"ستار أكاديمي"، و"اراب آيدول" و"ذا فويس" و"اراب جوت تالنت"، برامج هدفت إلى اكتشاف مواهب غنائية وحظيت بنسبة مشاهدة عالية، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه دائماً: ماذا قدمت هذه البرامج للساحة الفنية وماذا أضافت لسوق الغناء ومن الفنانين الذين نجحوا في الإستمرار ومن المواهب الذين لم يحالفهم الحظ وفشلوا في التواجد على الساحة الفنية.
أسئلة كثيرة نحاول الاجابة عنها في السطور التالية ...
برنامج "ستار أكاديمي" يعد من اوائل البرامج التي شهدتها الساحة الفنية في مصر وتهدف إلى اكتشاف المواهب الغنائية وقد بدأ اول مواسمه عام 2003 وحظى بنسبة مشاهدة عالية ونجح أكثر من مصري من حصد اللقب.
وأبرز الفائزين المصريين بالبرنامج محمد عطية ونسمة محجوب ومحمود محيى الدين، هذا بالإضافة إلى العديد من المواهب التي تمكنت من تحقيق شهرة ونجاح خلال اشتراكها في البرنامج.
ورغم ان برنامج "ستار أكاديمي" قدم عشرة مواسم منذ 2003 وحتى الآن، إلا ان المواهب التي نجحت في الاستمرار واتخاذ خطوات فنية متميزة قليلة جدا، ومن أبرز الفنانين الذين أثبتوا أنفسهم نسمة محجوب والتي فازت باللقب خلال مشاركتها في الموسم الثامن.
"نسمة" لم تنجح فقط في إصدار ألبوم متميز بعد مرور شهور قليلة على انتهاء البرنامج، ولكنها كانت لها خطوات فنية ناجحة جدا في مجال المسرح حيث خاضت تجربة التمثيل من خلال المشاركة في بطولة مسرحية بعنوان "دنيا حببتي".
أيضا زيزي عادل تمكنت من تحقيق نجاح كبير بعد إصدار ألبومين، الأول بعنوان "واحدة طيبة" عام 2007 والثاني بعنوان "وعد عليا" عام 2009 إلا انها غابت عن الساحة الغنائية بسبب ظروف الإنتاج ولكنها تستعد للعودة من جديد بقوة من خلال ألبوم غنائي جديد.
رغم انها حققت الشهرة من خلال المشاركة في برنامج "ستار أكاديمي" والذي يُعد برنامجا غنائيا، إلا ان ميريهان حسين والتي شاركت في الموسم الخامس قررت الاتجاه للتمثيل، حيث شاركت في بطولة عدة أعمال فنية أبرزها فيلم "عمر وسلمى" ومسلسل "ابن حلال".
وإن كانت نسمة وزيزي وميريهان حققن خطوات من الممكن ان تكون بطيئة او قليلة إلا ان هناك مواهب شاركت في البرنامج لم تحقق اي نجاح.
ورغم الشعبية الضخمة التي حظى بها محمد عطية بعدما حمل لقب "ستار أكاديمي" في موسمه الأول، إلا انه لم يتخذ اي خطوات تتناسب مع الشهرة التي حققها من خلال البرنامج بل وتوقف نشاطه الفني تماماً منذ عشر سنوات.
من الفنانين الذين لم يكن لهم اي خطوات ناجحة ومؤثرة على الساحة الفنية رغم مشاركتهم في البرنامج محمود محيي الدين ومحمد القماح وأحمد عزت بالإضافة إلى عدد من المواهب الأخرى لم يعد الجمهور يتذكر اسماءهم.
" آراب أيدول" هو البرنامج الثاني الذي شهدته الساحة الفنية ويهدف إلى مساعدة المواهب في مجال الغناء، ورغم الاهتمام الإعلامي ونسبة المشاهدة العالية التي يحظى بها البرنامج، إلا ان المصريين الذين تمكنوا من إثبات أنفسهم بعد إنتهاء مشاركتهم في البرنامج هما كارمن سليمان، والتي فازت باللقب في الموسم الأول، وأحمد جمال الذي شارك في الموسم الثاني.
"كارمن" لم تتمكن فقط من إصدار ألبوم غنائي ناجح، ولكن نشاطها الفني وصل إلى دول الخليج حيث تشارك في إحياء حفلات غنائية باستمرار في هذه الدول.
أحمد جمال والذي يستعد لطرح ألبومه الغنائي الأول حريص على التواجد باستمرار مع جمهوره من خلال المشاركة في إحياء حفلات غنائية وأيضاً من خلال طرح أغان سينجل ناجحة أبرزها "يا ليالي" و "كل واحد فينا".
كان للمصريين تواجد قوي في الموسم الثالث من "آراب أيدول"، حيث تم اكتشاف من خلاله أصوات متميزة ومواهب حقيقية أبرزها إيناس عز الدين ومحمد رشاد ومحمد حسن، ورغم مرور عدة شهور على انتهاء البرنامج إلا انهم لم يقدموا شيئاً حتى الآن.
مروى ناجي يعد الصوت المصري الوحيد الذي أثبت نفسه، ولكن الغريب انها قررت التركيز في التمثيل بشكل أكبر من الغناء بعد مشاركتها في هذا البرنامج، حيث شاركت في بطولة مسلسل "تفاحة آدم" وايضاً في بطولة مسرحية "بحلم يا مصر".
ورغم كثرة الأصوات المصرية المتميزة التي شاركت في هذا البرنامج إلا انهم اختفوا تماماً ولم يعد الجمهور يتذكر اسماءهم.
الموسيقار حلمي بكر حرص في النهاية على التعليق على ظاهرة انتشار برامج اكتشاف المواهب، وقال لـ"صدى البلد": "برامج تجارية تهدر ثروتنا الفنية، فرغم المواهب الكثيرة التي شاركت في هذه البرامج، إلا انها اختفت تماماً بعد خروجهم منهم، ولم نُعد نسمع عنهم، فهذه البرامج لا تهتم سوى بتحقيق أرباح مادية، ولا تقدم اي رعاية للمواهب بعد انتهاء الموسم الذي شاركوا به".
ويضيف: "أعتقد ان كارمن سليمان هي الموهبة الوحيدة الحقيقية التي نجحت في إثبات نفسها بعد مشاركتها في برنامج اراب آيدول".