بعيدًا عن الانتقادات الموجهة إلى الأعمال الدرامية وبرامج المقالب في شهر رمضان الكريم، والتي يقول منتقدوها إنَّها تبعد الصائمون نهارًا والعابدون ليلًا عن طقوس رمضانهم، إلا أنَّ تطورًا في تأثيرات هذه النوعية من "المعروض" فرض نفسه على الساحة.. هذا التطور بات يُسمى "التقليد الأعمى".
تفاعل المشاهدين مع ما يقدّم عبر الشاشة الصغيرة - أفلامًا كانت أو مسلسلات أو مقالب - أحدث شقاقًا في المجتمع، شقاقٌ تجلَّى في ممارسات "مقلدة" أوقعت أزمات في مجتمعٍ، عُرف عنه تاريخيًّا "طيب الخلق".
وإذا كانت التخوفات من تأثيرات تُوصف بـ"الخطيرة" مما يقدم صحيحة إلا أنَّ العين أكثر إنباءً، فوقعت في الأيام الأخيرة أحداثٌ عدة، جسَّدت تقليدًا عُميت عنه رقابة المجتمع، لا سيَّما مع خطورة الأحداث التي حلَّت مؤخرًا.
قميص نوم الأسطورة
هناك في قرية الخواجات التابعة لمركز يوسف الصديق بمحافظة الفيوم، وفي نهار رمضان، أجبرت "أسرة" زوج ابنتهم على ارتداء "قميص نوم"، وطافوا به شوارع القرية بالكامل.
فتحت هذه الواقعة الباب أمام تخوفات مما بات يعرف بـ"التقليد الأعمى" وأضراره على نسيج المجتمع واستقراره، فهذه الواقعة استوحاها منفذوها من مسلسل "الأسطورة" للفنان محمد رمضان، وهو أحد المسلسلات التي تلقى متابعةً واسعةً في المتابعة في "الموسم الرمضاني"، حسب تقارير فنية.
ففي المسلسل، قرر ناصر الدسوقي "شخصية يجسدها محمد رمضان في المسلسل" الانتقام من زوج أخته "مرسي" بعد أن نشر صورة لزوجته بقميص النوم، فأبرحه ضربًا أمام الناس فى الشارع، وأجبره على ارتداء "قميص النوم نفسه"
في واقعة "أسطورة الخوجات"، علمت "التحرير" من أحد أهالي القرية - رفض ذكر اسمه - أنَّ "عائلة اللاهوني" استدرجوا زوج ابنتهم "ع. ي"، يقيم بالقاهرة، إلى قريتهم لحل الخلافات الزوجية بينه وزوجته، ثمَّ أجبروه على ارتداء ملابس نسائية، وطافوا به في شوارع القرية.
المصدر أضاف أنَّ العائلة فعلت ذلك انتقامًا من زوج ابنتهم لخوضه في عرض ابنتهم، ونشر صور فاضحة لها على مواقع التواصل الاجتماعي، واتهامها بالخيانة الزوجية.
ا يمكن تسميته بـ"التقليد الأعمى" طال سبعة أطفال بحروق بالغة، وأجبر ثلاثة آخرين على البقاء فى دار أحداث، وذلك بسبب تقليدهم لبرنامج "رامز يلعب بالنار"، الذي يقدِّمه الفنان رامز جلال، حيث يثير الرعب في قلوب ضيوفه بنشوب حريق، نيرانه كثيفة، لكن على سبيل الدعابة.
في محافظة الإسكندرية، استهوى طفل عمره 12 عامًا "برنامج رامز"، فاستعان باثنين من أصدقائه، لا يتعدى أي منهم 16 عامًا، ودعا ثلاثة آخرين من أصدقائه بالمدرسة، محاولًا أن يمزح معهم على "طريقة رامز"، فأشعل النيران بالغرفة التي كانوا يجلسون بها، بعدما كان أغرق بعض أركانها بالبنزين، فلم تستطع والدته السيطرة على الحريق إلا بعد تعرض الأطفال للإصابات، لينقذهم بعض الجيران.
"عبده موتة" يقتل طفلين
صبى يبلغ من العمر 17 سنة، سيطرت عليه فكرة الإمساك بسلاح خرطوش بشارع المطحن بمركز بلبيس التابع لمحافظة الشرقية، والاستعراض به في الشارع على طريقة فيلم "عبده موتة" للفنان محمد رمضان، حيث طلب من مالك مقهى للإنترنت تصويره لذلك الغرض، فائلًا له: "عايز أتصور وأطلع على النت زر عبده موتة".
المشهد لم ينتهِ عند حد الاستعراض، لكن حينما أطلق "هذا الصبي" النيران، اخترقت طلقة رأس الطفل "محمود. ع" عمره عشر سنوات داخل "السايبر"، وأصابت طلقة أخرى عنق "خالد. أ" طفل عمره 13 سنة، لقيا مصرعهما فى الحال.
هذه الواقعة رافقها ردود أفعال كثيرة غاضبة، فقال الإعلامي وائل الإبراشي: "عبده موتة أصبح المثل الأعلى للشباب في مصر خلال الفترة الحالية وتسبب في انتشار البلطجة والعنف بين الشباب".
حبكة" فيلم العربى لصوص لكن ظرفاء، استخدمها جناة لسرقة شركة صرافة بحي شبرا الخيمة بمحافظة القليوبية، إذ تمكَّنوا من هدم جدار ملاصق لشركة صرافة بمنطقة ميدان المؤسسة العمالية، والذي يبعد عن مقر قسم شبرا الخيمة بعشرة أمتار.
تفاصيل الواقعة أوردها بيانٌ أمني، ذكر أنَّ مأمور قسم أول شبرا الخيمة تلقَّى بلاغًا من إبراهيم ظريف صاحب شركة صرافة بمنطقة المؤسسة، قال فيه إنَّه فوجئ بعد فتحه للشركة، بوجود كسر بالجدار الذي يفصل بينه وبين شقة مهجورة بالطابق الأرضي في العقار الملاصق له، واكتشف سرقة جميع الأموال التي كانت بالخزينة وهي مبلغ 300 ألف جنيه، وذلك عبر هذه الفتحة.