■ اتحاد الكرة باع الكواليس «مرتين».. وتضارب عقود الرعاية يحرج النادى الأهلى مع «صلة»
كتبت - جهاد ايمن
نقلا عن جريدة المال
شهدت الفترة الأخيرة أزمة كبيرة بين وكالتى "تلى سيرف" للاستثمار الرياضى، صاحبة حقوق بث بطولتى الكأس والسوبر المصرى و"بريزنتيشن سبورت" راعى اتحاد الكرة المصرى، صاحبة حقوق بث مباريات 15 ناديا بالدورى العام فيما عدا النادى الأهلى، بسبب اعتراض الأخيرة على حصول تلى سيرف وقناة النهار على كواليس مباراة الزمالك والضبعة، فى الوقت الذى أكدت فيه شركة "تلى سيرف" أن تصوير حقوق وكواليس المباراة تخص الشركة.
وكانت شركة "تلى سيرف" قد فازت بمزايدة حقوق بث بطولتى الكأس والسوبر المصرى لموسم 2016 مقابل 10 ملايين جنيه، بينما باعت الحقوق لشبكة تليفزيون النهار حصريا مقابل 14 مليونا، فى الوقت الذى تمتلك فيه وكالة "بريزنتيشن" وفقا لعقدها مع اتحاد الكرة المصرى حق تصوير كواليس المباريات.
ولجأت شركة "بريزنتيشن" قبل أيام إلى مقاضاة اتحاد الكرة المصرى، بعد أن أرسلت له جدول الغرامات المستحقة عليها والتى تصل إلى ستة ملايين و250 ألف جنيه بسبب اختراق الاتحاد حقوق الشركة المنصوص عليها فى العقد المبرم بين الطرفين، ولم يتم الرد من جانب الجبلاية.
كما نشبت أزمة بين النادى الأهلى و"بريزنتيشن" مباراة ديروط بكأس مصر، حينما رفض النادى الأهلى ارتداء القميص الذى يحمل علامة "عبور لاند" الراعى الرسمى للبطولة، مبديا استعداده لدفع الغرامة المالية حتى لا يتعارض ذلك مع عقد رعاية شركة "صلة" للنادى وتعاقدها مع فودافون وهواوى.
من جانبه، قال محمد حسبو، رئيس قطاع التسويق بشركة "تلى سيرف" للاستثمار الرياضى، صاحبة حقوق بث بطولتى الكأس والسوبر المصرى، إن شركة "بريزنتيشن" الراعية للاتحاد لم تبدى أى اعتراض على كراسة الشروط التى طرحها اتحاد الكرة لبيع حقوق بث مباريات بطولتى كأس مصر والسوبر، والتى كان من ضمنها الكواليس أيضا، مبديا تعجبه من عدم اعترض "بريزنتيشن" على هذا البند سوى بعد فوز "تلى سيرف" بالرعاية.
ونوه بأن شبكة تليفزيون النهار التى اشترت حقوق بث بطولتى الكأس والسوبر حصريا على شاشاتها وحدها صاحبة الحق فى بيع الكواليس لأى قناة ترغب فى شرائها.
وعن تداخل حقوق الرعاية بين الأندية واتحاد الكرة خاصة بعد رفض النادى الأهلى ارتداء القميص المصحوب بشعار "عبور لاند" الراعى الرسمى للبطولة وتمسكه بقميصه الأساسى مع ابداء شركة "صلة" الراعية للنادى الاهلى استعدادها لدفع الغرامة المالية التى ستصل إلى 3 ملايين جنيه معه نهاية البطولة، أكد حسبو أن هذا البند مكتوب فى كراسة الشروط الخاصة بكأس مصر، موضحا أن البند أشار إلى أحقية النادى الأهلى فى اتخاذ أى قرار بشأن هذا الأمر بالتنسيق مع اتحاد الكرة.
كما أكد أن شركته ليس لديها أى دخل بالغرامة التى سيدفعها النادى لأن تعاقدها مع اتحاد الكرة على البث التليفزيونى فقط.
فى المقابل، قال عمرو وهبى، المدير التنفيذى لوكالة "بريزنتيشن سبورت" إن شركته قررت مقاضاة اتحاد الكرة بسبب بيع الكواليس الخاصة بحقوق بطولتى الكأس والسوبر مرتين، مؤكدا أنهم أصحاب الحق الحصرى للكواليس وفقا للتعاقد المبرم بينهما.
وأرجع وهبى السبب وراء تفاقم تلك الازمة بينهم وبين تلى سيرف إلى جهل القائمين على وضع اللوائح المنظمة لحقوق البث بالإضافة إلى عدم امتلاكهم أى خلفيات تسويقية، لافتا إلى أن عدم امتلاك من وضع كراسة الشروط الخلفية الكافية لتلك الأمور تسببت فى ضياع حقوقهم وكذلك حقوق الاتحاد.
وفيما يتعلق برفض النادى الأهلى ارتداء قميص "عبور لاند" قال إن الأهلى له الحق فيما يراه مناسبا لحقوق رعايته إلا أن المخطئ هو اتحاد الكرة الذى كان عليه إخطار الأندية مسبقا بأنها ستكون ملزمة بتطبيق بعض البنود الخاصة بعقدها مع الشركة الراعية ليضعها النادى فى حسبانه قبل التعاقد مع أى شركة لرعايتها، وذلك لضمان عد حدوث أى تضارب فى العقود.
فى سياق متصل، قال هانى يحيى، مدير تسويق وكالة "Moga Media Solutions"، إن اتحاد الكرة هو المتسبب الرئيسى فى أزمة الكواليس بين وكالتى "بريزنتيشن" و"تلى سيرف"، مشيرا إلى أن قناة النهار ليست طرفا فى الأزمة على الإطلاق لأنها اشترت حقوق البث كاملة بما فيها الكواليس من "تلى سيرف" وفقا لعقد الأخيرة مع اتحاد الكرة المصرى المدون فيه أحقيتها فى الكواليس، وبالتالى فإن أى مساءلة قانونية سوف توجه لاتحاد الكرة وليس أى طرف آخر.
وتوقع يحيى أن تنتهى الأزمة بشكل ودى بين اتحاد الكرة ووكالتى "بريزنتيشن" و"تلى سيرف" خلال الفترة القادمة، مؤكدا أن تسوية الأزمة ستصب فى صالح الجميع.
وفيما يتعلق بأزمة النادى الأهلى مع قميص "عبور لاند"، قال إن الأهلى محق فى تلك النقطة بالتحديد، موضحا أن شركة "صلة سبورت" تعاقدت على رعاية النادى الأهلى بصفة عامة وليس فى بطولات بعينها، وبالتالى لن تقبل أن ترى رعاة آخرون على قميصها بخلاف المتعاقدة معهم، وهو ما دفعها لإبداء استعدادها تحمل الغرامة التى قد تصل إلى 3 ملايين جنيه بنهاية البطولة تجنبا لحدوث أى أزمات مع الرعاة المتعاقدين معها.
وأكد يحيى أن تلك الأمور تعكس حجم الخلل فى الأمور التسويقية الخاصة بالمنظومة الرياضية فى مصر، مؤكدا أن ما يحدث حاليا فى مصر لا يحدث فى دول العالم.