نعى المخرج القدير محمد خان الفنانة الكبيرة الراحلة فاتن حمامة بطريقة مختلفة، حيث نشر مقال عرض فيه عن المشروع السينمائي الذي كان سيجمع بينهما، وعدد مرات لقائه بها.
وكشف "خان" في مقاله المنشور في صحيفة "التحرير" بعنوان "فاتن وحلم لم يتحقق"، وبتاريخ الإثنين 19 يناير أن الفيلم الذي كان سيجمعه بفاتن حمامة هو "أحلام هند وكاميليا"، من بطولة نجلاء فتحي وعايدة رياض، ومن إنتاج 1989.
وأشار خان أنه كان يحلم بأن يكون هو أول مخرج يجمع بين النجمتين الكبيرتين فاتن حمامة والراحلة سعاد حسني في عمل سينمائي هو "أحلام هند وكاميليا"، وعن تفاصيل المشروع الذي لم يتم قال: "حين بدأت أزرع بذرة فيلم "أحلام هند وكاميليا"، كان حلمي وحماسي الشديد في أن أجمع كلا من فاتن حمامة وسعاد حسنى في فيلم واحد، وكانت فكرة "هند وكاميليا" مثالية لهذا الغرض، خصوصا أنه لم يجمعهما أي فيلم من قبل ولا من بعد. في بادئ الأمر أبدت كل منهما استعدادها للمبدأ، ولكن لم يكن هذا سوى كلام في الهواء الطلق".
وتابع: "تبدد الحلم بعد جلستي مع سعاد في نادي الجزيرة عدة ساعات، نشرب عصير الليمون، ونتحدث عن شخصية "كاميليا"، التي عرضتها عليها، لينتهى اللقاء باستبعاد فكرة لقاء سعاد وفاتن في الفيلم، بعد أن اختلفت رؤيتي عن رؤية سعاد في فهم وتجسيد "كاميليا" على الشاشة.
وأوضح: "لم يكن بعد ذلك هناك أى داع لمناقشة شخصية "هند" مع فاتن، لأن التركيبة التي تخيلتها بلقائهما دُمرت، على الأقل مؤقتا من وجهة نظرى، وقد كان أصلا كلامي مع فاتن عن فكرة هذا اللقاء قد تمّ عبر الهاتف".
وتطرق محمد خان بعد ذلك في مقاله عن عدد المرات التي التقى فيها فاتن حمامة، مشيرا أن الأولى كانت في إحدى دورات مهرجان قرطاج السينمائي، وأعرب لها وقتها عن أمنيته في التعاون معها فنيا، وعندما وجد استجابة من فاتن اقترح عليها أن تجسد دور قاتلة في فيلم من إخراجه.
وعن رد فاتن يقول: "اقترحت حينذاك على فاتن أن لو جمعنا فيلم فأريدها فى دور قاتلة، فكان ردها الذكي هو أنها على استعداد أن تقوم بدور قاتلة، بشرط وجود أسباب درامية مقنعة".
وأشار محمد خان أن ما زاد إعجابه بفاتن حمامة هو عدم ترددها في العمل تحت إدارة مخرجين جُدد، مثل سعيد مرزوق في فيلم "أريد حلا"، ثم خيري بشارة في "يوم مُر.. يوم حلو" وداوود عبد السيد في "أرض الأحلام".
وعن لقاء خان الثاني مع فاتن حمامة، فكان في منزلها وبحضور مدير التصوير الراحل وحيد فريد، للاتفاق معها على شكل إخراج الفقرة التي سيتم تكريمها فيها في إحدى دورات المهرجان القومي للسينما المصرية.
أما اللقاء الثالث والأخير الذي جمع محمد خان بفاتن حمامة، فكان عبر مكالمة هاتفية تلقاها منها، والتي أبدت له فيها إعجابها الشديد بفيلمه "أيام السادات" من بطولة الفنان الراحل أحمد زكي.
وعقّب محمد خان على إشادة فاتن حمامة به قائلا: "وكم كان هذا مؤثرا علىَّ، خصوصا أنه من النادر أن تجد فنانا أو نجما من الجيل القديم يهتم أن يعبر عن إعجابه لآخر من الجيل الجديد".
واختتم محمد خان مقاله بهذه الكلمات: "فاتن حمامة رحلت عن دنيانا، ولكن أفلامها ستظل باقية بيننا، وذلك الحلم الذي لم يتحقق (تعاونهما الفني سويا) سيظل في خيالي".