ايجى ميديا

الأحد , 24 نوفمبر 2024
ايمان سمير تكتب -وقالوا عن الحرب)مني خليل تكتب -اثرياء الحرب يشعلون اسعار الذهبكيروش يمنح محمد الشناوي فرصة أخيرة قبل مواجهة السنغالايمان سمير تكتب -عيد حبعصام عبد الفتاح يوقف الحكم محمود بسيونيمني خليل تكتب -غياهب الايام الجزء الرابعالمصرى يرد على رفض الجبلاية تأجيل لقاء سيراميكا: لماذا لا نلعب 9 مارس؟مني خليل تكتب -غياهب الايام الجزء الثالثمني خليل - احسان عبد القدوس شكل وجدان الكتابة عنديالجزء الثاني / رواية غياهب الأيام كتبت / مني خليلإحاله المذيع حسام حداد للتحقيق وإيقافه عن العملتعاون بين الاتحاد المصري للدراجات النارية ودولة جيبوتي لإقامة بطولات مشتركةغياهب الايام - الجزء الاول - كتبت مني خليلاتحاد الكرة استحداث إدارة جديدة تحت مسمى إدارة اللاعبين المحترفين،كيروش يطالب معاونيه بتقرير عن فرق الدورى قبل مباراة السنغال| قائمة المنتخب الوطني المشاركة في نهائيات الأمم الأفريقية 🇪🇬 .... ⬇️⬇️اللجنة الاولمبية تعتمد مجلس نادي النصر برئاسة عبد الحقطارق رمضان يكشف سر عدم ترشح المستشار احمد جلال ابراهيم لانتخابات الزمالكنكشف البند الذي يمنع الدكتورة دينا الرفاعي من الاشراف علي الكرة النسائيةوائل جمعة نتتظر وصول كيروش

جمال عبد الجواد يكتب -هل انسحب «الدب» من سوريا فعلاً

-  
جمال عبد الجواد يكتب -هل انسحب «الدب» من سوريا فعلاً
جمال عبد الجواد يكتب -هل انسحب «الدب» من سوريا فعلاً

إجابة القاطعة هى لا، فالقاعدة العسكرية فى اللاذقية السورية ما زالت موجودة، الأكثر من هذا هو أن الوجود العسكرى الروسى الراهن فى سوريا، وحتى بعد إتمام عملية سحب القوات، التى أمر بها الرئيس بوتين، هو أكبر مما كان عليه الوجود الروسى قبل نشوب الحرب الأهلية السورية، وهو بالتأكيد أكبر من حجم القوات الروسية قبل قيام موسكو بنشر قوات ومعدات عسكرية إضافية فى سوريا فى الخريف الماضى. سحب القوات الروسية من سوريا لا يعنى توقف العمليات العسكرية والضربات الجوية هناك، فروسيا ما زالت تحتفظ بالحق بالعمل ضد أى أهداف تمثل تهديداً للمصالح الروسية هناك. أخيراً، وأيضاً، حسب ما أعلن المسئولون الروس، فإن القوات الروسية التى تم سحبها من سوريا قد يعاد نشرها إذا اقتضت الحاجة إلى ذلك. القرار الروسى ليس قراراً بسحب القوات، إنما فقط قرار بتخفيض القوات وإعادة الانتشار، فروسيا حتى بعد تخفيض قواتها فى سوريا ما زالت تمثل الطرف الخارجى الأكثر قدرة على تقرير مستقبل هذا البلد العربى البائس.

روسيا تتمتع بحرية حركة كاملة فى سوريا، هذا هو واقع الحال، فقواتها تتمتع بحرية الدخول والخروج من سوريا فى أى وقت تراه، وهى تفعل ذلك غير مقيدة بأى التزامات أو قيود حتى من جانب نظام الحكم السورى، الذى أصبح مرهوناً وتابعاً بشكل تام لحلفائه الخارجيين، فلا موعد ولا حجم القوات الروسية التى تم نشرها فى روسيا أو التى تم سحبها منها تم بتنسيق حقيقى مع نظام دمشق الذى فقد أى قدرة على التحرك المستقل.

نظام بشار الأسد هو أكثر الأطراف تأثراً بقرار سحب القوات. سحب قوات روسية من سوريا هو بمثابة التذكرة لنظام الأسد بأن الروس لم يأتوا للحرب فى بلاده من أجل تحقيق أهداف النظام السورى، وإنما فقط من أجل تحقيق أهداف روسية تتوافق مع أهداف نظام الأسد فى حدود معينة. الموقف العسكرى لقوات النظام السورى وحلفائه بدا يائساً فى ذلك الوقت من الخريف الماضى، عندما قرر الروس نشر طائراتهم الحربية وتوجيه ضربات جوية لأهداف انفردوا بتحديدها تحت شعار الحرب على الإرهاب، الذى يتم تفسيره عادة بمرونة وانتقائية. تحسن الوضع العسكرى لجيش النظام وحلفائه بعد أربعة شهور من الدعم الجوى الروسى، وتم تأمين مناطق النظام الأكثر حيوية فى دمشق والساحل السورى، وهنا قرر الروس سحب قواتهم.

