نقلا عن المصري اليوم
على شاشة «أون تى فى».. وجَّه مدحت شلبي انتقاداً حاداً دون خروج على النص وقواعد اللياقة والأخلاق لنادر شوقي، وكيل أعمال اللاعب رمضان صبحى.. ووفقاً لكلام مدحت شلبي نفسه، فإن سبب هذا الانتقاد كان الاتفاق المسبق على استضافة برنامج «مساء الأنوار» لرمضان صبحى، مساء الخميس الماضى، ليتحدث النجم المصرى بعد إتمام صفقة انتقاله لنادى ستوك سيتى الإنجليزى وبدء تجربته المهمة مع الاحتراف الأوروبى.. إلا أن نادر شوقى طلب مقابلاً مالياً ليظهر رمضان صبحى فى برنامج «شلبى»، الذى رفض أن يدفع، مؤكدا أن «رمضان» كان سيظهر فى برنامج رياضى كبير بحجم «حصاد الأسبوع»، وهذا يمنح اللاعب قوة ويُعلى من شأنه بعكس الحال لو كان برنامجاً للمنوعات.. ولست هنا أحقق فيما إذا كان نادر شوقى بالفعل طلب المال مقابلاً لظهور اللاعب على الشاشة أم لا، لأننى أفترض أن هذا هو ما جرى بالفعل.. إنما أحاول فقط المقارنة بين ثقافتين والأحوال والحسابات هنا فى مصر أو هناك فى أوروبا.. فنجوم كرة القدم هناك يطلبون مبالغ مالية مقابل الظهور التليفزيونى.. والنجم الأرجنتينى «ميسى» تقاضى مبلغا ضخما ليسمح لمنى الشرقاوى بمحاورته على شاشة «إم. بى. سى».. وأظن أن نادر شوقى طلب المقابل المالى، مقتنعا بأنه حق للنجم المصرى الجديد، صاحب الموهبة الكبيرة.. فى حين أن «شلبى» كان أسيرا لثقافة محلية سائدة ودائمة بأنه لا حق لهؤلاء النجوم فى طلب المال، وهم الذين يستفيدون من البرامج الكبيرة عالية المشاهدة، حيث يستغلون ذلك فى رسم الصورة المثالية التى يريدونها فى عيون وذاكرة جماهيرهم.. وسينقسم الناس الآن إلى فريقين، أولهما يؤيد طلب نادر شوقى ويراه طبيعيا ومشروعا، والفريق الآخر يؤيد مدحت شلبى، الذى رفض أن يدفع المال لاستضافة لاعب كرة.. لكن لن يقبل أى فريق منهما أن يستكمل أى طريق حتى آخره.. فالذين يؤيدون تقاضى النجوم المال مثلما هو الحال فى أوروبا ستجد بينهم مَن يرفضون تطبيق قواعد نفس هذا الاحتراف الأوروبى فى أمور أخرى، تتعلق مثلا بالحقوق والواجبات والانتقالات وحدود التزام الاتحاد والمنتخب والأندية واللاعبين ووكلائهم.. والذين يرفضون تعاطى النجوم أى مال مقابل الظهور التليفزيونى سواء لاقتناعهم بأن هؤلاء اللاعبين يتقاضون ما يكفى من مال، وربما ما لا يستحقونه بالفعل، أو لأننا لم نصل بعد لهذه المرحلة من تبادل ووضوح وصرامة الحقوق والحدود، هم أنفسهم الذين منهم مَن يتجاهلون كل ذلك فى قضايا وأمور أخرى.. فنحن كلنا باختصار نهوى ونريد الرقص على السلم طول الوقت.. نريد نصف الاحتراف الكروى ونصف الديمقراطية الغربية ونصف الحياة المدنية ونصف الاقتصاد الحر ونصف أحزاب ونصف إعلام ونصف دولة ونصف حياة.. نريد أجور ومرتبات أوروبا لكننا لا نريد أسعارها.. نريد حرية أوروبا لكننا لا نريد حدودها وواجباتها وثمنها.. نريد إعلام أوروبا بنفس قوته وملامحه لكننا فى نفس الوقت نريده يوافق هوانا ومجانيا تماما بدون إعلانات لا نحبها ونسخر منها.. فى وقت واحد نريد الاحتراف والهواية والنظام والفوضى والمستقبل، رغم انشغالنا دائما بالماضى.