خسر جمهور فريقه مباراة هامة أمام غريمه التقليدي، ومع ذلك فإن بعضهم يرى في ذلك فرحة كنوع من النكاية في رئيس النادي، الذي امتلأت الصحف والقنوات بتصريحاته قبل أيام ثم هناك حالة صمت حالية.
ما فعله مرتضى منصور، رئيس نادي الزمالك قبل مباراة «القمة 110» هو خير دليل وشاهد على ذلك، إذ بدأ الأمر معه بانتقادات في كل مكان، وانتهى بصمت واختفاء عن الأضواء إلا فيما ندر، يصاحبه تراجعًا في حدة التصريحات.
ونرصد 3 فروق بين مرتضى منصور رئيس نادي الزمالك قبل القمة وبعدها.
بدأت القصة قبل المباراة بـ6 أيام، حين هاجم مرتضى منصور، رئيس نادي الزمالك، هيثم عرابي، رئيس لجنة التعاقدات بالنادي الأهلي، ووائل جمعة، مدير الكرة، بسبب تصريح للأخير، قال فيه إن «الأهلي ترك الدوري هذا الموسم لكي يحصده لمدة 10 سنوات مقبلة».
وجاء رد «منصور» لقناة «النهار رياضة»: «أقول لـ(عرابي) هذا، بطلّ لعب يا ولد، هل يعقل بعد عدلي القيعي يتولى هذا الشخص المسؤولية في النادي الأهلي، أنا بحب الأهلي أكثر من هذا الولد، وبقول لوائل جمعة عيب على تصريحاتك، وأي حد هيقل أدبه على الزمالك هقطع لسانه، وشادي محمد وأحمد مجاهد نموذجين أمامكم».
وأضاف: «هو مكتوب في الدستور والقرآن الكريم إن الأهلي ياخد الدوري، وباقي الفرق تلعب على المركز الثاني، مفيش الكلام ده.. نحن اجتهدنا وعملنا نظام وتعاقدنا مع لاعبين على أعلى مستوى، إيه الهيجان ده، هذه منافسة والزمالك سيكون بطلا لمدة 10 سنوات مقبلة، طالما فيها تحكيم عادل سيكون الزمالك بطلًا للدوري»
أثارت التصريحات حالة من الاحتقان بين جمهور القطبين على مواقع التواصل الاجتماعي، قبل أن تصل إلى الذروة، مع مطالبة مجلس إدارة الأهلي بنقل مباراة القمة من ملعب الجونة، مع هجوم مع رئيس النادي، محمود طاهر، على اتحاد الكرة.
أعلن الأهلي فتح أبوابه للجماهير لحضور تدريب الفريق بملعب «مختار التتش»، ولبىّ الجمهور الأحمر طلب مجلس الإدارة، وتوافد بالآلاف، وهاجم خلال حضوره التدريب الذي تم إنهائه سريعًا، رئيس الزمالك.
فتح «منصور» الباب عريضًا على مصراعيه حين قرر تصعيد الأمر وسب رئيس النادي الأهلي نفسه في مداخلة هاتفية ببرنامج «كلام في الكورة» على قناة «CRT»، متهمًا إياه بأنه «يحاول يولع في البلد»، وذلك بعد إصراره على نقل المباراة من الجونة، وهجومه على اتحاد الكرة، والسماح لـ«الألتراس» بحضور التدريب.
وقال «منصور»: «أنا بحاول أحل المشكلة عشان يكون ماتش جميل، لكن محمود طاهر بيستدعي الألتراس، عشان يحتل النادي ويشتموا مرتضى منصور، ودا غير مسموح، أنا ممكن يا طاهر أجيب (….) الأرض».
وأضاف: «رئيس الأهلي انتقدني وشن هجوما حادا عليّ في وسائل الإعلام، ووصفني بالبلطجة، وأني رئيس للزمالك بالصوت العالي، وأنا بقوله يا محمود يا طاهر أنت اللي بلطجي».
وأشار إلى أن «الزمالك رفض خوض اللقاء على ملعب الجونة، لكن بأسلوب محترم عكس ما فعله الأهلي، وعلينا احترام القانون والدولة»
م يكتفِ «منصور» بهذا، وإنما أشرك لاعبيه في تلك الأزمة حين حضر تدريبات الفريق الأول، وخلال حديثه إلى اللاعبين، في فيديو نشره موقع «الزمالك»، انتقد رئيس الأهلي، بسبب مطالبته بنقل المباراة، قائلًا: «هو قال –يقصد محمود طاهر- على جثتي ألعب في الجونة، فلو راح يبقى الأهلي انكسر، ولو ملعبش يبقى هرب وخاف».
ورغم إشراكه للاعبيه بتفاصيل أزمته التي تتجمع كل تفاصيلها خارج المستطيل الأخضر، إلا أنه طالبهم بعدم الانشغال بأزمة ملعب المباراة والبيانات التي أصدرها النادي الأهلي بعدم اللعب، مضيفًا: «الأهلي خائف من مواجهة الزمالك».
وتابع: «الزمالك سيخوض مباراة الأهلي في أي ملعب وتحت أي ظروف تقديرًا للدولة، وسيسافر الفريق إلى الجونة بغض النظر عن موقف الأهلي لإسعاد 45 مليون زملكاوي».
