أكد عالم المصريات أحمد صالح أن أول ظهور لقناع الملك توت عنخ آمون كان عام 1925، ومنحه هيوارد كارتر، مكتشف المقبرة رقم "256 أ"، وكانت فى ذلك الوقت اللحية ملصوقة بالذقن بمادة راتينجية رقيقة، وتم وضع اللحية بجوار القناع عندما تم نقله إلى المتحف المصرى بالتحرير ليعرض للجمهور، وهو ما يظهر فى الصورة الشهيرة للملك فاروق بالمتحف وهو ينظر للقناع وبجواره اللحية.
وقال صالح، فى تصريح له اليوم، الجمعة، إنه فى عام 1968 قام كل من الكيميائى الإنجليزى الفريد لوكاس والكيميائى المصرى ذكى إسكندر بمصلحة الآثار المصرية فى ذلك الوقت بعمل ثقب فى الذقن ومشبك فى اللحية لتشبيك الذقن باللحية، وتلك هى الصورة المتعارف عليها لقناع الملك توت عنخ آمون منذ ذلك الحين، وحتى عام 2014 عندما وقعت حادثة الترميم الخاطئ للقناع.
وكشف عن وجود دراسة وحيدة عن قناع الملك توت عنخ آمون نشرت فى عام 2011 أجرتها البعثة المشتركة بين مصر وجامعة واسيدا اليابانية وأجراها البروفيسور يودا والبروفيسور يوشيمورا، واستخدموا فيها "الأشعة السينية فلورسنس سبكتوميتر"، مشيرا إلى أنه من أهم نتائج تلك الدراسة أن درجة نقاء الذهب أسفل العين اليمنى واليسرى والخدين بالقناع أقل من درجة نقاوة الذهب فى غطاء الرأس الذى يعلو القناع، ونسبة تركيب الذهب فى الأذن وغطاء الرأس تتراوح بين 97.8% و93.8%، ونسبة تركيز الذهب على سطح الوجه تصل إلى 67.8%.
وأضاف أن نتائج الدراسة أوضحت كذلك أن الحاجبين وخطوط تجميل العين من اللازورد الأزرق، وهى تختلف عن الخطوط الزرقاء الموجودة فى غطاء الرأس، والتى صنعت من عجينة الزجاج الزرقاء، وأن الأذن المثقوبة كانت قبيل اكتشاف كارتر لها مغطاة بقرصين من الذهب وعثر عليهما كارتر فى غطاء الرأس.
وأشار صالح إلى أنه من خلال نتائج تلك الدراسة يبدو أن القناع لم يكن مخصصا فى الأصل للملك توت عنخ آمون، وأنه أعيد استخدامه للملك بعد تغيير الوجه "من الأذن إلى الأذن ومن الجبهة إلى طرف الذقن" نتيجة لموت توت عنخ آمون المفاجئ، حيث لم تتوفر الإمكانات اللازمة لعمل قناع له، فتم استخدام إمكانيات من مقابر الآخرين، والدليل على ذلك ما كشفته الأشعة السينية التى أوضحت وجود خطوط بطريقة الطرق للصق الوجه بالقناع، واختلاف درجة النقاوة وتركيب الذهب بين الوجه وبين باقى القناع، كما أن الأذن المثقوبة تتميز بثقب كبير يشير إلى أنها كانت مخصصة لامرأة بسبب الأقراط الكبيرة التى ترتديها المرأة فى ذلك العصر.
ونفى صالح التصريحات التى أدلى بها أحد المسئولين بوزارة الآثار من أن قناع الملك توت عنخ آمون الموجود فى المتحف المصرى بالتحرير مقلد وغير أصلى، وأنه تمت سرقته فى يوم 28 يناير 2011 "جمعة الغضب" وتم تهريبه للخارج، مؤكدا أن قناع الملك أصلى ومن عصر تل العمارنة، وأن تلك المعلومات المغلوطة تثير حالة من اللغط وتهدف إلى جذب الأنظار بعيدا عن واقعة الترميم الخاطئ للقناع.