نقلا عن المصري اليوم
مثل أى مصرى سواء كان عاشقا ومتابعا ومهتما بكرة القدم أم لا.. أتمنى فوز منتخبنا القومى، غدا الأحد، على منتخب الكونغو فى أولى مباريات مصر فى تصفيات مونديال روسيا العام بعد المقبل.. أتمنى أيضا أن يجتاز منتخبنا هذه التصفيات ويتأهل فى نهايتها للمونديال بعدما طال الغياب المصرى ستة وعشرين عاما.. وأعترف بأنه لا تعنينى أسماء الأحد عشر لاعبا الذين سيقودهم الأرجنتينى كوبر فى مباراة الغد.. فهذا الاختيار ليس دورى أو مهمتى.. تماما مثلما ليس مهمة وزير الرياضة أو من واجباته زيارة معسكر إعداد المنتخب فى الإسكندرية قبل سفره أمس إلى الكونغو.. فلا أفهم لماذا يزور وزير للرياضة معسكرا للمنتخب الأول لكرة القدم قبل إحدى مبارياته.. لا أعرف ماذا كان القصد من تلك الزيارة.. بل إننى لا أفهم أو أعرف ولا أقبل أيضا أن يذهب رئيس اتحاد الكرة للمعسكر.. فلم أر فى العالم حولنا وزيرا للرياضة أو رئيسا لاتحاد الكرة يزوران منتخب بلادهما قبل أى مباراة مهمة أو حتى قبل أى بطولة.. المرة الوحيدة التى أتذكرها كانت يوم عصفت الخلافات الداخلية بمنتخب فرنسا قبل ست سنوات فى مونديال جنوب أفريقيا وعاد المنتخب إلى باريس ممزقا، واضطرت وزيرة الرياضة الفرنسية وقتها للاجتماع بالمنتخب كاملا.. لكنها لم تذهب إليه مثلا قبل السفر للمونديال.. ولم يحدث أن ذهب وزير أو رئيس اتحاد ألمانى أو إنجليزى أو إيطالى لمنتخبات بلادهم قبل أى مباراة كرة مثلما يحدث عندنا طوال الوقت، ومهما تبدل الوزراء أو رؤساء اتحاد الكرة.. المشكلة أن كثيرين منا تسعدهم هذه الزيارات ويعتبرونها حافزا معنويا لتحقيق الانتصار بل يحرص هؤلاء على الإشادة بدعم الوزير وتوجيه الشكر له ولرئيس اتحاد الكرة.. ولست هنا ضد أى أشخاص إنما فقط أرفض دوام هذه الفوضى التى يبدو أننا نعشقها مهما تظاهرنا بالضيق منها.. فوضى وخلط الأدوار والوظائف.. حتى إننا أصبحنا لا نعرف ما هى وظيفة ومهام وزير للرياضة أو رئيس لاتحاد الكرة أو إعلامى يتحدث أو يكتب عن الكرة ومنتخبها.. وليس صحيحا أن الاستعراض والبحث عن الأضواء هو دافع المسؤولين لمثل هذه الزيارات الكروية.. فهذا كلام قديم لا يزال يقال فقط من باب الاعتياد والاستسهال ثم الاستمتاع بالسخرية والهجوم فى حالة الهزيمة والرغبة فى التشفى من أى أحد.. إنما هى فعلا فوضى حقيقية وعميقة جدا.. وعلى سبيل المثال كان هانى أبوريدة سعيدا جدا بزيارة خالد عبدالعزيز لمعسكر المنتخب واجتماعه مع اللاعبين ومدربهم.. وبعدها بيومين فقط كان أبوريدة غاضبا جدا من خالد عبدالعزيز لأن الوزير أعلن رأيه فى أزمة ملعب مباراة الاتحاد ووادى دجلة.. بل اعتبر أبوريدة كلام الوزير تدخلا حكوميا.. فلم يعد أحد منا يملك أى تفسير حقيقى وواضح لهذا التدخل الحكومى وما هى حدوده.. وغالباً لا أحد منا يريد أن يعرف ويفهم، بمن فينا الوزير نفسه ورئيس الاتحاد وأعضاء مجلس إدارته وحتى أهل الإعلام أيضاً.