قررت قناة beIN سبورت التابعة لقنوات الجزيرة أن يدفع المواطن المصرى ثمن احتكارها لبطولات العالم فى كرة القدم، وهنا نحن نذكر المواطن المصرى أن مصر أكثر الدول مشاركة فى هذه القنوات نظراً للكثافة السكانية، وإقبال الجماهير المصرية على متابعة مباريات كرة القدم باستمرار، آخر تلك الابتزازات التى تعرض لها المواطن المصرى هى فرض الشركة رسوم اشتراك إضافية لمشاهدة بطولة كأس الأمم الأوروبية المقرر إقامتها فى فرنسا فى الفترة من 10 يونية إلى 10 يوليو المقبل، وقررت beIN سبورت فرض مبلغ مالى يتراوح بين 500 و800 جنيه على المشتركين القدامى الراغبين فى مشاهدة البطولة، أما المشترك الجديد فيدفع 1950 جنيهاً قيمة اشتراك أول سنة بالإضافة إلى ثمن جهاز الاستقبال الخاص بهذه القنوات، وهذا يعنى أن المواطن المصرى عليه أن يعد ميزانية خاصة سواء أراد الاشتراك أو قرر أن يشاهدها على المقاهي، والتى بدورها تحصل أيضاً قيمة ما تدفعه للجزيرة من خلال زيادة مقابل المشاهدة سواء على «المشاريب» أو بصورة أخرى.
المتابع لقنوات الجزيرة منذ ظهورها يجد أن أكبر عائد تحقق من جيوب المصريين فقط، لأننا الأكثر عدداً والأكثر حماسية لرياضة كرة القدم، يأتى ذلك فى الوقت الذى لا يجرؤ فيه ملاك هذه القناة على استغلال جماهير الدول الأوروبية، لأن هناك قانوناً يحمى علاقة المشترك بالشركة التى تحتكر المباريات، بحيث لا يحدث فجأة ما يحدث فى مصر بوضع تسعيرة لكل بطولة بعيداً عن الاشتراك السنوى الذى يدفعه الشخص، إلى جانب أن أوروبا تمنع أن تقوم قناة واحدة باحتكار بطولاتها، بمعنى أن هناك عدداً من القنوات تقوم بشراء حق البث، وبالتالى لا يوجد هناك عمليات استغلال للمواطن، والأهم من ذلك أن تلك القنوات التى تشترى حق البث لا يمكنها زيادة «يورو» واحد على قيمة الاشتراك سواء كان سنوياً أو نصف سنوي، إلى جانب أن هناك نظاماً آخر تقوم به الدول، وهو عرض المباريات الخاصة بفرقها على القنوات الأرضية مجاناً رغم أنف التشفير، والقنوات المحتكرة، أهم ما فى الأمر فى أوروبا أن الدول تقوم بعمل رقابة شديدة على القنوات المحتكرة لأى بطولة، وهذه الرقابة تمنع زيادة أو إضافة أى مبلغ إلى الاشتراك الذى قام المشترك بالتعاقد عليه، بمعنى أن الجزيرة BeIN سبورت وضعت اشتراكاً سنوياً قيمته 1200 جنيه، وبالتالى من المفروض ألا تقوم بعمل أى زيادة، وبالتالى كان من المفروض على شركة CNE وهى تابعة لاتحاد الإذاعة والتليفزيون ومن أهم مهامها مراقبة الفضائيات، منع أى زيادة تخص الاشتراكات السنوية إلا بموافقتها، وبالتالى حماية المشترك المصرى من الفخ الذى تقوم بنصبه له قنوات BeIN سبورت كلما كنا مقبلين على بطولة جديدة خاصة البطولات الكبيرة كأس العالم، وبطولة أوروبا، وهو ما يعنى أن المواطن المصرى يتعرض لضغوط شديدة مع كل بطولة، وهو الأمر الذى لا يحدث فى العالم كله، فالأمور فى أوروبا وأمريكا تسير بشفافية شديدة، وبدون محاولات استغلال أو ابتزاز، المواطن الأوروبى يعرف جيداً حقوقه وواجباته بمعنى أنه لو شعر بأن هناك حالة استغلال يلجأ إلى سلاح واحد، وهو المقاطعة حتى تشعر القناة بأن هناك رادعاً لها، وبالتالى تعمل على تغيير سياستها فى السوق الذى تتعامل معه.
أما سياسة الخضوع لسياسة الأمر الواقع فهو أمر استفادت منه الجزيرة وغيرها من الفضائيات والمقاطعة أمر مشروع لأنه أولاً يحافظ على كبرياء الشعب وثانياً على أموالنا ودرس للجميع فى أننا شعب يرفض سياسة لىّ الذراع التى تنتهجها معنا كثيراً هذه القنوات.
نقلا عن جريدة الوفد