفلسفة ثورته المجيدة وتطبيقاتها العملية، وتقدم للمواطن قواعد تشكيل مختلفة لتوجهاته وأولوياته، بما ينعكس على قدرة المواطن على مساندة الدولة، ويساهم كثيرًا في تفعيل سياسات إصلاحية تنتوي أن تتخذها الدولة من أجل مستقبل أفضل للأجيال القادمة، الأمر الذي يجعل سلوكيات المواطن تنسجم وتتناغم مع توجهات مختلفة للدولة تعمل على تحقيق مطالبه العادلة في العيش والحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية.

فمن المعروف أن النخبة في أية دولة تتحمل دائمًا مسئولية كبرى في قيادة عملية التنوير وبناء الوعي، وتعد في مقدمة القوى الناعمة لأي دولة دفاعًا عن مصلحتها الوطنية، في إطار بناء أمنها القومي. وهي في هذا الإطار تتحمل المسئولية الأعظم في تكوين الإدراك العام بالأخطار المحيطة بالوطن، كما أنها تكون رأس حربة الدولة في مهاجمة القوى المعادية والإشتباك معها وتعريتها ومخططاتها على المستوى الدولي والإقليمي والمحلي.

فماذا عندما تتآكل النخبة وتفقد دورها أمام مغريات عديدة تعلو خلالها ذاتيتها على وطنيتها، ويتزامن ذلك مع التربح المادي أو المعنوي من موقعها، ليس بغرض خدمة توجهاتها وإنما  اتساقًا مع رغبات وتوجيهات الجهات المانحة للتمويلات؟.

وماذا عندما تتفق نخبتك بليبرالييها ويسارييها والمجموعة التي مازالت تتاجر منهم بالإسلام سياسيًا وتجاريًا على رفض النظام ومحاولات إسقاطه على طريق رفض الدولة وهدم ثوابتها ومعاداة أركانها الحاملة بما فيها عامود الدولة الفقري المتمثل في القوات المسلحة؟.

وماذا عندما تتكرس معالجات كل هؤلاء على مواقف مائعة ماسخة عديمة اللون والطعم والرائحة تخدم مخططات أعداء الوطن  وأبحاث أنفقت عليها الملايين تسفه وتسخر من استخدام نظرية المؤامرة في التفسير التحليلي للأحداث التي تمر بها البلاد، وتشبيه كل من يحاول فضح هذه المؤامرة بالتطبيل للنظام في محاولات لا تيأس لإسكات الأصوات التي تحاول منع مخطط هدم الدولة من تحقيق نتائجه؟.

إن دولة مثل مصر في مرحلة كتلك، ينبغي عليها تعرية هذه النخبة الزائفة، وكشف أدواتها ورموزها، فليس من المنطقي أن تترك شخوص تدعي نخبويتها علينا تمارس تزييفًا ممنهجًا في عقول شباب الوطن، تقدم كتابات ومادة إعلامية تصب معظمها في تشويه النظام وكل سياساته، هل يمكن أن تخرج تلك المعالجات الإعلامية الرخيصة عن السياق العام الذي يستهدفون من خلاله قيم وتقاليد وتماسك المجتمع خلف نظامه ودولته؟.

نخبة مزعومة كتلك، لا يمكن لها أن تكاشف الرأي العام بما يتحقق من إنجازات، ولا يمكن لها أن تدفع المواطن نحو التماسك والتلاحم الوطني خلف قيادات الدولة، ولا يمكن لها أن تشرح للمواطن أبعاد الأزمة الاقتصادية التي يعيشها ومسبباتها الحقيقية سواء ما يتعلق بأزمة الدولار أو الأزمات التموينية المتعددة والتي من المتوقع أن تتصاعد في الفترة القادمة. ولا يمكن لها أن تدفع المواطن لتفهم ضروريات تحتم على الدولة مستقبلًا أن تأخذ مجموعة من القرارات المصيرية في إطار عملية الإصلاح الاقتصادي. كما لا يمكنها أن تساعد صانع القرار من خلال ترشيد قراره ببيان الجوانب المتوقعة حال اتخاذ قرارات إصلاحية معينة تتعلق بتعويم الجنيه أو رفع الدعم عن المحروقات، عبر مناقشة هادفة تساعده على تبين خطواته المصيرية المتوقعة وما يمكن أن ينتج عنها، والآليات المطلوبة لضمان التعاطي المجتمعي الإيجابي معها، والأهم تبصير المجتمع بحتمية اتخاذ هذه القرارات.

