هذا زمن أوكا وأورتيجا وليس زمن سحر الشربيني وأشعار ورومانسية وأحاسيس سحر الشربيني جملة أسمعها كثيراً ورغم ما كان يعتصرني من ألم وحسرة عند سماعها ما عدت أعبأ بها الآن وكأن أذني اعتادت على الرجم بها كل حين ممن فقدوا عذرية المشاعر في زمن نكاح الماديات ولكنني انزلقت الآن مرة أخرى بعد سماعي بسقوط ورقة أصيلة من شجرة الفن الجميل ألا وهي فاتن حمامة وأرمق الشجرة الشاهقة الإرتفاع العارية إلا من قليل فأحس بالعري أنا الأخرى وكأن كل ورقة تهوي تأخذ معها شيئاً مما أرتدي من الدفء وحلو المشاعر وما أقسى خوفي من أن أصبح أنا الأخرى جرداء كالزمن الحالي , كالفن , وقس على ذلك كل شىء فلم يعد وحده الفن مختزلاً عارياً فلنلقِ نظرة أيضاً على الثقافة في مصر نجدها مختزلة في أوجه معينة هم الأكثر إبداعاً وإن لم يكن وهم الأكثر تواجداً وتحدثاً وإن كانت أفواهم تنطق الجهل والغباء , وهم الأحق بجوائز الدولة لأنهم الأكبر سناً , وهم الماهرون في وطأ أي موهبة جديدة رائعة تحاول التنفس .
ونظرة أخرى إلى الجامعات والقضاء والإعلام وإلى أغلبية مؤسسات الدولة نجد كيف اختزلها التعيين بالواسطة والتنازلات على من لا يستحق ,حتى الرئيس عبد الفتاح السيسي والذي كنا نأمل منه الخلاص من هذا المستنقع اختزل كفاءات مصر كلها وعرض على الإعلامي يوسف الحسيني منصب محافظ فمصر الآن تعيش بكل تفاصيلها ومؤسساتها زمن أوكا وأورتيجا ويلا أوكا اديني عكه