نقلا عن المصري اليوم
كانوا ينتظرون السيسى على قارعة «الفيسبوك»، منذ إعلان وفاة السفاح شمعون بيريز وهم يتجهزون للسيسى بحملة تخوين عاتية، أعدوا العدة بالتتويتات والكومنتات والكومكسات والتغريدات، وحزمة من الاتهامات، واستبق بعضهم الحدث الجلل الذى هو سفر السيسى لحضور جنازة السفاح، بتويتات وتغريدات تمهيدية، قطع بهم السيسى، وأفسد الحفلة، وخلّف لهم خيبة الأمل راكبة جمل.
تخيل يا مؤمن شكل الفيس لو فعلها السيسى وسافر، كانوا علقوا فى رقبته حبل المشنقة، وهات يا تقطيع، ولنقحت عليهم إذ فجأة ضروس الوطنية، وحمّلوا الرجل ضياع القضية، جحيم مقيم، هؤلاء يتمنون للسيسى الغلط، خيّب السيسى ظنونهم، وتجنب الجنازة.
ذكاء السيسى لم يخنه، واكتفى «بروتوكوليا» بإرسال سامح شكرى، وزير الخارجية، لحضور مراسم التشييع، علماً بأن قرار السيسى بعدم الحضور كان مقرراً منذ سقوط السفاح فى مرضه الأخير، ومستوى التمثيل فى الجنازة كان مقرراً قبلاً، لم يكن ينتظر إملاءات أو رجوات أو تغريدات.
ثابت أن حملات التخويف والتخوين لا تشكل الموقف السياسى المصرى، القرار المصرى لا يأبه كثيراً بالفيس وتويتر، ولا ينظر فى طفح الحسابات الفيسبوكية، القرار المصرى ليس رهينة الفضائيات أو أسير وسائل التواصل الاجتماعى، ولا يخطب ود جماعات شاردة ثبت مراراً أنها تكايد، من المكايدة، وتدير أسطوانة مشروخة لا تطرب أذناً.
المتبرعون بالحكم على سامح شكرى بالخيانة الوطنية تأسيساً على صورة مفبركة، مضروبة، وهو يضع يده على النعش ويقرأ الفاتحة مودعاً، لم يتداروا خجلاً من تلفيقهم، ولم يعتزلوا الناس بعد افتضاح كذبهم، بل تحولوا فوراً إلى صورة «ملعوب فيها» لشكرى جالسا متشحتفا يكاد ينفطر حزنا على روح السفاح!!
بالمناسبة سامح شكرى، وزير خارجية مصر، ومصر دولة كبيرة وليست جماعة منبوذة، ومصر ترتبط بعلاقات دبلوماسية مع إسرائيل قبل أن يولد جل جيل الفيسبوك، وللعلم السفاح الإسرائيلى لم يكن يوما صديقاً عزيزاً للسيسى، كان صديقاً عزيزاً للجاسوس الإخوانى محمد مرسى، اصطفاه لنفسه ولجماعته، وكان يخاطبه رسميا بالصديق العزيز، هذا للذكرى والذكرى ربما تنفع الإخوان المفبركين.
معلوم لن يرضى المفسفسون والمغردون عن السيسى وحكمه ونظامه، والحملة القذرة على وزير الخارجية على مواقع التواصل الاجتماعى متواصلة على مدار الساعة، ليست محض تغريدات شخصية غاضبة، ولا تتويتات فردية رافضة، الموجات الفيسبوكية المتلاحقة مخططة، ليست وليدة اللحظة أو الموقف، أو من قبيل فيض الخاطر، حملة ممنهجة تستند إلى صور مفبركة، خاب ظنهم ولم يذهب السيسى فطفقوا يلطشون فى وجه وزير الخارجية!!
العدو دلوقتى بقى جوه البلد، أغلب هذه التغريدات والتتويتات والكومنتات والكومكسات الحارقة من جوه البلد، لأول مرة فى تاريخ المحروسة الذى يضرب فى أعماق التاريخ يخرج من بين الصلب والترائب من يرسمها عدواً، شرخ هائل فى الصف الوطنى، وخروج بليل لفصيل زاد عدده أو قل، يستهدف القلب، ويضرب فى سويداء القلب، القضية أخطر من كومنت بغيض أو تغريدة مسفة أو مقال مغرض، القضية أخطر، العدو دلوقتى بقى جوه البلد.
أما أعدائى فأنا كفيل بهم، البحرين تسقط الجنسية عن الإرهابيين من جلدتهم، ونحن نصبر عليهم، طولة البال تهد جبال، وهم يستمرئون حالة اللاحسم هذه لإشعال الأرض من تحت الأقدام، طبعاً فكرة التعامل مع العدو الداخلى جديدة تماماً على تفكير الدولة المصرية، وعلى المؤتمنين على هذا البلد الأمين أن ينظروا ملياً فى قاع الأزمة، ليبصروا حلاً، مَن ينتظر سقوط مصر للأسف.. مصريون.