كيف انفردت قناة الجزيرة مساء أمس بتسجيل فيديو مصور لاستهداف مديرية أمن سيناء بقذائف الهاون، في وقت كانت الأمور تسير فيه بشكل طبيعي داخل العريش ومحيطها ولم تكن الانفجارات قد بدأت؟ تساؤل مشروع لأي إعلامي خاصة أن بث الفيديو يصور المنطقة المستهدفة ووجود أصوات فيه تهتف الله اكبر بعد الانفجار، يؤكد بما لا يدفع مجال للشك أن الفيديو مصور من الجماعة منفذة الهجوم.
الظلام الدامس وفرض حظر التجوال من السابعة مساءاً في العريش أمر لا يعيق فقط حركة المواطنين ولكن أيضا الإعلاميين الذين لا يستطيعون الخروج من منازلهم في مواعيد الحظر، حتى لو علموا بأن هناك أحداث جسيمة تقع بالقرب منهم ويفترض عليهم متابعتها.
في الظروف الاستثنائية بسيناء لا تتواجد تغطية تليفزيونية مصورة، وهو ما حدث خلال عملية إجلاء المواطنين من الشريط الحدودي في سيناء بمدينة رفح الحدودية فكانت الصور تبث من قطاع غزه وليس من رفح المصرية، بينما أصبحت الفيديوهات التي تخرج من سيناء منقسمة بين الفيديوهات الرسمية التي تقوم القوات المسلحة بتصويرها وبين الفيديوهات التي تبثها جماعة أنصار بيت المقدس الإرهابية.
في حالة انفراد الجزيرة أمس لا يوجد سوى حلين لا ثالث لهما الأول أن القناة حصلت على الفيديو عن طريق أحد العاملين معها والذي يعمل بالضرورة مع مرتكبي الحادثة واصطحبوه لمكان انتظارهم مشاهدة الانفجار، وهو أمر في هذه الحالة يسمح للسلطات المصرية محاسبة مندوب الجزيرة الذي ستوجه له اتهامات التورط في العمل مع جماعات إرهابية مسئولة عن استهداف رجال الشرطة والجيش.
أما الطريقة الثانية فهي أن تكون الفيديوهات أرسلت للقناة القطرية فور الانتهاء من تصويرها وهو ما يعني تحولها إلى منبر مدافع عن الإرهاب وليس عن الرأي والرأي الآخر، خاصة وأن القنوات المصرية والعربية اتخذت قراراً ضمنيا بعدم بث الفيديوهات التي تظهر القتل والتفجيرات، فيما تخاطب الجهات المسئولة موقع الفيديوهات “يوتيوب” للحد من استخدام التنظيمات الإرهابية الفيديوهات لترويع المواطنين.