نقلًا عن مجلة 7 أيام
عنوان المقال هو نفسه اسم برنامج إذاعي شهير للداعية عمرو خالد، يعد من أكثر برامجه استمرارا حيث يبث يوميا على محطة راديو مصر، البرنامج يستعرض عمرو خالد من خلاله نماذج إيجابية من مختلف ثقافات ودول العالم.
غير أن موضوع المقال لا يتربط بالبرنامج، وغير ذي صلة بالشائعة التي طاردت عمرو خالد مؤخرا بعد تداول صور لشخص يشبهه مع سيدة غير محجبة في إحدى مدن أوروبا، فالصور لا يظهر فيها وجه عمرو خالد بالتالي لا يمكن التأكيد بأنه هو، وأخلاق الإسلام التي تكلم بها الكثير من المنتقدين تقول أن الغيبة حرام وأنه لا يصح أن نفترض أن من في الصور هو عمرو خالد من ظهره دون أن نرى ملامح وجهه بوضوح، وأنه حتى لو كان عمرو خالد فلكل شخص خصوصيته أيا كان خلافنا الفكري والسياسي معه، والواقفون على الرصيف المواجه لما يمثله عمرو خالد لم يكونوا بحاجة لصور مفبركة أو حقيقية حتى يؤكدوا صحة موقفهم.
“بسمة أمل” المقصودة إذا مرتبطة بمتغيرات مفاجئة – على الأقل بالنسبة للمتابعين من الخارج- شهدها سوق الإعلام المصري في الأسابيع الأخيرة، متغيرات تؤكد أن ما تصورناه عن وضع الإعلام الخاص تحت الحصار ليس صحيحا أو بمعنى أدق ثبت سريعا عدم جدواه، ومن خطط لوضع الإعلام المصري كله في دائرة واحدة يبدو أنه تراجع أو على الأقل هناك من لفت انتباهه أن الدائرة ستخنق الجميع.
بناء على ما سبق يمكن قراءة العديد من الأخبار التي نشرتها الصحف أو سكتت عنها فيما يخص سوق الميديا مؤخرا؛ انتقال عمرو أديب مثلا إلى قناة أون تي في، أعتبره الخبر الأهم هذا العام في الميديا المصرية، فهو أولا سيفتح الباب أمام عودة جمهور التوك شو بكثافة للشاشات لمتابعة عمرو أديب بعدما ظل مشفرا عشرين عاما، ومع ذلك كان يحقق انتشارا واسعا، الأمر الذي أعطى قبلة الحياة لقناة أون تي في وأعادها من جديد لحلبة المنافسة، والأهم أنه سيدفع نجوم التوك شو لتغيير كبير في خططهم لضمان الصمود أمام الوافد الجديد الذي يحمل فوق كاهله خبرة طويلة وجمهور بالملايين.
لاحظ أنني لا أتحدث هنا عن التوجهات السياسية لأديب وغيره من المذيعين، لكنني أتحدث عن مناخ إعلامي فقد الكثير من الوجوه المؤثرة في السنوات الثلاث الأخيرة وكان يحتاج لبدائل تعيد المنافسة على تقديم مضمون جذاب، لا المنافسة على تشويه المعارضين وترويج الأكاذيب، المذيعون الذين يمثلوا التيار الأخير سيجدون صعوبة في الإبقاء على متابعيهم بعد نزول أديب لملعب الفضائيات المفتوحة.
على خط مواز، حصول قناة العاصمة 2 على توقيع أسماء كجابر القرموطي ومنى سلمان يعكس أولا اعترافا من أصحاب العاصمة 1 على أن من يظهرون على شاشتها بما فيهم مالكها سعيد حساسين مهما فعلوا لن يصمدوا، وسيظل حلمهم ترويج دقائق مما يقدمون عبر مقاطع فيديو يتداولها مستخدمي الفيس بوك بسخرية لا باستفادة، كذلك فإن عودة منى سلمان بعد عام من مغادرتها قناة دريم والقرموطي بعد شهر واحد من غيابه عن قناة أون تي في تؤكد أن لعبة الكراسي الموسيقية ستظل مستمرة وأنه ليس هناك من سيجلس في البيت للأبد ومن سيجلس على الهواء للنهاية، يضاف لما سبق ما تردد عن قرب عودة الإعلامي المخضرم معتز الدمرداش أيضا عبر قناة TeN.
أما المسكوت عنه فخروج شخصيتين دفعة واحدة من السوق تماما، الأول؛ رغم التواجد الطويل قبل الإقامة في الخارج عاد لينتقم كما يقولون وجرب أن يحتكر السوق صحفيا وتلفزيونيا لكنه سرعان ما اضطر لرفع الراية البيضاء بعدما كشفه الجميع، الثاني وفي أقل من سنة أهدر فرصة سهلة للتواجد والتأثير فصعد عاليا في شهور وهبط للأسفل في أيام لأنه لم يدرك أن النجاح ليس بالعلاقات والحفلات والاستعانة بأهل الثقة وإنما بالقدرة على صناعة مضمون حقيقي دون استعراضٍ وتباهٍ وادعاء ما هو غير دقيق.
لا نريد إعلاميا مؤيدا على طول الخط ولا معارضا على طول الخط، مصر بحاجة ماسة لإعلام متوازن قادر على تقديم الحقيقة للناس وتوجيههم لما فيه صلاح الكل لا مصلحة البعض. الكاتب رئيس تحرير موقع اعلام دوت اورج