أكد وزراء الثقافة العرب المشاركين فى أعمال مؤتمر الوزراء المسؤولين عن الشؤون الثقافية في الوطن العربي والذي تستضيفه المملكة العربية السعودية بالرياض تحت عنوان "اللغة العربية منطلقا للتكامل الثقافي الإنساني" أن المؤتمر فى دورته الحالية ينعقد فى ظل ظروف بالغة الحساسية وتحديات جسيمة تحيط بحاضر ومستقبل عالمنا العربى مشددين على ضرورة وضع خطة شاملة للثقافة العربية بما يتوائم والتحديات الحالية.
وأكدوا، فى جلستهم الافتتاحية اليوم لاعمال المؤتمر، أن اللغة العربية هى لغة راسخة ومتجذرة في الفكر والحضارة حملت رسالة دينية وإنسانية خالدة، ووثقت حضارة عربية عريقة نعتز ونفتخر بها ، مشيرين إلى أن هذا المؤتمر جاء ليؤكد أن اللغة العربية كانت وستظل بوابة التواصل ، وهمزة الوصل لا الفصل بين الأمم.
ومن جانبه أكد الشيخ سلمان بن صباح السالم الصباح وزير الإعلام وزير الدولة لشؤون الشباب رئيس المجلس الوطني للثقافة والفنون والأداب بدولة الكويت أن هذه الدورة من المؤتمر تنعقد في ظل ظروف دولية بالغة الحساسية والتعقيد تحيط بحاضر ومستقبل عالمنا العربي وثقافته مستعرضا جهود دولة الكويت في دعم الثقافة والمثقفين العرب والإسهام الفاعل في حماية اللغة العربية التي تعد المحور الرئيس لهذا المؤتمر.
ومن جهته أكد المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (ايسيسكو) الدكتور عبد العزيز بن عثمان التويجري اللغة العربية الركن الثاني بعد العقيدة الدينية في بناء الإنسان العربي والمسلم، كونها وعاء للثقافة وعنوانا للهوية، ومنطلقا للتكامل الثقافي والإنساني.
ونوه بأن اختيار "اللغة العربية منطلقا للتكامل الثقافي الإنساني كموضوع رئيسي لهذا المؤتمر، هو اختيار دقيق يعبر عن فهم عميق للدور المؤثر للغة العربية في تشكيل الهوية، وفي بناء الذات على الأسس الثقافية الصحيحة، ونشر المعرفة المعبرة عن ثقافة الأمة والإسهام في تشكيل المواطنة الإنسانية التي تجمع بين البشر استنادا إلى القيم الإنسانية المشتركة التي هي الإطار الجامع للتكامل الثقافي وللتعايش بين شعوب العالم".
وأوضح التويجري أن اللغة العربية بما تتميز به من غنى معجمي وبلاغي وتنوع ثقافي إبداعي هي لغة منفتحة على لغات العالم ، تتفاعل وتتحاور معها وتندمج في محيط الثقافات الإنسانية جميعاً أخذاً وعطاء.
وبدوره أوضح الأمين العام المساعد رئيس قطاع الشؤون الاجتماعية في جامعة الدول العربية السفير الدكتور بدر الدين علالي أن لكل شعب ثقافته التي يتميز بها عن غيره حيث تنعكس هذه الثقافة على لغة هذا الشغب فاللغة في أي مجتمع هي مرآة الثقافة وهي الوسيلة التي تستخدمها الشعوب للتعبير عن العناصر المختلفة لها ، عاداتها وقوانيها وتقاليدها ومفاهيمها.
وقال إن اللغة كما يقرأ أكثر علمائها لاتقتصر وظيفتها على التفاهم بين الأفراد فحسب وإنما تتجاوز ذلك كونها الأداة التي يتعامل ويفكر بها الإنسان ؛ فهي تقود العقل وتوجهه فضلا عن ذلك تحفظ التراث الثقافي للمجتمعات وتعتبر من أهم أدواته بل العامل الأول في انتشار الثقافة وتداولها في المجتمعات المتحضرة وإنها من أهم مقومات الحضارة الإنسانية" مؤكدا أن اللغة العربية كانت وما زالت وثيقة الأواصر بهوية هذه الأمة ووجودها وشخصيتها.
ومن جانبها أكدت وزيرة الثقافة الاردنية الدكتور لانا مامكغ أن اللغة العربية لغة راسخة ومتجذرة في الفكر والحضارة حملت رسالة دينية وإنسانية خالدة ، ووثقت حضارة عربية عريقة نعتز ونفتخر بها، مشيرة إلى أن هذا المؤتمر بعنوان " اللغة العربية منطلقا للتكامل الثقافي الإنساني " ؛ جاء ليؤكد أن اللغة العربية كانت وستظل بوابة التواصل ، وهمزة الوصل لا الفصل بين الأمم.
ونوهت بأن اللغة هي أساس الحضارة ومرتكز الثقافة ، وهي البصمة الوراثية الخاصة لأي أمة حية ؛ لذا فإن الوقوف عند حد معين في تطوير اللغة وتطويعها ربما يؤدي إلى أن يهجرها أبناؤها ، وأن تسود اللغات البديلة الأكثر انسجاما مع المتغيرات ، وقد يتردد أبناء اللغات الأخرى في الإقبال على تعلم اللغة العربية ودراستها ، لافتة إلى ان لهذا الواقع نتائج خطيرة مرتبطة بتراجع الترجمة من العربية وإليها ، وحرمان الثقافة والفكر العربيين من الانطلاق نحو العالم من جديد كما كانت له الريادة في الماضي .
وقالت إن العالم العربي يقف اليوم أمام مرحلة تاريخية حاسمة مؤكدة أهمية الوعي بالحاجة إلى لغتنا العربية قوية مطواعة ، وقادرة على نشر الفكر المستنير في العالم.
وكان وزير الثقافة رئيس الوفد المصري الدكتور جابر أحمد عصفور أكد فى كلمته أن الإرهاب والتشدد يهدد العالم بأسره مشددا على ضرورة وضع خطة شاملة للثقافة العربية تعي المخاطر والمتغيرات الحالية مؤكدا ضرورة تبني حوار عربي عربي وعربى عالمى لدعم الثقافات العربية وتنوعها.
وكان وزير الثقافة والإعلام السعودى الدكتور عبدالعزيز بن عبدالله الخضيري قد تسلم فى بداية الجلسة رئاسة الدورة التاسعة عشرة من وزير التربية والتعليم بمملكة البحرين رئيس الدورة السابقة الدكتور ماجد بن علي النعيمي.