ياسر أيوب – نقلًا عن المصري اليوم
أعرف وأحترم أيضا انشغال الجميع بما جرى فى نصف النهائى الأفريقى، أمس الأول، وتأهل الزمالك للنهائى رغم خسارته أمام الوداد.. وأنه من الطبيعى جدا أن تدور الأحاديث والحكايات كلها عما جرى هناك فى المغرب بكل دلالاته وتناقضاته وغرائبه ومفاجآته.. وفى المقابل، كان من الضرورى أيضا أن يتوقف أحدنا على الأقل أمام مباراة أخرى أقيمت أيضا أمس الأول بين وادى دجلة والاتحاد فى الدورى الممتاز لكرة القدم.. وقد كانت هذه المباراة ولا تزال تستحق هذا التوقف والاهتمام والانتباه أيضا.. فهى بالمناسبة أول مباراة كروية منذ وقت طويل جدا يستضيفها استاد القاهرة المطرود من خدمة الكرة المصرية، لأسباب لا يعلمها أحد، ولا يناقشها أحد، وغالبا لا يحترمها أحد.. وكعادتنا دائما فى مصر، نظل نكتب ونتكلم ونصرخ ونناقش أى قضية بإلحاح وانزعاج وثورة وتساؤل.. وحين يتحقق ما كنا نتمناه ونطلبه.. ننصرف عنه كأن الأمر كله لا يعنينا.. وسيصاب بالدهشة والاستغراب أى كائن فضائى أتيحت له فرصة متابعة الإعلام الكروى المصرى وانشغاله بمسألة عدم اللعب فى استاد القاهرة سنة وراء أخرى، وإصراره على ضرورة فتح أبواب الملعب التاريخى الهائل أمام الجميع من جديد.. ثم يكتشف نفس هذا الكائن أنه حين عادت المباريات بالفعل للاستاد لم يتوقف أو يهتم أى أحد بذلك.. ولم تكتسب مباراة وادى دجلة والاتحاد أهميتها فقط لأنها كانت مباراة عودة الحياة من جديد إلى استاد القاهرة.. وإنما لأنها فتحت من جديد ملف البث الكروى التليفزيونى الذى أصبح يشبه كل قضايا الشرق الأوسط المعلقة حتى يوم القيامة.. فقد رفض وادى دجلة دخول كاميرات التليفزيون لاستاد القاهرة.. لأن النادى له مستحقات مالية لا يلتزم التليفزيون بسدادها.. وكالعادة، حاول وزير الرياضة التدخل لحل الأزمة، لكن المباراة كانت قد بدأت بالفعل.. وانتهى الأمر كالعادة أيضا دون توصيف دقيق وحقيقى ونهائى للحقوق والحدود، تلتزم به كل الأطراف.. ولن يحدث ذلك اليوم أو غدا أو فى المستقبل القريب، ولكن ستبقى سياسة أنصاف الحلول هى التى نعشقها ونمارسها طول الوقت.. وكل ما أرجوه الآن هو أن ينتبه الذين هاجموا وادى دجلة إلى أن كلامهم كان سيختلف تماما لو كان نفس القرار لمسؤولى الأهلى أو الزمالك.. أرجو أيضا التوقف أمام اتحاد الكرة الذى قرر تعطيل بدء المباراة لحين حل أزمة البث التليفزيونى، وهو ما يعنى إزالة أى فواصل بين اتحاد الكرة والشركة التى اشترت حقوق بث مباريات الكرة.. ولم أفهم معنى تأكيد وزير الرياضة أنه من حق الجماهير كلها مشاهدة مباريات الكرة لأن الحكومة تدعم الأندية بملايين الجنيهات.. عبارة غامضة مليئة بالتناقضات.. فوادى دجلة لا يتلقى أى دعم حكومى.. وحق الناس فى الفرجة لا يعنى تغييب حق الأندية وحصولها على مستحقاتها.. وهو ما قاله رئيس اتحاد الكرة الذى أكد أنه يحترم قرار وادى دجلة رغم أن رئيس لجنة المسابقات بنفس الاتحاد وصف نفس القرار بـ«المهزلة».. وهى حقا مهزلة.