-أول رواية عربية تغوص فى المسكوت عنه فى عالم الجامعات والمستشفيات
-الكاتب جراح يعرى الفساد الإدارى والشيزوفرينيا ويخلع القناع عن نماذج مريضة
-المجتمع فى حالة تحرش جماعى بالمرأة والشباب على كافة المستويات
يناقش صالون بيت السنارى الثقافى رواية «الكتابة بالمشرط» وهى العمل الأول لصاحبها الدكتور جراح إيمان يحيى، بحضور الناقد الأدبى الدكتور محمود الضبع، بجامعة قناة السويس، ويديرها الشاعر على عطا، وذلك يوم الأربعاء 11 فبراير المقبل، وتتعرض الرواية للمسكوت عنه فى عالم الجامعات والمستشفيات أثناء وبعد أحداث ثورة 25 يناير، وتبرز اضطهاد الشباب والمرأة.
فلأول مرة فى تاريخ الرواية العربية يقتحم كاتب عالم الجامعة والمستشفيات الجامعية السرى ويعرى الفساد الإدارى والشيزوفرينيا الأخلاقية فيه ويخلع القناع عن نماذج مريضة.
رواية «الكتابة بالمشرط» يتوقع لها أن تكون رواية 2015 بامتياز .وتضم لقطات من جراحة كبرى فى جسد وروح وطن ، مجتمع مسجى عريان مكشوف العورة على طاولة عمليات، دخله د. إيمان يحيى وسلط عليه الكشاف فجأة وبقوة .
أدخلنا د. إيمان إلى غرفة العمليات بدون تعقيم، واكتشفنا أننا كنا نعيش فى وهم أن هذا الجسد جميل ساكن لطيف، ولم نعرف قط أن كل هذه الصفات المبهرة هى بفضل طبيب التخدير الذى يخاف أن يوقظ الجثة وأن يحرك المسخ.
الناقد الأدبى الدكتور محمود الضبع، بجامعة قناة السويس يرى أن الخيط الأساسى فى الرواية هو أن المجتمع فى حالة تحرش جماعى بالمرأة على كافة المستويات، اجتماعياً وعلمياً واقتصادياً وجنسياً، التحرش ليس غرضه اقتناص لحظة لذة ولكنه لحظة إثبات تفوق.
بطلة القصة «سعاد» كل جريمتها أنها إمرأة وتخيلت أنها من الممكن أن تتمرد على عارها المزمن وتمارس الجراحة التخصصية، وهذا معناه أنها ستقتحم عالم الرجال ولذا تعرضن لحرب ضروس مارسها الجميع، بداية من زملائها ورئيس القسم حتى رئيس الجامعة.
الرواية بها تفاصيل مرعبة لهذا الاضطهاد الذى يحمل بذور قصة حقيقية واقعية حدثت للأسف وعشت أنا شخصياً تفاصيلها وسمعتها من بطلة القصة شخصياً، هذا هو اللون الأساسى فى هذا البورتريه الدراكولى البشع. هناك أطياف وألوان ورتوش أخرى تكمل البورتريه وتُدخلك إلى أعماق هذا الجو الرهيب.
رئيس قسم إخوانى سيكوباتى، لا يتورع أن يجعل المستشفى باباً سرياً لعيادته، مستعد أن يبيع أى شىء حتى نفسه مقابل الكرسى، زوجته زينب المنقبة التى تريد التحرر من النقاب وتفقد نشوتها كل مرة حين يكبّر الزوج فى أذنها طلباً للولد وابتعاداً عن خلفة البنت، أطباء القسم كوكتيل إنسانى غريب وكأنه خرج بالبلاطى البيضاء من عنبر الأمراض النفسية المزمنة، بعضهم داسه بلدوزر الانكسار والذل والتوسل فى رحلة الدكتوراه، وبعضهم ندهته ندّاهة الخليج فصار خزانة بنكنوت ومسخ بشر، والبعض قد نصب نفسه نصف إلهاً بدون أى عطايا علمية أو منح أخلاقية.
د. الشربينى هو النموذج الوحيد الذى يحارب طواحين الهواء ويفشل،هناك الطفلة سعاد أيضاً، والتى تحمل نفس اسم البطلة الطبيبة الشابة، وكأن المؤلف يقصد أن ما حدث من اغتصاب للطفلة سعاد هو ترجمة لما حدث للطبيبة سعاد، ولكنه كتب بمفردات أخرى تحمل مصطلحات علمية «شيك». هذه الطفلة التى سلمتها أمها لعشيقها لأنها كانت فى عذر شرعى يمنعها من ممارسة الجنس مع عشيقها، هتكها العشيق جسداً وروحاً حتى أنقذها د. الشربينى هو وزوجته المجرية التى تطل على المجتمع المصرى من نافذة حيادية فتشرحه ربما أفضل كثيراً من أبناء المحروسة.
كلما توغلت فى الرواية يصيبك الاندهاش ويلفك الرعب وتتساءل منزعجاً: لماذا كل هذا التربص بفتاة صغيرة شاطرة وممتازة بشهادة الجميع فى تخصصها؟! لماذا كل هذه الرغبة فى الافتراس والتمزيق والتنكيل حتى الثمالة؟! بداية من حرمانها من الامتحان واتهامها بسرقة الماجستير بعد الموافقة عليه إلى اتهامها فى أخلاقها وشرفها من خلال إثارة فتنة علاقة بينها وبين زميلها الطبيب المسيحى، حتى محاولة استفزازها بخلع ملابس العمليات من أستاذها لإجبارها على الاعتراف بأن هذا المجال ليس مجالها وأنها لو أصرت عليه فعليها أن تحتمل خدش خصوصيتها والتعدى على كرامتها..أنها خليط عجيب من الرغبة فيها وكراهية تميزها وتفوقها واليقين من الفشل فى الوصول إليها.