الفعل، كما قال الرئيس السيسى، إن مصر تستيقظ. لكــن المشكلة يا حمادة أنك غالبا عندما تستيقظ ليس من الضرورى إنك تقوم من السرير!.. ربما تتمطع شوية.. ربما «تتقلب يمين وشمال»، ولو سيادتك صابح فى يوم إجازة فغالبا «هتنيّم» نفسك تانى بالعافية!.. أحلى شعور فى الدنيا يا حمادة عندما تستيقظ بدرى كعادتك، لكنك ما إن تفتح عينك تتذكر إن النهارده إجازة فتعود للنوم.. شعور جمييييل.. لكن فى بعض الأحيان عندما تستيقظ، ربما يكون واقفا بجوار السرير جدع ابن حلال كلما رآك تهم بترك السرير بعد أن استيقظت يخبطك مخدة فوق رأسك ليرديك قتيلا!!.. هذا بالضبط ما أراه يحدث مع مصر إذ تستيقظ، فهناك كام واحد كده يقفون حول السرير متربصين لها بالمخدات.. أحدهم وزير الثقافة.. ما يفعله وزير الثقافة يا حمادة يؤكد أنه لا يحمل سلاح المخدة، بل هو غالبا يحمل شومة، ويجلس متربصا تحت السرير.. لدينا واقعتان عن وزير الثقافة.. الأولى حدثت منذ أيام عندما كان يتفقد متحف محمود سعيد بالإسكندرية فلفت نظره أن أمينة المتحف زائدة الوزن «فى رأيه» فقال لها ما أفاد أنه لا يحب «التخان»، ونصحها بأن تمشى فى حديقة المتحف عدة مرَات حتى «تخس» قليلا، ولم يقف عند هذا الحد، بل إنه بعد أن ابتعد عنها بعدة أمتار أدار لها رأسه مرة أخرى قائلا لها بصوت عالٍ ألا تنسى أن «تلف» الحديقة حتى «تخس» قليلا!!.. ألا يعد هذا تحرشا؟!.. ألا تذكرك هذه الواقعة يا حمادة بوزير الإعلام الإخوانى الذى تحرش بصحفية فى مؤتمر صحفى بجملته الشهيرة «تعالى أقولك»؟.. لماذا هذه النوعية بالذات من الوزراء دائمو التحرش بالسيدات؟..
وخلى بالك يا حمادة أن المتصدر لتعيين وزير الثقافة كان رئيس الوزراء ليسترضى السلفيين والأزهريين، لكنه فات عليه أن معظم المتأسلمين متحرشون بالضرورة، وينكرون ما هو معلوم من الدين بضرورة غض البصر، لذلك أتوقع تكرار وقائع التحرش، مثلما فعل وزير الإعلام الإخوانى.. أما الواقعة الثانية لوزير الثقافة، فهو هذا البيان الغريب العجيب شديد اللهجة الذى صدر عن الوزارة تعقيبا على حرق بعض الكتب التى تحض على الإرهاب فى إحدى المدارس الخاصة التابعة للإخوان.. لقد تابعت تليفزيونيا النقاش الذى دار بين المتحدث الرسمى للوزارة ومديرة التعليم بالمنطقة التابعة لها المدرسة، وفوجئت بأن المتحدث يستميت دفاعا عن الكتب رغم ما ذكرته مديرة التعليم من أن معظم الكتب كانت مزوَرة لأنها تحمل الغلاف الخاص بكتاب ما، بينما المحتوى مختلف تماما عما يحمله الغلاف.. كما ذكرت مديرة التعليم أمثلة للأفكار التى طرحتها بعض الكتب.. مثلا فى كتاب عن المرأة كان المؤلف يحرض المرأة على عدم النزول للعمل، وذكرت أيضا مثال لكتاب يحمل عنوان «تصحيح أخطاء الإسلام»، وقامت بعرض بعض ما به من مهازل.. الغريب أن رغم كل ما قالته السيدة الفاضلة، فإن متحدث وزارة الثقافة تمسك بموقفه فى الدفاع عن البيان، لكن تحول لنقطة أضعف وهى الاعتراض على مبدأ حرق الكتب عموما.. المذهل أنه باستمرار الحوار بينهما تبين أن كل من وزير الثقافة والمتحدث الرسمى للوزارة استمدا المعلومات عن واقعة الحرق من الإنترنت!.. إنهما حتى لم يكلفا أنفسهما باستيضاح الأمر من وزارة التعليم قبل إصدار البيان، فأصبحا كشاهد ما شافش حاجة!.. أما بقى الأشد إذهالا وإضحاكا فى الموضوع هو أن المتحدث قال إن الوزير لم يراجع البيان قبل صدوره وإن المسؤولين عن كتابته بالوزارة لما فشلوا فى الاتصال بالوزير ليقرأوا عليه نص البيان قرروا إذاعته منهم لنفسهم كده!.. فهل هذه طريقة عمل فى وزارة لها ثقلها؟!.. طبعا أنا لا أصدق أن البيان صدر بغير علم الوزير، وما قاله المتحدث إنما هو محاولة ساذجة لتبرئة الوزير من المسؤولية، عندما تراءى له من خلال الحوار أن إصدار البيان كان خطأ كبيرا.. لكن كالعادة يا حمادة مهما تراكمت خطايا هذا الوزير، فستصر الحكومة بعنادها المشهود على الإبقاء عليه، مثلما تصر على محافظ الإسكندرية رغم كثرة مشاكله.. ولأن الحكاية ليست حكاية مشاريع كبرى وبس، لذلك مع الإصرار على هذا الوزير الأزهرى مع السماح بممارسة السلفيين للسياسة وإعطائهم المنابر هدية ومعاها بوسة، بالإضافة لتأجيل البرلمان، إبقى قابلنى بقى يا حمادة لو مصر عرفت تستيقظ!.
نقلا عن المصري اليوم