أكد الناقد الدكتور أحمد الصغير أن الذاكرة التركية احتفظت بالصورة النمطية للمجتمع العربي بأشكاله المختلفة من خلال العصور القديمة، بدءا من التناحر الشديد على السلطة من قبل الأتراك العثمانيين الذين روجوا لتخلف العرب.
وقال الصغير - خلال بحث شارك به في الندوة الفكرية الرئيسية لمهرجان القرين الـ21 ، والذي اختتم مؤخرا بالكويت - "إنه مع نقل الخلافة من القاهرة إلى إسطنبول في 1517 ترسخ في الذاكرة الآنية التي توارثتها الأجيال في تركيا من خلال الإعلام بوسائله كافة أن حياة العرب عبارة عن مجتمع بدوي صحراوي، يعشق الكسل، والنوم والطعام والنساء".
وأوضح أن تلك الصورة بدأت في الالتحام بالعقليات التركية التي وضعت حاجزا منيعا بين العرب والترك، بزعم أن الأتراك جنس أرقى من الجنس العربي، بل وصل الأمر إلى أن بعض المؤرخين الأتراك في أيام حكم مصطفى كمال أتاتورك كانوا يصورون العرب على أنهم قوم خيانة وغدر.
وأضاف أن الرواية التركية رغم اهتمامها بتصوير المجتمع التركي وتعريته وفضح مكامنه وحديثها عن المسكوت عنه دائما، فإنها تحاول على استحياء أن تتخلى عن محليتها، لترصد وقائع إنسانية وتاريخية، خارج محيطها التركي وجغرافيتها من خلال استدعائها للشخصية العربية والأماكن والمفردات العربية أيضا، فهي تمثل حضورا قارا داخل المنتج المعرفي والثقافي/ الأدبي التركي الحديث.