نقلا عن المصري اليوم
كتابه بيمينه، سيتقدم بكشف حساب إلى الشعب مع انتهاء ولايته الأولى، وسيعلن ترشحه لولاية ثانية وأخيرة، والشعب سيقول كلمته، ويعطيه الثقة فى إنجاز ما بدأ، ويؤمّن على ما أنجز، ويكافئه على ما تقدم، ويحاسبه على ما تأخر.
حتماً سيترشح آخرون، وهذا عين الديمقراطية، وطنيين كانوا أو ممولين، وبأجندات وطنية، وأخرى أمريكية، وسيتقدمون ببرامج زاهية الألوان تزغلل العيون، وسينافسون بضراوة، وسينفقون إنفاق من لا يخشى الفقر ليس لإدراك النجاح، ولكن فقط لإسقاط السيسى، وكله منشور ولا يتخفون، على عينك يا تاجر.
وإذا كانت خطة إسقاط السيسى بدأت من يوم اعتلى كرسى الحكم، عبر تصدير حزمة من القضايا والمشكلات الاقتصادية والسياسية، وصلت إلى إسقاط طائرات وتخريب أبراج كهربائية وتجفيف موارد، ومنها ضرب السياحة وسلب التحويلات الخارجية، وحرب عصابات فى المدن الكبرى والعاصمة وسيناء.
واشتدت الحرب على السيسى مع نهاية العام الثانى، وبلغت ذروتها مع دخول العام الثالث، عبر أخطر حملة تشكيك فى قدرات الدولة المصرية على الاستمرار، والتلويح بالانهيار، وإشاعة الإفلاس، وإعلان فشل الدولة فى مرجعيات اقتصادية عالمية (غلاف الإيكونوميست نموذج ومثال)، والأخيرة «الإيكونوميست» لم تتخف من إعلان أن إنقاذ الدولة المصرية رهينة بخروج السيسى من الحكم فى 2018.
خطة تفشيل السيسى باتت معلومة، ومرصودة قبل عام مضى، إخراجه بليل فى العام الثالث، كما خرج سابقوه بفوضى تؤدى إلى ثورة، أو منعه من ولاية ثانية، وحرمانه من المدد الشعبى عبر حملة تقبيح وكراهية تقوم عليها أجهزة استخباراتية عاتية، للحيلولة دونه والولاية الثانية.
صحيح فشلت الخطة «ألف» فى تثوير الشارع مراراً، واصطدمت بحائط صد شعبى فاهم وواعٍ ومدرك لدوره فى إقامة ركائز دولته من بين أنقاض ثورات الربيع العربى، خشية من مآلات دول فى الجوار صارت أثراً بعد عين.
الخطة «باء» تهدف إلى إنهاك السيسى، أقله يصل إلى خط السباق كالفرس المنهك، آملين فى فريق رئاسى «مهجن» يسقطه من على صهوته، بعد أن يفقده على مدار الشهور القادمة رصيده الشعبى، استغلالا لتراجعات مؤشرات الاقتصاد المصرى، ويشهلون تبرم المصريين فى الأسواق، ويظنون أن سهم «الإيكونوميست» نفذ ما بين العضم واللحم، فيروجون للبديل الأمريكى بسفور فاضح يخزق العين، لعل وعسى.
خطة إسقاط السيسى، التى فشلت فى مرحلتها الأولى، أبداً لا تواجه بجمع توقيعات لتمديد الفترة الرئاسية إلى ثمانية أعوام، ولا يقبل السيسى على ولايته أن تتشكل على هدم الدستور، ولا يستسيغ عاقل أن تكون هذه الحملة مدفوعة لشحن رصيد السيسى الشعبى، حملة فى غير أوانها، السيسى إن ترشح فلديه مؤهلات الترشيح وسابقة الأعمال، وعليه أن يخوض سباقاً رئاسياً جديداً يجدد ولايته، ويشحن رصيده، ويجذّر لخططه، عليه أن يبرهن على استحقاق رئاسى جديد وفق الدستور.
صحيح الانتخابات الرئاسية القادمة ليست نزهة خلوية، وليس من قبيل خروج التفويض، تفككت جبهة 30 يونيو. فعلياً، واللى يقول غير كده كذاب، وتشتت الجمعية العمومية للشعب المصرى، وخرج على الرئيس كثير ممن دعموا ترشيحه الرئاسى سابقاً، وتململت كتل شعبية كالأقباط، وغيرها كثير.
وأعلم أن السيسى يواجه حلفاً أمريكياً إخوانياً أعلنه بجسارة الدكتور عصام حجى على قاعدة المصالحة، تصالح المصالح، وما خفى كان أعظم، ولكن جمع التوقيعات لن يخلف تأييداً مستحقاً، وعلى الرئيس أن يفى بالاستحقاقات الشعبية المستحقة فيما تبقى من ولايته الأولى، ويتقدم ساعتئذ بكتابه لولاية ثانية مستحقة، والشعب فى الأخير صاحب القرار، ومعلوم قراره مسبقاً، يفضل الاستقرار بعد عذابات الفوضى.