وداعب مصطفى فتحي، نجم وسط الفريق قائلا: «ده ماتش عايز نقطة واحدة، أنا بمتع جماهيري يا (مصطفى)»
2. أثناء المباراة
أثناء المباراة، وبينما كان لاعبو الزمالك لا يستطيعون التعامل جيدًا مع الكرة وظهرت الأمور كأنها تفلت من يديهم دقيقة تلو الأخرى، كان «منصور» يدير «مباراة» أخرى في المدرجات.
بدأت الأخبار تتوالى واحدًا تلو الآخر، تفيد أن هناك «خناقة» كبيرة في المدرجات، و أن خلافًا نشب بين مرتضى منصور وهيثم عرابي، مسؤول التعاقدات في النادي الأهلي
وأكد علاء عبدالصادق، مدير قطاع الكرة بالنادي الأهلي، قوله: «ما رأيته كان غريبا على الجميع، رئيس الزمالك سب هيثم عرابي وهشام مروان، عضو مجلس إدارة الأهلي، وبقية أعضاء مجلس الأهلي، وواقف طول المباراة وأي حد يتكلم يطلع يشتمه، وكنت مستغرب جدا، لم أشعر أني في مباراة كرة قدم».
ووصف «عبدالصادق» ما حدث من «منصور» بأنه «تجاوز عدى كل الحدود»، وأضاف: «أرى أن الدولة متمثلة في وزير الشباب والرياضة خالد عبدالعزيز صامتة على كل ما يحدث، وهذا كلام غير مظبوط، ما يحدث جديد علينا».
وعرضت قناة النادي الأهلي فيديو لـ«الخناقة» التي أقامها رئيس الزمالك مع «عرابي»، في الوقت الذي قال فيه «عبدالصادق» إنه يتوقع أن يسلك محمود طاهر، رئيس النادي الأهلي، الطريق القانوني للرد على «تجاوزات مرتضى منصور»
. بعد المباراة
ما حدث قبل المباراة وأثناء إقامتها جعل البعض يتوقع ظهورًا مدويًا لرئيس نادي الزمالك، خاصة أن المباراة انتهت بخسارة فريقه بهدفين مقابل لا شيء، في ظل مستوى متواضع لفريقه، لكن الأمر بعد ساعات من المباراة بدا مختلفًا للغاية.
اعتاد «منصور» منذ رئاسته لنادي الزمالك الظهور في معظم القنوات والاستديوهات التحليلية عقب انتهاء كل مباراة لفريقه، لإبداء رأيه إداريًا مرة وفنيًا مرات عدة، لكن هذه المرة انتهت المباراة وتوالت اللقاءات مع اللاعبين والجماهير والمحللين وانتهى المؤتمر الصحفي الذي يتبع المباراة ولم يظهر «منصور» كعادته دومًا.
بدأت التوقعات تزداد عند البعض وتخفت عند آخرين، وهناك من يقول إنه اختفى بعد المباراة، وهناك من يعتقد أنه في مكان ما وسيظهر بمفاجأة كبيرة لكن الاختفاء كان سيد الموقف، على الأقل لمدة ساعتين بعد المباراة.
وخلال ساعتين بعد المباراة امتلأت القنوات بمكالمات أعضاء مجلس إدارة الأهلي وأعضاء لجنة الكرة به الذين أكدوا جميعًا كل على حدة أنه بعيدًا عن فرحة فوزهم بنتيجة المباراة فإن النادي الأهلي لن يقف صامتًا أمام «التجاوزات المستمرة» من رئيس نادي الزمالك.
بعد ساعتين تقريبًا، ظهر رئيس نادي الزمالك في لقاء مع قناة «صدى البلد» مخالفًا التوقعات بصوت هادئ ونبرة صوت مختلفة، وفي مكان منزوٍ وعلى عكس ما توقع كثيرون فإنه لم ينتقد أو يهاجم أحدًا وكانت هناك مفاجأة في انتظار الجميع حين سمعه العامة يوجه الشكر لمجلس إدارة النادي الأهلي، الذي كان سبه قبل ساعات، وقبل أيام متواصلة.
قال «منصور» بهدوء كبير: «الأمن قام بشغل محترم للغاية، وكان فيه جمهور كبير للأهلي ما حدث كان بعض الاستفزازات من عيال، محسوبة على النادي الأهلي، جاية تستفز وتقل أدبها، لكن أعضاء مجلس إدارة الأهلي كانوا عاقلين ومتزنين، وهما اللي قالولهم عيب، ودي مباراة كان لازم حد يكسب النهاردة أو يتعادل أو يخسر».
هذا الهدوء بدا كمن يتراجع عن موقفه السابق في سب مجلس إدارة الأهلي، والقول إن رئيسه «بلطجي»، كما أنه ظهر في صورة مخالفة «متقبلًا الهزيمة» قائلًا: «مبروك للنادي الأهلي وهارد لك للاعيبة».
ووجه رسالة لجمهور فريقه، قائلا: «سنحصل على الدرع المباراة المقبلة، ولا تحزنوا، مش ممكن ماتش هيفرق شعب مصر».
كما جاء في المصري لايت