نقلا عن المصري اليوم
ليس من باب الواجب أو بحكم اللياقة والمجاملة.. ولكن الزمالك بالفعل يستحق تهنئة التقدير والاحترام بعد فوزه الكبير، أمس الأول، على الأهلى واحتفاظه ببطولة كأس مصر.. ولا تعترف كرة القدم ولا تحتفظ إلا بالنتائج فقط.. ومهما طال الحديث عن سير المباراة أو الذى كان أكثر توفيقا أو أكثر استحواذا وتسديدا على مرمى المنافس.. فالذى سيبقى فى النهاية هو فقط نتيجة المباراة والفائز بالبطولة.. ولهذا يستحق الزمالك هذه التهنئة الحقيقية، التى لا مجاملة فيها أو ادعاء.. وسيبقى فى المقابل من حق جمهور الأهلى أن يحزن وأن يغضب أيضا لأن ناديه لم يفز.. وسيبقى هذا الجمهور الكبير يمارس الحزن الحقيقى والغضب النبيل مهما قيل له إن فريقه كان الأفضل أو قيل إنها كرة القدم التى أحيانا تعطى ظهرها وتعاند، حتى أقوى وأجمل فرق العالم.. واعترافى واحترامى لهذه الحقائق الكروية لا يمنعنى من التوقف أمام مكاسب عديدة تحققت للأهلى بعد خسارة هذه المباراة، أمس الأول، وضياع الكأس.. فالأهلى وإدارته الفنية ولاعبوه كانوا فى حاجة لمثل هذه الصدمة وهذا الوجع قبل استكمال المشوار الأفريقى.. فبعد الفوز فى المغرب والتأهل لنهائى كأس مصر، ساد شعور عام بأن الأهلى قادر بجهازه الفنى على الفوز دائما وبأى اختيارات وأى لاعبين.. وكان لابد من هذه الخسارة حتى يفيق الجهاز الفنى للأهلى ويعيد حساباته من جديد.. وسيسافر الأهلى إلى السويس لمواجهة زيسكو تماما مثلما سافر مؤخرا إلى المغرب، وهو فريق يختلف تماما عن ذلك الذى عاد من المغرب منتصرا أو أحال هزيمته أمام إنبى إلى انتصار فى الدقائق الأخيرة.. ومن مكاسب الأهلى أيضا بعد هذه الخسارة أن هناك لاعبين كبارا وصغارا لن يسمع أحد لهم صوتاً بعد ذلك أو لن يكون لبعضهم مكان.. ولاعبون آخرون نجح غيابهم عن مباراة أمس الأول فى أن يفرض مستقبلاً وجودهم فى الفريق.. وإذا كانت تلك هى المكاسب المباشرة المرتبطة بالوضع الحالى داخل الأهلى.. فإن هناك مكاسب قديمة ومعتادة تأكدت من جديد فى مباراة أمس الأول.. فرغم حزن وغضب جماهير الأهلى إلا أنها فى قرارة نفسها كانت سعيدة بفريقها.. فريق يدخل مرماه هدفان فى أقل من أربع دقائق، وفى مباراة نهائى كأس، إلى جانب حساسيتها الخاصة جدا، ورغم ذلك لا ينهار هذا الفريق أو يرتبك ولكن يتماسك بسرعة ويستعيد فى دقائق قليلة سيطرته ومعنوياته وقوته ويبقى حاضرا فى المباراة قادرا على تغيير نتيجتها فى أى لحظة.. فريق غاب عنه التوفيق ووقفت فى وجهه الظروف وأخطاء داخلية وعارضة مرمى المنافس ومُنى مرماه بهدف ثالث، فبقى حتى الدقيقة الأخيرة يحاول ويسعى بتسعة لاعبين لإدراك التعادل أو تقليل الفارق على الأقل، حيث هناك فى المقابل فرق أخرى حين تواجه نفس هذه الظروف يطولها الانهيار ويمتلئ مرماها بأهداف لا أول لها أو آخر.. فريق خسر مباراة وبطولة، فوقف لاعبوه ومسؤولوه فى الملعب ينتظرون تسلم ميداليات المركز الثانى فى هدوء ووقار دون أى صخب أو صراخ.