فور وصول الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين إلى مصر، في زيارة معلن عنها من مدة كبيرة، والتأكيد ليل نهار على أهميتها، خاصة وأنها تأتي بعد ثورتي 25 يناير، و30 يونيو، وبعد فترة الفتور في العلاقات منذ فترة السادات، مرورًا بمبارك ومرسي.
كان أول مكان يزوره بوتين هو دار الأوبرا المصرية، وهو أمر موفق من منظمي الزيارة، حيث ذهب بوتين برفقة الرئيس السيسي لمشاهدة فيلمًا وثائقيًا عن العلاقات المصرية الروسية.
وهنا كان لـ إعلام.أورج عدة ملاحظات حول الفيلم:
1 بالرغم من تطرق الفيلم إلى التعاون الثقافي والفني، بين مصر وروسيا، إلا أنه ركز على الجانب العسكري، فكان يمكن زيادة مدة الفيلم، لتناول الجوانب غير العسكرية بشكل أفضل.
2 إرفاق أغنية “عدى النهار” لعبد الحليم حافظ، للتعبير عن مرارة النكسة، لم يكن له لزوم أبدًا، خصوصًا أن الأغنية توقفت عند جملة “وعشان نتوه في السكة شالت من ليالينا القمر”، ولم يتبعها بالجملة التي تعبر عن الأمل والنصر “أبدًا.. بلدنا للنهار”، فهذا “التطويل” في عرض النكسة لم يكن مفروض أن يحدث، كان يمكن الإشارة إلى وقوف الجانب الروسي بجانب مصر بعد النكسة، خلال إعادة تكوين الجيش، وفقط.
3 تجاهل الفيلم العلاقات المصرية الروسية، في فترة حكم السادات ومبارك ومرسي، بالرغم من أنه كان يمكن الاحتيال على هذا الوضع المحرج، في نظر معد الفيلم، وتجاهل ذكر أسماء الرؤساء السابقين، والإشارة إلى الفترة الزمنية.
4 لم يذكر الفيلم ثورة 25 يناير، واكتفى بثورتي 23 يوليو، و30 يونيو، وكان يمكن التغلب على هذا بالقول بأنه “كان من المتوقع أن تعود العلاقات مع روسيا إلى المكانة التي تستحقها بعد ثورة يناير، ولكن حدث هذا بالفعل بعد ثورة 30 يونيو”، المهم أنه كان من الضروري عدم إغفال قيام ثورة يناير.
5 الشرعية: نفس الكلمة التي أصحب “هيستريا” لدى مرسي وأنصار جماعة الإخوان، ونكتة لدى المصريين، وجدناها في الفيلم، الذي ذكر أن روسيا أيدت إرادة الشعب المصري، و”شرعية اختياره”، بانتخاب السيسي رئيسًا.
6 لم يشر الفيلم إلى دور الأزهر والكنسية مع روسيا، بالرغم من زيارة البابا تواضروس لروسيا، بالإضافة إلى نسبة المسلمين الكبيرة هناك، والتي تصل إلى 15 % من إجمالي السكان.
7 الفيلم يعبر فعلا عن سياسة الحكومة المصرية الحالية، “إذا أحرجت من شيء تجاهلته”، وهو ما ظهر في آخر الفيلم، عندما مر في لقطات سريعة جدا على لقطات لاستقبال المسئولين الروسي منذ عهد الزعيم عبد الناصر، ثم السادات ومبارك، وتجاهل مرسي.