ايجى ميديا

الأحد , 24 نوفمبر 2024
ايمان سمير تكتب -وقالوا عن الحرب)مني خليل تكتب -اثرياء الحرب يشعلون اسعار الذهبكيروش يمنح محمد الشناوي فرصة أخيرة قبل مواجهة السنغالايمان سمير تكتب -عيد حبعصام عبد الفتاح يوقف الحكم محمود بسيونيمني خليل تكتب -غياهب الايام الجزء الرابعالمصرى يرد على رفض الجبلاية تأجيل لقاء سيراميكا: لماذا لا نلعب 9 مارس؟مني خليل تكتب -غياهب الايام الجزء الثالثمني خليل - احسان عبد القدوس شكل وجدان الكتابة عنديالجزء الثاني / رواية غياهب الأيام كتبت / مني خليلإحاله المذيع حسام حداد للتحقيق وإيقافه عن العملتعاون بين الاتحاد المصري للدراجات النارية ودولة جيبوتي لإقامة بطولات مشتركةغياهب الايام - الجزء الاول - كتبت مني خليلاتحاد الكرة استحداث إدارة جديدة تحت مسمى إدارة اللاعبين المحترفين،كيروش يطالب معاونيه بتقرير عن فرق الدورى قبل مباراة السنغال| قائمة المنتخب الوطني المشاركة في نهائيات الأمم الأفريقية 🇪🇬 .... ⬇️⬇️اللجنة الاولمبية تعتمد مجلس نادي النصر برئاسة عبد الحقطارق رمضان يكشف سر عدم ترشح المستشار احمد جلال ابراهيم لانتخابات الزمالكنكشف البند الذي يمنع الدكتورة دينا الرفاعي من الاشراف علي الكرة النسائيةوائل جمعة نتتظر وصول كيروش

هبة عبد العزيز تكتب -هبة الإله

-  
هبة عبد العزيز تكتب -هبة الإله
هبة عبد العزيز تكتب -هبة الإله

إذا أردت الحكمة فأحب شريكة حياتك، اعتن بها، ترعى بيتك... وحافظ عليها ما دمت حياً، فهى (هبة الإله) الذى استجاب لدعائك، فأنعم بها عليك، وتقديس النعمة إرضاء للإله... حس بآلامها قبل أن تتألم، إنها أم أولادك، إذا أسعدتها أسعدتهم، وفى رعايتها رعايتهم، إنها أمانة فى يدك وقلبك، فأنت المسئول عنها أمام الإله الأعظم، الذى أقسمت فى محرابه، أن تكون لها أخاً وأباً وشريكاً لحياتها....».

هكذا قال الحكيم المصرى، وبهذا كان يؤمن المصرى منذ آلالاف السنين، فقد كانت المرأة المصرية فى الحضارة الفرعونية تملك وترث وتتولى أمر أسرتها فى غياب زوجها وتساعده فى الزراعة والعمل، حتى إن الأطفال كان ينسبون لأمهاتهم، ووصل الأمر إلى أن الزوج كان عليه أن يتعهد فى وثيقة الزواج بأن يكون مطيعاً للزوجة فى جميع الأمور!. فى الوقت الذى كانت فيه المرأة الصينية تتجرع كؤس المهانة ليلاً نهاراً، والمرأة الهندية كانت تحرم من الميراث، والمرأة الإغريقية كانت ما هى إلا متاع للرجل وراعية للأطفال، بل ووصفها «أرسطو» بأنها رجل غير كامل!. فى حين اعتبرها القانون الرومانى سبباً أساسياً لانعدام الأهلية، بل كان يعطى الحق لزوجها فى محاكمتها وإعدامها بنفسه!

وفى شريعة «حامورابى» ببابل وضعت النساء فى عتاد الماشية المملوكة للرجال!!!

وتعالوا معى فى رحلة قصيرة سريعة، نركب فيها آلة الزمن لبضع دقائق، نبحر خلالها عبر التاريخ، ودعونا نتوقف سويا لننزل فى محطات زمنية بعيدة أو قريبة، تروى لنا كل محطة فى عجالة قصة لجدة من جداتنا الرائعات، فتعالوا لنتزود بشىء من أطيافهن العظيمة، ونملأ قلوبنا التى استراح النبض فيها أحياناً طويلة أو أخرى قصيرة، نشحنها من جديد بنبضات من: حب وعشق.. إرادة وعزيمة.. أمل.. تمرد.. تحدى.. تفرد.

