نقلا من المصري اليوم
بدعوة كريمة من الدكتور هيثم الحاج على رئيس مجلس الإدارة للهيئة المصرية العامة للكتاب، لمناقشة كتاب: الجيش فى مصر القديمة، تأليف الدكتور محمد رأفت عباس، فى المركز الدولى للكتاب، كانت أمسية رائعة فى 5 أكتوبر 2016.
إذا كان الذهب ذهباً للجهد المبذول فى استخراجه، كذلك هذا الكتاب «من جزأين» يساوى وزنه ذهباً للجهد المبذول فى وفرة معلوماته، وأرجو من اللواء أسامة راغب بأكاديمية ناصر، كما أرجو من وزير التربية والتعليم، تعميم دراسة هذا الكتاب على الجنود والطلبة، حتى يعرفوا لماذا جيشنا خير أجناد الأرض حقاً، وحتى يدهشوا من العبقرية المصرية فى تطوير المركبات الحربية «دبابات العصر القديم»، إذ يعرفون كيف استفاد وطبق اللورد اللنبى 1916، فيلدمارشال مونتجومرى 1942 خطط تحوتمس الثالث العسكرية التى مازالت تدرس حتى الآن.
يذكر لنا الكتاب أخلاقيات الحرب عند المصريين القدماء، لم يكن البطش والتنكيل من صفاتهم، لم يُعرف عنهم السخرية من معبودات أعدائهم، أو فقء عيون كبار أسراهم، كما كان يفعل حكام سومر فى العراق، أو يجعلوا جماجم أعدائهم مشاعل كما فعل الآشوريون، أو كؤوساً للشراب كما فعل الرومان، كان القانون يحتّم على الملوك أن يكونوا فى مقدمة الصفوف، حمل أبناء الأسرى عند العودة، عدم نهب أى شىء من ممتلكات الأعداء، لم يفعل جنودنا ما فعله بنو إسرائيل من إحراق الناس، وسلخ جلودهم، ونشرهم بالمنشار، والمذابح التى ارتكبوها بحق العمونيين قديماً والمصريين حديثاً 1967، قارن هذا بما فعلناه نحن مع أسراهم 1973، هذا هو الفرق بين النهر والرمل، الحضارة والبداوة، «العهد القديم - صموئيل الثانى - إصحاح 12».
يؤخذ على الكتاب شيئان، تحدث عن صفات الإله الواحد فى مصر القديمة على أنها معبودات أو آلهة عديدة، بالرغم من أن مصر عرفت التوحيد منذ الدولة القديمة، وعلى الدكتور محمد رأفت أن يقرأ كتب الدكتور نديم عبدالشافى السيار: قدماء المصريين أول الموحدين، المصريون القدماء أول الحنفاء. الشىء الثانى أنه لا يذكر ملكاً إلا ويطلق عليه لقب الفرعون! مثل الفرعون رمسيس أو الفرعون تحوتمس الثالث، ولعلى ألقى قنبلة فكرية تاريخية آن الأوان أن نصوب كتابة التاريخ بها!
نعرف أن مصر القديمة حكمها 561 ملكاً مصرياً، 81 ملكاً هكسوسياً، وكل ملك له خمسة خراطيش «شن رن» ونحن نقول حتى الآن: ده اسم له «شنة، ورنة»، كل خرطوش به خمس صفات للملك، ولا خرطوش واحد به كلمة فرعون أو حتى «بر - عا» أى البيت العالى»!
ظهرت هذه الكلمة مرة واحدة يتيمة ولم تكرر فى خرطوش أحد الملوك البطالمة، فجاء فلاندرز مترى اليهودى الهوى والذى دُفن بالقدس رغم أنه بريطانى المولد، وبطريقة: التفعيص فى التفسير كما كان يسميها عالم الآثار محسن لطفى السيد، كما مفسر شكسبير أنه الشيخ زبير، ودمنهور، من الدم -نهور، الفيوم لأنها بنيت فى ألف يوم، كذلك جاء بترى وقال: بر.. عا هى فر.. عا.. تبقى فرعون! حتى يجد ذكراً لفرعون الخروج فى الآثار المصرية!.
لم يكتفِ بترى بذلك.. بل حين اكتشف لوحة أنشودة النصر لمرنبتاح، وجد كلمة حروفها: ريشتان = ى، مزلاج = س، شفتين= حرف الراء، ريشة واحدة وياء خفيفة، الصفر= حرف الألف، شفتين= الراء، فتنطق الكلمة: يسريار وهى لقبيلة أو مكان فى فلسطين وليس فى مصر، وبقدرة قادر أصبحت يسريار إسرائيل، وأصبحت اللوحة الوجودة فى المتحف المصرى تسمى لوحة إسرائيل، وسار على نهجه شبيجل الألمانى، وبرستد الأمريكى، وبالتالى مؤرخونا المصريون، فلا هى لوحة إسرائيل، ولا شىء اسمه فراعنة إنما هم ملوك فقط!
أكاذيب.. أكاذيب.. أكاذيب، وتاريخ مزيف انتقائى كله، ظلم لنا ولتاريخنا العظيم، والسؤال هنا: ومن هو فرعون فى التوراة والقرآن؟ هو اسم حاكم اسمه فرعون موجود فى كل مكان منذ فجر التاريخ مثل حمدون، مأمون، شمشون، وليس بتفعيصة فلاندرز بترى.. بر.. عا.. تبقى.. فر.. عا.. تبقى فرعون!! الوصايا العشر.. ليس فيها «لا تكذب»