«هذه هى حدود الدعم الذى ننوى تقديمه لنظامك»، هذه هى رسالة موسكو لنظام بشار الأسد. لن نسمح بانهيار نظام بشار الأسد بشكل كامل، ولن نسمح بتقرير مصير سوريا بغير مشاركة النظام، ولكننا لسنا مرتزقة استأجرهم نظام بشار من أجل تحقيق أهدافه، ولسنا معنيين بالوكالة عن النظام فى تحقيق أهداف لا يمتلك القدرة الذاتية على تحقيقها. هذا هو مضمون الرسالة الروسية لبشار الأسد.

التدخل الروسى أوهم نظام الأسد بأنه يستطيع استعادة السيطرة على كامل التراب السورى، وأنه يستطيع مواصلة الحرب حتى تحقيق هذا الهدف بالكامل، وأنه غير مضطر لتقديم أى تنازلات مهمة للمعارضة، وأن نظام الأسد يمكنه أن يخرج فى نهاية الحرب دون إصلاحات مهمة كما لو أن الحرب كانت مجرد فترة عابرة معدومة الأثر. هذه هى الأوهام التى تسربت إلى نظام الأسد منذ بدأ الروس العمليات العسكرية فى سوريا، وهذه هى نفس الأوهام التى بددها قرار موسكو بسحب القوات.

اختار الروس الإعلان عن سحب قواتهم تزامناً مع بدء مفاوضات جنيف 3، وفى التوقيت رسالة مهمة للنظام السورى. «لا تدخل المفاوضات معتمداً على دعم روسى غير محدود، وإنما عليك التفاوض بجدية من أجل تسوية سياسية»، هذه هى الرسالة التى أرسلتها موسكو لبشار الأسد. مطالب نظام الأسد المستحيلة وسقوفه التفاوضية العالية ليست مقبولة روسياً، لأن النظام ببساطة لا يستطيع تحقيقها. رفض التفاوض حول مصير بشار الأسد غير مقبول روسياً، فموسكو معنية بمصير سوريا، أما مصير بشار الأسد شخصياً، فهو فى نظر موسكو ورقة تفاوضية ضمن أوراق أخرى.

خيارات صعبة تلك التى يواجهها نظام بشار الأسد بعد اتضاح حدود الدعم الروسى لنظامه. التقسيم ما زال هو السيناريو الأكثر احتمالاً فى سوريا. الجهد العسكرى الروسى فى سوريا أنقذ نظام بشار الأسد من الانهيار، لكنه رسم على الأرض خطوطاً أكثر وضوحاً لسيطرة النظام وخصومه. تقسيم سوريا بات أكثر إمكانية من أى لحظة مضت بعد أن تم القضاء على الكثير من التشوش والتداخل بين مناطق سيطرة الأطراف المختلفة. سيطرة نظام بشار على مناطق دمشق والساحل تعززت، وفيها يمكن أن تقوم دولة سوريا المفيدة الصغيرة العلوية -سمها ما شئت، وفيها توجد قواعد روسيا العسكرية التى ستساهم فى حماية الدولة الصغيرة الوليدة. دولة الأكراد أصبحت قاب قوسين بعد أن تم تأمين المناطق الكردية ووضعها تحت السلطة الموحدة للاتحاد الديمقراطى الكردى، فيما لم يتأخر الأكراد فى إعلان كيانهم الفيدرالى الجديد فى المناطق التى يسيطرون عليها. روسيا هى الداعم الأكبر لنظام دمشق وللأكراد -الذين يتمتعون أيضاً بدعم أمريكى، وهذان الكيانان يمثلان معاً نواة الدويلات التى ستسفر عنها الحرب السورية. الكيانات الجديدة ستكون أكثر اعتماداً على الحماية والضمانات الروسية، بما يمنح روسيا مكانة مهيمنة فى الساحل السورى، وفى الشمال الملاصق للحدود التركية. خفض الروس وجودهم العسكرى فى سوريا، نعم، ولكنهم احتلوا بلا منازع موقع القلب فى الشرق الأوسط الخارج من رماد الحرب السورية ودخانها.

نقلا عن الوطن

التعليقات