ولتكن أولى محطاتنا محطة بعيدة تدعى «مريت بتاح» من الأسرة الفرعونية الثالثة، وهى أول طبيبة مصرية، وهى أيضاً أحد الأطباء الأوائل فى العالم، تلك المرأة التى أطلق «الاتحاد الفلكى الدولى» اسمها على أحد الفوهات على كوكب الزهرة تخليداً وتمجيداً لاسمها، حيث كانت أول عالمة فى التاريخ.

والآن إلى المحطة التالية «حتشبسوت» 1504- 1512 ق. م، إنها ملكة مصر القوية، ابنه الفرعون «تحتمس الأول» والتى حكمت البلاد، وجنبتها الحروب خلال فترة حكمها، اعتنت بالجيش لوعيها بمدى أهميته، وتميز عهدها بالاذدهار وقوة البناء وإنشاء الطرق والمعابد وتشييد المنازل، والاهتمام بالفنون والحرف، وتحسين أحوال البلاد الداخلية، وتنمية العلاقات التجارية مع الجيران، ووفاء لزوجها شيدت له ضريحاً كبيراً فى وادى الملوك بالقرب من طيبة.

وأما ثالث محطاتنا ستكون عند الأم الحنون، والزوجة الوافية، العاشقة والحبيبة المتيمة، وإله الأطفال الذين هم أصل بدء الحياة، وهى أيضاً إله الطبيعة والسحر، أنها الملكة «إيزيس» زوجة «اوزوريس»، والتى انتشرت عبادتها خارج حدود مصر، وبنيت لها المعابد فى إفريقيا وأوروبا وآسيا، ووصل تأثيرها الى أن سميت باريس العاصمة الفرنسية على اسمها، كما ذكر لنا المؤرخ «كوروزية» فى كتابه حيث وضح بأن اسم باريس مشتق من «بار ايزيس» أى بالقرب من معبدإيزيس.

وستتوقف بنا آلة الزمن الآن فى محطة «هيابتيا» 350 -370 م، فى مدينة الأسكندرية التى عاشت بها هذه المرأة الأسطورة المتمردة، إنها الفيلسوفة وعالمة الفلك والرياضيات، مخترعة الأسطرلاب والهيدروسكوب والذى يقال إنها صنعته مع تلميذها «سيونيسيوس» الذى أحبها وأصبح زميلها فيما بعد. «هيابتيا» التى تحدت حكام عصرها وارتدت ملابس العلماء الرجال، وقادت عربتها التى تجرها الجياد بنفسها. وقد كانت تحث على إعمال العقل وإجراء التجارب. أراد أصحاب المصالح القضاء عليها وعلى أفكارها، فقتلوها بوحشية حيث جردت من ملابسها وسحلت فى شوارع المدينة ثم أحرقوها، فكان مصرعها الوحشى سبباً فى خلود أسطورتها، وباتت ملهمة للكتاب والشعراء وصناع السنيما.

وفى عهد الخديوى «عباس الثانى» نتوقف لحظات عند محطة الأميرة «فاطمة إسماعيل» 1853-1920 م، والتى تبرعت للدولة بأرضها الشاسعة المساحة بالجيزة لتبنى عليها أول جامعة «جامعة القاهرة»، وتبرعت بمجوهراتها للإنفاق على إنشاء تلك الجامعة التى خرجت العلماء والساسة والمفكرين والفنانين والأدباء (رجالا ونساء) والذين كانوا جميعا هم الدعائم التى قامت عليها النهضة.

وآخر محطاتنا يأخدنا اليها «بارتولدى» المثال الشهير الذى صنع «تمثال الحرية» أشهر تمثال فى العالم، والموجود بنيويورك، وهو تجسيد لـ«الفلاحة المصرية» تحمل فى يدها شعلة لتنير الطريق. الفلاحة رمز الخصوبة والرخاء وسر الوجود والبقاء مند فجر التاريخ، والتى أصبحت رمزا لمصر، بل ورمزا للنهضة والحرية والتنوير فى العالم كله.

ولم تنته رحلتنا بعد...

ولكنى أعلم انك تمرين بمرحلة انتقالية، ولذا عليك أولاً ترتيب البيت من الداخل، ثم قومى وانهضى سريعا اقرئى، اكتبى، ارقصى، غنى، ارسمى، احلمى، اصرخى لتشقى صمت السكون....، فقد تعلمنا من الجدات كيف ننفض عن أنفسنا غبار الرجعية والفشل لنعود مرة أخرى إلى التقدم، هيا لتشاركى صناعة المستقبل، فكم من نساء فى التاريخ فتحن بكفاحهن أبواباً كانت مغلقة أمام أجيال، وأصبحن رموزاً تلهم الرجال والنساء على حد سواء، هيا اصنعى بعزيمتك مستقبلك ومستقبل أولادك وبلادك.

نقلا من الوفد

التعليقات