قصيدة اليوم.. الشاعر عبدالجواد سعد يكتب: ساءلتني
ساءلَتْنى: هل تخافُ الموتَ مثلِى؟
قلتُ كلّا ..
إنّما أخشَى الحياةْ
أن يصيرَ الحُلمُ حرفًا يابسًا فوقَ الشّفاهْ
حينَ:
يأتى الصّبحُ فى رَكْبِ الأمانى
وبعينيكِ -وحيدًا- لا أراهْ
يَنزوِى طفلٌ بأكوامِ النّفاياتِ
انحنَى يَقتاتُ من رزْقِ الإلهْ
أو عجوزٌ من لظَى الأيامِ يَهذِى
وقلوبُ الناسِ تَعمَى أن تراهْ
والموانى فى رداءِ الحزنِ تَبكى
سِيرةَ الغرقَى الذينَ لم تُعِرْهمْ لحظةً طَوْقَ النّجاةْ
يَشربُ الإسفلتُ من دمِنا كثيرًا
ثمَّ يبقَى القهرُ وَشْمًا فى الجِباهْ
يَتهاوَى الناسُ فى الطُّرْقاتِ قَتلَى
ثمَّ صوتُ العَدلِ يأتي: لا جُناةْ
حينَ يُمسِى السّجنُ رحبًا للأمانى
والفضاءُ الرَّحبُ نَهبًا للبُغاةْ!!
يا إلهى..
كم عَجِبنا.. وتعجّبنا طويلًا
كيفَ فى أرضِ الرّسالاتِ استكانَ الظلمُ
وازدهرَ الطّغاةْ؟!
***
ساءلتْنى:
هل يكونُ الموتُ موتًا؟
قلتُ: كلّا..
قد يكونُ الموتُ عشقًا للحياةْ.