أكد المخرج خالد جلال، أن "استوديو مركز الإبداع الفني" أصبح منارة مسرحية فى مصر لتعليم التمثيل بعد أكاديمية الفنون، ومقصدا لكل منتجي ومخرجي السينما والمسرح والتلفزيون لاختيار المواهب بفضل جودة ما يقدمه من مشروعات التخرج، مشيرا إلى النجاح منقطع النظير الذي حققته مسرحية "قهوة سادة" والتي عرضت لمدة 365 يوما متواصلا، منهم 120 ليلة عرض مرتين يوميا وهو عرض طويل لمدة ساعة ونصف الساعة.
وقال جلال - في مقابلة مع وكالة أنباء الشرق الأوسط - إن العرض المسرحي الجديد "بعد الليل" يعد أحدث إنجازات "استوديو مركز الإبداع الفني" حيث أنه عبارة عن عرض تخرج الدفعة الأولى من استوديو المواهب فى مسرح الإبداع الفني، مشيرا إلى أن استوديو مركز الإبداع الفني هو منحة مجانية يقدمها صندوق التنمية الثقافية التابع لوزارة الثقافة إلى 200 من الموهوبين فى مجالات التمثيل والإخراج والديكور والأزياء والإدارة المسرحية.
وأضاف أن مدة الدراسة في الاستوديو، الذي بدأ منذ 11 عاما، ثلاث سنوات تحت إشراف أكثر من 15 من المتخصصين في مختلف المجالات، لكنه أشار إلى أن الاستوديو قرر مؤخرا تقديم دراسات لمدة 6 أشهر بمصروفات دراسية لتقصير مدة الدراسة.
وأشار إلى أنه تم تخريج ثلاث دفعات من "استوديو الإبداع" وظهر منها نجوم بارزون أمثال نضال الشافعي وسامح حسين ومحمد شاهين وياسر الطوبجي وبيومي فؤاد، إضافة إلى مجموعة عرض "قهوة سادة" كلها: هشام إسماعيل وحسام داغر ومحمد فراج، ومن أخر دفعة سارة سلامة.
وأوضح المخرج خالد جلال أن المسرحيات الثلاث "هبوط اضطراري" و"قهوة سادة" و"بعد الليل" ترصد الواقع الاجتماعي والسياسي والاقتصادي والتعليمي والثقافي من خلال الشباب، حيث تعتمد في الأساس على الارتجال لمناقشة المشكلات التي يريد طرحها فريق العرض على الجمهور، فتلك المسرحيات تعبر عن رأى مجموعة من الشباب من مختلف الطبقات الاجتماعية حيال مشاكل عدة أبرزها تأخر سن الزواج والعزوف عنه في بعض الأحيان، فضلا عن قضايا مثل توقير الكبير والروابط الأسرية، مؤكدا أن المسرح لا يطرح القضايا فقط بل يناقشها، فهناك فرق بين مقال جاف فى جريدة ومشهد مسرحي مليء بالحركة والفكر والدليل أن ما يعيش هو المسرح والسينما.
وحول وجود أزمة فى النصوص المسرحية، أكد جلال أنه يوجد الآن أزمة تأليف، مشيرا إلى أنه فى الستينيات كان يوجد جيل كامل مؤمن بأن المسرح يحتاج إلى حركة تأليف، وهذا لم يعد موجودا، لافتا إلى أنه لولا وجود الباقين من الجيل القديم مثل يسري الجندي ولينين الرملي لما استمر المسرح إلى الآن.
وفيما يخص دور المؤسسات الثقافية الجماهيرية في رفع الوعي لدى الجمهور في محاربة الأفكار الإرهابية، نوه جلال إلى أهمية استغلال الهيئة العامة للثقافة الجماهيرية في التوعية ونشر الفن في مختلف أرجاء مدن مصر وقراها للوقوف ضد الإرهاب، لافتا إلى أن هناك ما يقرب من 400 بيت وقصر ثقافة في مصر من الإسكندرية إلى أسوان يمكن استخدامها لنقل رسائل ثقافية وتنويرية في القضايا المحيطة.