- موسيقار الأجيال اكتشفه من برنامج "ركن الهواة"
- الأغنية الشعبية وراء شهرته.. "مطرب الشباب" أول ألقابه
- قدم أكثر من "500" أغنية جمعت ما بين العاطفي والشعبي والوطني والديني
الصدفة وحدها كانت السبب فى شهرة المطرب الكبير ماهر العطار حيث كان موسيقار الأجيال يستمع لبرنامج "ركن الهواة"، في الإذاعة المصرية، ولفت انتباهه صوت ماهر العطار وطلب من المسئولين عن البرنامج رقم تليفون منزله، وقام الاتصال به ولكن لم تقتنع والدته أن من يكلمها موسيقار الاجيال محمد عبد الوهاب وظنت للوهلة الأولى أنه أحد المعجبين .
وأغلقت الهاتف ولكن عبد الوهاب عاود الاتصال مرة ثانية مؤكداً لها أنه عبد الوهاب، نادت على ابنها وهي غير مصدقة الذي يحدث، وحدد معه موعدا لليوم الثاني ،ومن هنا كانت بداية الخطوة الأولى للمطرب ماهر العطار الذى لقب " بمطرب الشباب ".
وكان اللقاء مليئا بالدراماتيكية خاصة بعد أن طلب عبد الوهاب من ماهر العطار أن يغني، ولكنه أصيب بحالة من الارتباك في البداية الأمر ، مما دفع عبد الوهاب أن يدير له ظهره حتى لا ينظر إلى وجهه أثناء الغناء، و بالفعل قام ماهر بغناء "فين طريقك فين" و"ظلموه".
وكانت هاتان الأغنيتان بمثابة مؤشر لطريق صعب سار به و لكن فى منتصف الطريق قابلته بعض المصاعب و التى تسببت فى ظلم كبير له ، حتى وصل به الأمر إلى صعوبة تغطية مصاريف علاجه في فترة من الفترات وكان فى أحد لقاءاته مع الإعلامي مفيد فوزي منذ سنوات قليلة، سأله عن سبب غيابه واعتزاله الوسط الفني، أجابه وعلامات المرارة والأسى على وجهه: "مافيش ملحنين زي زمان.. كل الملحنين الكبار ماتوا.. زهقت !!" .
ولد ماهر في حي "باب الشعرية" الذي أنجب كبار نجوم الفن والغناء، وبين أسرة متذوقة للموسيقى ولم يعترض والداه على مزاولته الغناء، التحق بكلية التجارة في جامعة عين شمس، وكان يدرس ليلا في معهد الموسيقى العربية بدأ من خلال إذاعة "ركن الهواة" في الإذاعة المصرية وكان من زملائه وقتها عادل مأمون وعبد اللطيف التلباني ومحرم فؤاد، وفي يوم وبعد ان ضاق به الحال من تقديم أغاني غيره، توجه إلى منزل محمد الموجي طالبا منه أغنية خاصة له، أُعجب الموجي بصوته ولحن له أغنيته الشهيرة "بلغوه"التي حققت نجاحا كبيرا من خلال حفل أضواء المدينة، تابع مسيرته الفنية بعد هذه الانطلاقة المتميزة وقدم أكثر من "500"أغنية جمعت ما بين اللون العاطفي والشعبي والوطني والديني.
كان صوته ووسامته بمثابة جواز مرور له فى الظهور بالسينما حيث تلقى عروضا للعمل في التمثيل ورشحه الموسيقار محمد عبد الوهاب للقيام بدور البطولة في فيلم "حسن ونعيمة" ولكنه تراجع عن قبول هذا العرض، كون أن بطل الفيلم " فلاح" وتطلب منه الدور ارتداء الجلابيه وهو بنفس الوقت لا يجيد إتقان "اللهجة الفلاحية "ورغم أن فرصته كانت مشاركة الفنانة سعاد حسني في الفيلم ،إلا انه رشح صديقه المطرب محرم فؤاد لهذا الدور، كون ملامحه أقرب لهذا الدور وقام محرم ببطولة الفيلم ،وحقق شهرة كبيرة من خلاله.
