أثير متغيرات العمل على الرضا الوظيفي لدى الصحفيين الالكترونيين في مصر كان موضوع رسالة الماجستير التي ناقشها الباحث عمر مصطفى الأسبوع الماضي، والتي حصل بها على درجة الماجستير في إدارة الإعلام بتقدير امتياز من الجامعة الألمانية بالقاهرة.
البحث المُقدم تناول تأثير أربعة متغيرات مرتبطة بالعمل على الرضا الوظيفي لدى الصحفيين الالكترونيين في مصر، وهم أعباء العمل، الصورة الذهنية لدى الصحفيين عن مدى جودة مواقعهم، والتأثير الشعوري الناتج عن سبق الصحفيين لمنافسيهم، وسبق منافسيهم لهم، حيث توصلت نتائج البحث إلى وجود تأثيرات سلبية على الرضا الوظيفي لدى الصحفيين الالكترونيين بسبب زيادة أعباء العمل والصورة الذهنية عن جودة المواقع التي يعمل بها الصحفيون، بينما لم يثبت البحث وجود تأثيرا سلبيا على الرضا الوظيفي بسبب سبق الصحفيين لمنافسيهم أو سبق منافسيهم لهم.
شارك 103 صحفيا مصريا الكترونيا في ملء استبيان الكتروني للإجابة عن مجموعة اسئلة حول تلك المتغيرات وتأثيرها على رضاهم الوظيفي، وانتمى الصحفيون المشاركون في ملء الاستبيان إلى أنواع مختلفة من المؤسسات الصحفية؛ سواء كانت خاصة أو مستقلة أو قومية أو تابعة لمحطات إذاعية وتليفزيونية، وكذلك تنوعت مهامهم الوظيفية من محررين وصحفيين ميدانيين وصحفيي وسائط متعددة ومديري تحرير، ويعملون في مدن مختلفة في مصر.
استعرض الباحث مدى أهمية موضوع البحث وندرة الأبحاث المقدمة حوله في مصر رغم تزايد أهمية الصحافة الالكترونية وضرورة تحسين أوضاع العاملين بها من أجل النهوض بهذه الصناعة الواعدة، ثم تطرق إلى الجهود البحثية حول هذا الموضوع في العالم والأوجه النظرية التي تم تناول الموضوع من خلالها، وكذلك خلاصات الأبحاث السابقة حيث اقترح مثلا العديد من الباحثين إجراء أبحاث مشابهة في دول وظروف اجتماعية وثقافية وسياسية مختلفة لبيان مدى تغير النتائج بتغير الظروف المحيطة بالصحفيين، كذلك استعرض الباحث المراحل المتنوعة التي مرت بها الصحافة الالكترونية في مصر والمتغيرات الاجتماعية والثقافية والسياسية التي أثرت عليها ومن أبرزها ثورة 25 يناير، والتحديات التي تواجه الصحافة الالكترونية في مصر ومن أبرزها تقنين أوضاع الصحفيين وحرية التعبير.
من أبرز المشاكل التي واجهت الباحث أثناء عمله في البحث عدم وجود حصر ولو تقريبي بأعداد الصحفيين الالكترونيين في مصر نظرا لعدم استقرار أوضاعهم الوظيفية والنقابية، وعدم اعتراف نقابة الصحفيين الرسمية بالكثير منهم، كما أن أعضاء نقابة الصحفيين لا يتم تصنيفهم على حسب عملهم في وسائل مطبوعة أو الكترونية أو كليهما، مما أثر على قدرة الباحث في تحديد العدد المناسب للمبحوثين، فلجأ إلى استهداف مئة صحفي فقط، بينما كان يمكن استهداف المزيد لو توافرت معلومات وإمكانيات أكثر للباحث.
لجنة المناقشة أشادت بأهمية موضوع البحث وتوقيته، ولو أنها أشارت إلى وجود متغيرات أخرى عديدة لها علاقة بعمل الصحفيين الالكترونيين في مصر ما زالت تستحق البحث ولها الأولوية مثل المتغيرات المتعلقة بالرواتب والحقوق الإدارية وتأثير العوامل الثقافية والسياسية على عملهم، وهي المتغيرات التي تمثل العبء الأكبر على الصحفيين في مصر.
وتكونت لجنة المناقشة من د. أحمد أمين أستاذ الإدارة بالجامعة الألمانية، ود. رشا الإبياري أستاذ الإعلام السياسي بجامعة المستقبل، والبحث كان تحت إشراف د. طارق البدوي أستاذ الإدارة بالجامعة الألمانية.
الباحث عمر مصطفى هو صحفي مصري تخرج من قسم الصحافة بجامعة حلوان عام 2002، وعمل كصحفي ومحرر ومدير لمشروعات رقمية عديدة في مصر، ويعمل حاليا كمدير لتطوير المحتوى الرقمي بجريدة الشروق المصرية، كما يعمل بشكل حر كمدرب ومستشار مشروعات إعلامية، حيث عمل مع مؤسسات عديدة داخل وخارج مصر منها مؤسسة طومسون رويترز، الجامعة الأمريكية بالقاهرة، أكاديمية دويتشه فيله، الإتحاد الدولي للصحف وغيرها.