فى ذكرى وفاة "الكاتب الجريء".. سينما "إحسان عبد القدوس" ترفع شعار "كثير من الإبداع.. كثير من التحرر"
قصصه ورواياته دعت إلى تحرير العقل والحرية وإعلاء قيمة جسد المرأة
"ابي فوق الشجرة" و"فى بيتنا رجل" و"لا أنام" و"النظارة السوداء" و"الرصاصة لا تزال في جيبي" أبرز أعماله
تحل اليوم، 12 يناير، ذكرى وفاة الكاتب الكبير إحسان عبد القدوس، الذى تعود جذوره إلى قرية الصالحية محافظة الشرقية، تخرج في جامعة الأزهر وعمل كرئيس كتاب بالمحاكم الشرعية، ودرس في مدرسة خليل آغا بالقاهرة، ثم في مدرسة فؤاد الأول بالقاهرة، ثم التحق بكلية الحقوق بجامعة القاهرة، وله حوالي أكثر من 600 قصة، وقدمت السينما عدداً كبيراً من قصصه، ومن أبرزها "لا أنام"، و"لا تسألني من أنا"، و"أنا حرة". وتم تحويل عدد من رواياته إلى مسلسلات منها "لن أعيش في جلباب أبي"، و"دمي ودموعي وابتسامتي".
تولى "إحسان" رئاسة تحرير مجلة روز اليوسف خلفاُ لوالدته، وكانت له مقالات سياسية تعرض بسببها للسجن والمعتقلات، ومن أهم تلك القضايا قضية الأسلحة الفاسدة، مما عرضه للاغتيال عدة مرات، كما سجن بعد ثورة يوليو مرتين في السجن الحربي، وقد رحل عن عالمنا عام 1990.
شارك إحسان فى صياغة بعض هذه القصص، والروايات عند تحويلها إلى أفلام، فقد كتب الحوار لفيلم "لا تطفئ الشمس" للمخرج صلاح أبوسيف عن إحدى رواياته، وكتب الحوار لفيلم "إمبراطورية ميم" الذى أخرجه حسين كمال عن أقصوصة من كتاب "بنت السلطان"، وكتب حوار "بعيدا عن الأرض" للمخرج حسين كمال.
كما شارك سعد الدين وهبة ويوسف فرنسيس كتابة سيناريو "أبى فوق الشجرة"، و"إحسان" هو ثانى أكثر كتاب القصة والرواية إثراء للسينما، كماً ونوعاً، لا يسبقه فى ذلك سوى "عم" السينما المصرية، نجيب محفوظ، حيث بلغ عدد الأفلام المأخوذة عن أدب إحسان 42 فيلماً، تتنوع مصادرها بين القصة، ٣٢ فيلما بينها ثلاثة أفلام كل منها ثلاث قصص هى "البنات والصيف" و"ثلاثة لصوص" و"ثلاث نساء".
وعمل "احسان" فى إخراج هذه القصص، والروايات ستة عشر مخرجاً، يتصدرهم حسين كمال برصيد تسعة أفلام، أولها (أبى فوق الشجرة) ١٩٦٩، وآخرها (أيام فى الحلال) ١٩٨٥، إنما أهمها (إمبراطورية ميم) ١٩٧٢، الذى لعبت بطولته فاتن حمامة، وأحمد مظهر، ومثل فيه لأول مرة هشام سليم. ثم يأتى صلاح أبوسيف الذى أخرج لإحسان ستة أفلام، بينها خمسة أخذت عن الروايات، وفيلم بعنوان (سقطت فى بحر العسل) مأخوذ عن أقصوصة من كتاب (البنات والصيف) عام ١٩٦٠، وإحدى قصص (ثلاث نساء) ١٩٦٩. ويمكن القول إن أفلام أبوسيف الخمسة الأولى كانت الأقرب إلى أفكار إحسان الحقيقية، فى (الوسادة الخالية) ١٩٥٧، لعبت بطولته لبنى عبدالعزيز أمام عبدالحليم حافظ، عرى فكرة الحب الأول، وكشف زيفها. ومن أهم أفلامه:
"لا أنام" ١٩٥٧:
لعبت بطولته فاتن حمامة أمام عمر الشريف ويحيى شاهين ومريم فخرالدين - تمردت "فاتن" لأول مرة على دور البنت الغلبانة لكنها ظلت ضحية ظرف اجتماعى هو انفصال والديها، وتعلقها بوالدها إلى حد الهوس فى (الطريق المسدود) ١٩٥٨، و(لا تطفئ الشمس) ١٩٦١، وضع "أبوسيف" بطلته فى الفيلم الأول (فاتن حمامة) وبطله فى الثانى (شكرى سرحان) فى مواجهة مجتمع تحكمه العقد، والتقاليد البالية، والقيم المتخلفة.
"أنا حرة" ١٩٥٩:
ناقش حرية البنت، وحقها فى اختيار شريك حياتها.. بغض النظر عما إذا كان الطرف الآخر (الرجل) يستحقها أولا يستحقها، ومن الواضح أن هذه الأفلام ساهمت – إلى جانب أفلام أخرى لصلاح أبوسيف - فى تأسيس اتجاه سينمائى، واقعى جديد، وحققت نقلة نوعية هائلة فى نظرة المجتمع المصرى للسينما، خاصة أنها قدمت فى الخمسينيات والستينيات.. أى فى قمة ازدهار الطبقة المتوسطة، وهى المستهلك الحقيقى لأفلام إحسان.
فى بيتنا رجل" ١٩٦١:
يعد من أجمل ما قدمت السينما المصرية، ولعبت بطولته زبيدة ثروت أمام عمر الشريف، وهو عن أسرة مصرية محافظة تقتحمها السياسة اقتحاماً.. فيتفجر معدنها الوطنى الأصيل، والفيلم مأخوذ عن رواية بنفس الاسم.