قال الدكتور عاطف منصور عميد كلية الاثار بجامعة الفيوم واستاد علم النقود الاسلاميه انا
ذكرته بعض الصحف المصرية والعربية وكذا بعض المواقع وأيضا بعض الزملاء علي الفيس بوك معلومات غير صحيحة عن الملك الأنجلو سكسونى أوفا «OFFA REX» وأنه اعتنق الإسلام،وذلك بسبب ظهور اسمه علي دينار عربي إسلامي،لذلك كان لزاماً علينا توضيح الحقائق العلمية والتاريخية،والتي سبق لي عرضها في كتابي النقود الإسلامية وهي:
عُرف الدينار العربى الإسلامى لدى الأوربيين فى القرون الخمسة الأولى من الهجرة باسم المنقوش Mangous أو Mancusus واستمر هذا الاسم فى الاستخدام فى الوثائق الغربية للدلالة على الدينار العربى الإسلامى حتى القرن الحادى عشر الميلادى، حين ظهر مسمى آخر وهو المرابطى أو Marbotins( ).
والدينار العربى الإسلامى المعروف بالمنقوش صار هو وحدة النقود الرئيسية فى أوربا، ويستدل على ذلك من الوثائق الغربية، ومن النقود ذاتها فالوثائق تشير إلى أن أستريا كانت تدفع ضرائبها لبيت المال الكارولنجى بالدينار المنقوش. كما وعد ملك مرسية البعيدة وهو الملك أوفا الانجلو سكسونى أن يدفع جزيته للبابا كل عام بالدينار المنقوش. كما حاول أحد المتقاضين رشوة تيودولف رسول الامبراطور سنة 798م بتقديمه له قطعة ذهبية عليها كلمات وحروف عربية منقوشة. كذلك قامت انجلترا بتداول الدينار المنقوش، وتذكره الوصايا الانجلو سكسونية فى كل صفحة منها تقريباً، وألف الانجليز تداوله حتى أنهم جعلوا منه وحدة الأوزان المعتادة فى معدن الذهب. وهو الأمر الذى قامت به العديد من الدول الأوربية الأخرى والتى حددت قيمة تداوله (المنقوش) بالنسبة لنقودها المحلية( ).
أما النقود التى وصلتنا فهى تؤكد ما ورد فى المصادر والوثائق القديمة من رواج الدينار العربى الإسلامى فى أوربا لدرجة قيام بعض الحكام بتقليده، ومنهم الملك الانجلو سكسونى أوفا. فقد قام هذا الملك بضرب دنانير مقلدة للدينار العباسى المضروب فى زمن الخليفة أبى جعفر المنصور، ومؤرخ بسنة 157ﻫ، وقد سجل أوفا على هذا الدينار اسمه بالحروف اللاتينية «OFFA REX»، ويظهر على هذا الدينار الكتابة العربية غير جيدة النقش، وتختلف عن النموذج الأصلى الذى قلده النقاش( ). ولكن يؤكد هذا الدينار مدى الرواج التجارى الذى صادفه الدينار العربى الإسلامى «المنقوش» فى أوربا فى تلك الفترة، وهو ما يتوافق مع المعلومات التى ذكرتها المصادر والوثائق القديمة.
كما يحتفظ المتحف البريطانى بلندن بدينار مقلد للدنانير العباسية فى عهد الخليفة الرشيد، والتاريخ المنقوش على هذا الدينار هو سنة 173ﻫ (أو 176ﻫ)( ). وهذا الدينار المقلد تماماً للدنانير العباسية أشار لويك إلى أنه ضرب لكى يستخدمه الحجاج المسيحيون فى أثناء زيارتهم للأراضى المقدسة( ).