اسكتى. عيب. استرى على نفسك»، كلمات لم تتوقع الشابة العشرينية سلمى سامى، ابنة محافظة الشرقية، أن تسمعها ممن حولها لإصرارها على الإمساك بمتحرش تعرض لها خلال وجودها فى محطة مترو أنفاق كوبرى القبة، مطلع الأسبوع الحالى، وتمسكها بتحرير محضر والتحقيق معه. بصوت مكتوم لا يريد الإفصاح عن معاناته تروى «سلمى» واقعة التحرش قائلة: «افتكرته حرامى لأنه ماشى يبص حواليه، وفجأة قرب منى على سلم المترو وتحرش بيّا، نزلت عليه ضرب لحد ما جت شرطة المترو وخدته وقالوا لى هو انضرب بما فيه الكفاية سيبيه يمشى بقى، وطبعاً رفضت لأن ما ضاع حق وراءه مطالب، وأنا حقى مش هسكت عليه».
رغم اعتراف «كريم»، الشاب المتحرش بالواقعة، وأنه نادم على فعلته، فإن الشابة العشرينية لم تستجب لتوسلاته هو وأهله للتنازل عن المحضر، واعتباره معاكسة فقط لم تصل للتحرش، حتى قامت والدة الشاب بتهديدها داخل ساحة النيابة، وهو ما علقت عليه «سلمى» قائلة: «أهله بيقولوا ابننا عنده مرض عقلى والشرطة لما مسكته فى المترو لقوا معاه كارنيه بيثبت إنه فرد أمن من 4 سنين فى شركة حراسة يعنى الكلام غير منطقى، وحتى لو مجنون أنا مش هسكت على حقى»، وتستكمل: «كفاية إن والدة الولد هددتنى وقالت لى إحنا عرفنا إنك من الزقازيق وهنتصرف معاكى، وإذا بليتم فاستتروا على أساس إنى المفروض أتكتم».
لم تحظَ «سلمى» بمساندة الأهل فقط، فالعديد من الفتيات اللاتى تعرضن للتحرش تواصلن معها، وأخبرنها: «إنتى عملتى اللى إحنا مقدرناش عليه»، بالإضافة إلى دعم زملائها بالعمل من الذكور والفتيات، ليبقى فقط مديرها بالأكاديمية، هو الوحيد الذى لم يتفهم موقفها، ويطالبها بالتراجع عن القضية، وإلا سيتم فصلها.