نقلًا عن المصري اليوم
لن أرتدى ثوب حكيم أو أكتب كلاماً من وراء القلب عن نادى الأغلبية، ولن أشمت فيما آلت إليه الأمور فى رمز السيطرة، ولن أفسح لنفسى مجالاً للحديث بلغة الأقلية الزملكاوية «عشان الأهلاوى اللى بيقرا يرتاح»، فقط أسجل ملاحظات من وعن هؤلاء الذين لا يكرهون الأهلى، سأقول العبارة الغلسة المكررة «الأهلى يمرض ولا يموت» مع ملاحظة أن جمهور الزمالك التزم تلك العبارة وأصبحت نشيدا رسميا يضاف إلى المضادات الحيوية للصبر على الخسارة وخيبة الأمل..!
للأهلاوية دواء وحيد وهو أن يذهبوا إلى دروس مسائية أو مجموعات دراسية لدى مدرسة الفن والهندسة، على فكرة لا أقصد السخرية من هزائم الأهلى، لكن أبتغى التعلم من تحمّل المكاره والصبر حتى «صبرى رحيل»، للزملكاوى طبيعة خاصة، نحتها عبر الزمن مثل نقوش معابد أجداده الفراعنة، تقاوم الزمان ولا تتأثر بالزلزال أو البركان، طبعا هتقول إيه الكتابة الرخيصة التى تذكرنا بالسجع فى عناوين صحافة الرياضة أيام زمان، هاقولك أرغب فى الوصول إلى جماهير الأهلى الغاضبة المحتارة فى «يول» ودفاعه الصلد الصلب فى حراسة المهاجمين عندما يحرزون الأهداف فى شريف وصحابه..!
لا نكره الأهلى لأنه مثل مصر الدولة، أو قل مصر الرسمية بمعنى أدق، الأهلى هو مؤسسات الدولة القديمة بتضخمها وجبروتها وتحكمها، وفى الأخير ترهلها، الأهلى مثل «فيل عجوز» لا يستطيع الحركة بدون معاونين، هكذا تعوّد وهكذا اعتدناه، ولهذا عندما انقطعت المعونات وكتائب الدعم تراجع وتعثر وسقط فى حفر كثيرة من المحلى إلى القارى، يقولون أين أيام حسن حمدى، الماضى قد ولى فهى من عينة “فين أيامك يا مبارك”، المعادلة اختلفت بل اختلت، فلم يعد الأهلى جهة سيادية أو معسكرا يمنع فيه الاقتراب أو التصوير، الأهلى دفعته الظروف إلى الواقع الحقيقى بدون أصدقاء أو أخلاء، فالأهلى اليوم وحيد مثل مدافعيه فى الخط الخلفى فى مواجهة هجمات الفرق الأخرى..!
الأهلاوى مغاير لذلك الزملكاوى الذى قرر أن يكون مثلما عبر كاتبنا الراحل فتحى غانم «أراد من الحياة شيئا أكبر مما يحصل عليه البشر عادة فى مجتمعنا»، فقد اختار أن يكون زملكاويا وأسيرا لحرقة الدم، الصبر عند الزملكاوى نعمة، فهو قد رفض أن يقبل الحياة مثلما قبلها الآخرون، ومن ثَمّ ستكون حياته شيئا جديرا بالتسجيل، الزملكاوى هو حصيلة ضرب “الأمل مطروحا منه العقل X الانتماء مطروحا منه الأسباب”.
إنها العبرة من الزملكاوى للأهلاوى، وعليها ومعها، للسفر سبع فوائد، وأيضا لمارتن يول وشريف إكرامى 15 فائدة، إنهم يعلمونك ما هى الحياة بواقعية، الحياة بدون كأس، الحياة بدون أدغال أفريقيا، الحياة بدون “6 – 1″، الحياة بدون ما يسمى “الكابيتانو”، الحياة بدون حكام وجبلاية، الحياة بدون خداع، الحياة هى حياة..!
الأهلاوى اليوم مريض يحتاج إلى الزمكاوى بشدة ليعلمه بعضاً مما تعلم، فالحياة تجارب، وعلى الأهلاوى ألا يكابر، وأعتقد أن أى زملكاوى ستكون نصيحته الأولى: لا تقل أبوتريكة وما آلفنا عليه آباءنا وأمهاتنا وأهلنا بل قل “زمان ولّى ودولة زالت”. أما النصيحة الثانية فعليك بتشجيع “ستوك سيتى”، حيث «رمضونا» أو اختر فريقا من أى دورى أوروبى محترم من ذوى اللون الأحمر ليكن فريقك البديل لفترة حتى يتعافى الأهلى أو يعلو هتاف “الأهلى قادم” فى مدرجات الدرجة الثالثة، إلى كل أهلاوى عليك بأى زملكاوى جارك أو قريبك أو صديقك فهو مثل فلاسفة الإغريق، جاور الصابرين والمضطهدين والحكماء والكاظمين الغيظ والعافين عن الحكام..!!
لهذا لن نكره الأهلى، لأن جماهيره تعيش على نفس الأرض اليوم “أرض الصبر.. أرض السخط” فأهلاً بكم وكونوا “أيوب” فى أيامكم القادمة..!!
ختام: لو سألت كاتب السطور عن انتمائه الكروى فإن الإجابة هى: فريق بنى عبيد.. شفت صراحة أكتر من كده..!!!