.. ويقال والعهدة ع الراوى، أن موظف الـ«إتش آر» كان سيكا فى فترة تجنيده، ولما خلص خدمته اشتغل فى الكارتة، وما بين استعماله كسيكا، وسلطته كحاكم على فئة ما حدش يقدر يسيطر عليهم، وتعاملهم معه باحترام مبالغ فيه تولدت لديه عقدة نظرية الاسفنجة، والاسفنجة عافانا الله وإياكم كائن رخو، لا يمتلك خلايا عصبية ولا معدة، يأكل مما «يمتصه» من مياه تدخل إليه، إذا امتلكت «السلطة» وأطبقت عليه كفك ينكمش، أما إذا كنت لا حول ولا قوة لك فها يتنفخ عليك، وهو ما ينطبق على الـ«إتش آر» المصرى الذى يملك العقدة والحل لنفس الموضوع «عايزها بالسكر ولا بالملح».
وظيفة الـ«إتش آر» فى أى مكان فى العالم أنه يطبق معايير الجودة ويتابع كل ما يتعلق بالموظفين وتطوير أدواتهم ومهاراتهم ومتابعة مشاكلهم والسعى لتوفير الحلول والتوصية بمكافأة للإجادة والخصم للمقصر فضلاً عن توفير بيئة مناسبة للعمل يتم فيها تنظيم الرحلات والحفلات. طبعاً كل ذلك يتم فى جو من الجدية والوش الخشب، وهو ما أخذه منه المصريون وهم يطبقون نظام الـ«إتش آر».. وش خشب ومراجعة الحضور والانصراف لحساب الخصومات آخر الشهر، يا فندم أنا بشتغل ساعات زيادة.. ما أعرفكش، طيب فيه استمارة بمأمورية.. ما ليش فيه، حضرتك أنا عندى رصيد إجازات داخل فى شهر سواء إجازات سنوية أو عطلات رسمية وباقى على نهاية السنة أسبوعين إيه الحل يترحلوا للسنة الجديدة ولا آخدهم فلوس؟! مالناش فيه خلص الشهر بتاعك فى الأسبوعين دول.
وفضلاً عن تعطيل مصالح الموظفين لا يمكن لك أن تنسى أنهم ما بيضحكوش للرغيف الصابح، حتى تتخيل أنهم خايفين لو ابتسموا وشهم يكرمش.
لا أعرف سر العداء الشديد الذى يُكنّه الـ«إتش آر» لبقية الموظفين، هل لأنهم (الإتش آر يعنى) لا يقومون بعمل مهم.. هو فقط الحضور والانصراف وبيطبعوا ورق طول اليوم مش عارف ليه ويشربوا نسكافيه ويطلبوا وجبات من ماك.. ثم يمارسون فى وقت فراغهم كل عقد الطفولة على كل اللى يقابلهم، خاصة موظفى البوفيه وعمال النظافة والأمن.
ويبقى السؤال الذى يشغل بال الجميع: هما «الإتش آر» لما يعملوا اجتماعات كتيرة وطويلة، إيه اللى بيتقال فيها؟
الصراحة أنا لا أعرف، لكن اللى متأكد منه إن كبيرهم اللى فى منتصف الاجتماع أكيد بيميل على العصفورة بتاعته ويسأله: «ها هنفـ.. أقصد هننفخ مين النهاردة؟ فترد أنثى العصفورة: «إنت تؤمر.. سى ديهاتهم وتأخيراتهم وخصوماتهم معايه».
يللا.. هيروحوا من ربنا فين؟
ملحوظة:
ويقال إن المكان الذى يدخله «إتش آر» تخرج منه الشياطين، فلا يجتمعان، ليس لخلاف ولا اختلاف، ولكن لاقتناع الشياطين أن «الإتش آر» هيقوموا بالواجب وزيادة فمفيش داعى للزحمة.. الموجود يسد.