رغم أن ماهر العطار شارك بسبعة أفلام إلا انه لم يحقق النجاح المطلوب كممثل، فكانت هذه الأفلام من النوع التقليدي والتجاري وقصص مكررة، كحال فيلم "النغم الحزين" الذي يتحدث عن مطرب شاب في بداية الطريق، وتأتيه الفرصة ليصبح مطربا مشهورا.
شارك ماهر العطار في أفلامه نجمات السينما الشهيرات في الخمسينيات وفترة الستينيات، وقف أمام زبيدة ثروت في فيلم "احترس من الحب"، مها صبري "حب وحرمان"، تحية كاريوكا "انا وامي"، آمال فريد "بنات بحري" ومريم فخر الدين "لقاء الغرباء".
عاود الظهور في أوائل الستينيات مع الفنانة سعاد حسني في فيلم "ه -3" مع إن هذا الفيلم يطرح موضوعا مختلفا عن أفلامه السابقة، ويتحدث عن إعادة الشباب لكبار السن ،من خلال دواء تم اكتشافه يُطلق عليه "ه -3" إلا انه لم يحقق النجاح المطلوب سوى إن ماهر العطار قدّم في هذا الفيلم بعض الأغنيات التي أحبها الناس تلك الفترة.
علقت في أذهان الجمهور مجموعة من ألاغاني العاطفية والرومانسية التي أداها بإحساس ملفت ، منها "قلبي سألته عليك"، "داب قلبي"، "بلغوه"، "الصبر طيب"،"يا محير في حبك قلبي"، "مكتوبالي"، "كثير عليَّ إني احبك"، "فاكرنا ولا ناسينا"، "قالوا ويا ما قالوا"، "مرة الحب عدى"، "انت اللي فيهم"، "كل ليلة العمر"، " مرة واحدة ترضينا"، "بحبك زي ما انتي كده"، "ليالي الشوق الطويلة"، "يا مشغولين إحنا"، "جايين بتكلموني".
نجح ماهر العطار ولسنوات قليلة بأن يخرج من دائرة الأغنية العاطفية الكلاسيكية، واتجه إلى الأغنية الشعبية وحقق رصيدا ملفتا من النجاح والشهرة ، وأول ما ظهر هذا التحول من خلال أغنيته الشهيرة " افرش منديلك ع الرملة " للملحن إبراهيم رأفت والتي بيع منها ألاف النسخ خلال ايام قليلة، وأغنية " دوبوني الغمزتين" و "مين يأمنلك مين "ومن أغانيه الشعبية التي كان يطلبها الجمهور في حفلاته" ياما زقزق القمري على ورق الليمون" من كلمات الشاعر المصري سيد حجاب ، وسبق أن غناها على مسرح قصر الثقافة في عمان أوائل السبعينات في حفل مشترك مع المطربه شاديه،استمر ماهر في تقديم الأغنيه الشعبيه ، وتحتفظ له المكتبة الموسيقيه بالعديد من هذه الأغنيات مثل" ورد الجناين"،" يا نخلتين في العلالي"، "قاضي الغرام" ،"اصحي يا حلوة" ،"عمري م هاجري وراك" ،" الاسمراني اه منه ياني" ،" ادلع يا رشيدي"،" خالي يا خالي"، "على فين" ،"يا طير يا اخضر"، " يا اسكندريه ".
الغريب فى الأمر قدم عدد من المطربين إعادة للأغانى التى قدمها ماهر العطار منها أغنية " عيون " التى قدمها المطرب محمد منير بلحن و توزع جديد وهو نفس الحال الذى تعرض له فى أغنيتى " قلبى سالته عليك " و " ظلمته مرة واحدة " و التى قدمها كل من فايزة أحمد و وردة.
تزوج المطرب ماهر العطار من أحدى الفتيات خارج الوسط الفنى و انجب منها نجله أحمد ماهر العطار و الذى ورثه منه موهبته و صوته الجذاب حيث احترف الغناء ايضا ليؤكد على مقولة " ابن الوز عوام " .