فى رحلة الأوليمبياد، المكسب هو الحلم، حلم كل لاعب قطع مسافات طويلة للوصول إلى هذا المكان وتحقيق ميدالية، يستهويه أن يحقق الإنجاز بمفرده ويرتبط الانتصار باسمه، لكن الأمر يختلف عندما يشاركك الحلم شخص آخر من «دمك ولحمك».. ليصبح الفرح أو ربما الحزن «مضروباً فى اتنين».
فى ريو دى جانيرو 2016 تجد علاقات تربط المشاركين بالأوليمبياد، ربما كانت الحافز لهم للاستمرار فى اللعب والنجاح والتفوق، 8 أشقاء من 4 عائلات مصرية فى الأوليمبياد، لم يربطهم فقط حب الرياضة، بل ممارسة نفس اللعبة، والتميز فيها وأخيراً تحقيق حلم الوصول للأوليمبياد معاً.
ينذر معلق المباراة ببدء منافسة السباحة التوقيعية، ينادى على الفريق المصرى المكون من تسع لاعبات، ليلفت انتباهك اسما ندى سعفان ونهال سعفان، تبدأ الأختان التوأم مع باقى الفريق فى اللعبة، التى تجمع خمس لعبات فى لعبة واحدة: سباحة، جمباز، باليه أرضى، لياقة بدنية، وسباحة توقيعية.
فتاتان فى العشرين من عمرهما، اهتمامهما بالرياضة لم يمنعهما من التفوق فى الدراسة، فالتحقت نهال بكلية الهندسة قسم عمارة جامعة القاهرة، واختارت ندى كلية اقتصاد وعلوم سياسية بنفس الجامعة.
يتحدث والد التوأم عنهما وعن حياتهما ووصولهما للأوليمبياد، ويقول: «بدأوا السباحة التوقيعية وهم أربع سنوات لأن النادى بتاعهم كان محتاج لاعيبة، وشجعناهم أنا ومامتهم على الاستمرار فى اللعبة».
طريق الوصول للأوليمبياد لم يكن سهلاً على التوأم، فقد مارسا تدريبا يوميا واشتركا فى بطولات محلية ودولية كثيرة، لم يفترقا فيها، سافرا سوياً لأكثر من بلد منها روسيا، المكسيك، برشلونة، ليتلّقيان فى النهاية خبر وصولهما للبرازيل للمشاركة فى أوليمبياد 2016.
يقول والدهما: «شخصيات التوأم مختلفة، نهال شخصيتها قوية ومش بتتأثر بأى حاجة بسهولة، وندى دلوعة، ده خلاهم يكملوا بعض ويشجعوا بعض فى كل حاجة».
تنتهى مباراة الفراشتين، لتبدأ مباريات الرماية الفردية، ليعلو فيها اسم عائلة محلبة، التى لا طالما عُرفت ببطولاتها فى مجال الرماية بأنواعها أباً عن جد، يجلس محمد عزمى محلبة والد الأخوين، عبدالعزيز محلبة وعزمى محلبة، المشاركين فى أوليمبياد 2016، أمام التليفزيون، ينتظر مباراة كل منهما، فهما أول أخين يشاركان فى الرماية فى تاريخ الأوليمبياد.
عبدالعزيز، 26 عاما، وعزمى، 24 عاما، بدآ الرماية وهما فى سن التاسعة بنادى الصيد فى محرم بك بإسكندرية، حققا سويا بطولات جمهورية وعالم، عبدالعزيز فى رماية أطباق حفرة، وعزمى فى رماية السكيت، يقول والدهما: «البنادق فى بيتنا من زمان، وهما اللى حبوا يقلدونى فى ممارسة نفس اللعبة».
تخرج الأخوان من نفس الكلية، هندسة الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا، بتقدير امتياز لعبدالعزيز فى قسم المدنى، وجيد جداً لعزمى فى قسم الإنتاج.
بجانب نفس الدراسة ونفس اللعبة اشترك الأخوان فى ممارسة نفس الهوايات، جرى، سباحة، لياقة بدنية. يقول والدهما: «أنا اللى صرفت عليهم فى التدريب على إيد مدربين أجانب حتى وصولهم للأوليمبياد، الدولة استلمتهم منى أبطال عالم مش هى اللى عملتهم أبطال»، ويضيف: «شعور جميل إن هما الاتنين فى الأوليمبياد، سعيد جدا بحدث مش بيتكرر كتير على مستوى العالم».
توجت مسيرة الإخوة المصريين المشاركين فى أوليمبياد 2016، بلعبة تنس الطاولة، بمشاركة البطلين عمر عصر وخالد عصر، ابنى منطقة دسوق، فارق العمر بينهما عام ونصف، لعبا سويا وانتقلا إلى القاهرة للعب فى النادى الأهلى بعد أن بلغ عمر الأكبر سن التاسعة، لتبدأ مسيرة البطولات الدولية.
لم يتخل الأخوان عن حلمهما، ولم يتخلا عن مساعدة بعضهما، فعملا على تدريب بعضهما البعض، واضعين حلم الوصول للأوليمبياد سوياً نصب أعينهما، وقد كان لهما ما تمنيا.
تجمعنا أوليمبياد هذا العام أيضا بالبطلين عمر الجزيرى وعمرو الجزيرى، بطلى لعبة الخماسى الحديث، اللعبة التى تضم 5 لعبات يمارسها اللاعب فى يوم واحد، وهى الرماية وسلاح سيف المبارزة والسباحة والفروسية واختراق الضاحية.