فقط هو الحريق الدائم الذي يبحثون عنه، فقط هو نشر اليأس والإحباط والتشاؤم، بداية من فشل مؤتمر شرم الشيخ الاقتصادي.. إلى تأجيج الأوضاع الاجتماعية والسياسية والحقوقية.. إلى التشكيك في السلطة التنفيذية والتشريعية والقضائية.. إلى زيادة تضخيم أزمة الأسعار المرتفعة بالفعل.. إلى أزمة الدولار والاقتصاد المنهار والعجز عن توقير السلع الغذائية الرئيسية.. وصولًا إلى أن يكون المزاج العام مخنوقًا ويائسًا ومحطمًا، كل هذا مع بث مواد إعلامية تخدم على كل ما سبق وتمريرها عبر مواقع التواصل الاجتماعي والإعلام البديل باعتبارها هي حال كل المجتمع المصري.

أن يكون لتلك النخبة المزعومة الدور الرئيسي في توجيه الرأي العام نحو مسبباتها وشرحها وتفنيدها كل في تخصصه ومجاله، بما يعطي المواطن الفرصة الحقيقية لإصدار حكمه وتحمل مسؤولياته. هي لا تبحث عن مصلحة المواطن واستنهاض هممه وعرض تاريخه في مقاومة الآثار السلبية لإفشال تجاربه النهضوية التي طالما تحطمت عبر تاريخنا الحديث سواء في عهد محمد علي باشا أو في عهد الزعيم خالد الذكر جمال عبد الناصر. شرح ينبغي أن يهدي الرأي العام نحو التعرف على أن مصر الدولة - بمقوماتها الجغرافية السياسية، والطبوغرافية التي لم تتكشف بعد، وبقواعد وضع دولة حديثة تتبوأ مكانتها في المستقبل، وبمقومات سكانية ذات خصائص فريدة – هي المستهدف النهائي للمخطط البغيض الذي أفشله هذا الشعب العظيم في 30 يونيو.

ولكنه لم يجد من يقوده نحو الصبر لتحمل عبور هذه المرحلة الصعبة، التي تتخلص فيها مصر الدولة من إرث عميق من الفساد والتخلف والبيروقراطية، وتوفير منظومة من الحريات المنظمة قانونيًا، وإعادة الاعتبار لطبيعة وخصائص الاقتصاد المصري وتحويله نحو التصنيع الحديث، لم يجد من يشرح له أن مصر تسعى إلى جانب ذلك لتوفير أكبر قدر من الاحتياجات الأساسية للمواطن عبر إقامة مشروعات تنموية متواصلة على الأصعدة الاجتماعية والاقتصادية، كما أنها نجحت في بناء نظامها السياسي الداخلي بشكل مكنها من إستعادة دورها في الملعب الإقليمي والدولي، وهي كلها مقومات بناء للمستقبل.

الوقائع والخبرات التاريخية في تجربتي محمد علي باشا وجمال عبد الناصر، تؤكد أن هذا البلد غير مسموح له بالنهوض أو الوقوف على قدميه، وأن محاربة تجاربه النهضوية هي أمر حتمي من قبل القوى الصهيونية العالمية التي تسعى لتحقيق معتقداتها الدينية، وهي معتقدات كانت في طريقها للتحقق، وكان المخطط أن نرى إسرائيل الكبرى من النيل للفرات، لولا إرادة الشعب العظيم التي أحتضنها أبناؤه في القوات المسلحة.

إذا كان الأمر كذلك، فعلى الدولة أن تدرك أنها بحاجة ماسة أمس قبل اليوم واليوم قبل الغد لإعادة مراجعة نخبتها، وإعادة تشكيل نظامها الإعلامي، وإعادة بناء نظامها الحزبي بما يتلاءم مع احتياجات المجتمع من وجود الأحزاب السياسية التي لم يعد معظمها إلا واجهة كارتونية لمصالح من هم على رأس هذه الأحزاب سواء من شخوص سياسية أو رجال أعمال، وإعادة صياغة دور المجتمع المدني وتطوير مفهوم رسالته تجاه الوطن والمواطن، وتكوين نخبة اقتصادية تراعي مصلحة الرأسمالية الوطنية والحقوق الاجتماعية للمواطن الفرد في هذا الإطار قبل البحث عن الذاتيات والاحتكارات وممارسات الفساد.

نعم تأخرت الدولة كثيرًا في هذا الإطار، ولعل ذلك الأمر المكون الرئيسي فيما نعيشه اليوم من تشويش في توجهات المواطنين ومواقفهم التي كانت ينبغي أن تكون على غير ما هي عليه الآن. على الدولة المصرية إعادة تشكيل نخبتها على كافة الأصعدة، بما يعبر عن فلسفة دولة 3 يوليو في أقرب فرصة ممكنة، بعيدًا عن شبه النخبة التي قادتنا إلى الكثير من الجرائم الفكرية والسياسية والاقتصادية والإعلامية والفنية على مدار سنوات عديدة ماضية، كفانا عبثًا وشفقة وكرم أخلاق مع الآكلين على كل الموائد

التعليقات