سامح مهران، كاتب مسرحى عادة ما تثير مسرحياته جدلا واسعا ، ففى كل مسرحياته يتحدى مهران دون هوادة النظام الأبوى السائد ، كما يصر على مساءلة الافتراضات الأساسية فى الثقافة العربية ، لذلك دائما ما نجد أن الحدث فى هذه المسرحيات يهيمن عليه نموذج أبوى ، يدفعه ويديره ويوجهه، ويتجسد دراميا فى هيئات عدة ، كأب حقيقى طبيعى ، حى أو ميت ، حاضر أو غائب ، أو فى هيئة طيف شبحى يتلبس البطل ، أو كملك مستبد أو ديكتاتور عسكرى.
ومع أن الصراع فى مسرحيات مهران دائما ما يكون صراع أفكار أكثر من كونه صراع عواطف أو شخصيات ، فإن هذه الأفكار مهما بلغت جديتها تتحول عن طريق الخيال الفنى إلى استعارات فنية مفعمة بالحيوية وصور مسرحية قوية متوثبة ،تتبلور من خلال حوار حى ذكى وحاذق يزخر بالفكاهة. ورغم أن الفكاهة قد تأتى قاتمة مريرة ،أو تحمل طابعا غريبا ، وذلك وفقا للجو النفسى العام للمسرحية وتيمتها الرئيسية ومكان الأحداث ،فإنها تتسم دائما بالأصالة والابتكار.
