فى ذكرى وفاة "ماما مايسة" سعاد نصر.. بنت شبرا التى دخلت "التمثيل" بالصدفة وفى عيد ميلادها الاخير حلمت بـ"شبشب وغرفة ضيقة"
كانت تحلم بان تكون صحفية، ولكنها اصبحت فنانة كوميدية من الطراز الاول
اكتشفها كرم مطاوع، وكونت ثنائيا ناجحا مع محمد صبحي
تزوجت مرتين، وقدمت 114 عملا فنيا اشهرها "يوميات ونيس" و"رحلة المليون" و"الهمجي"
ماتت اثر هبوط حاد فى الدورة الدموية نتيجة جرعة تخدير زائدة
يذكرنا هذا اليوم بحادثة حزينة، داخل الوسط الفنى، وخارجه، ألا وهى ذكرى وفاة الفنانة الضاحكة دائما سعاد نصر، التى رحلت فى عام 2007، في غرفة العناية المركزة بمستشفى عين شمس التخصصي، اثر هبوط حاد في الدورة الدموية، وذلك بعد أن ظلت في غيبوية على مدى أكثر من عام بعد إجرائها لجراحة شفط دهون، في أحد المستشفيات الخاصة، نتيجة جرعة تخدير زائدة لمدة عام وبعدها فارقت الحياة. وقد تم اتهام طبيب التخدير المسئول عن العملية بالاهمال، ولكن فى النهاية تمت تبرئته قضائيا.
ولدت "سعاد" يوم 12 مارس 1953 بمنطقة شبرا بالقاهرة، وتخرجت في المعهد العالي للفنون المسرحية عام 1975، واكتشفها أستاذها الفنان الراحل كرم مطاوع، بعد ان تأكد أنها فنانة كوميدية من الطراز الأول، وقدمها من خلال الأعمال التى تدور فى اطار الفانتازيا، وأبرزها مسرحية "قصة ياسين وبهية".
وكانت بدايتها السينمائية في 1982 حين شاركت في فيلم "الغيرة القاتلة"، وتوالت أدوارها السينمائية، الى ان وضعت نفسها في مصاف نجمات الكوميديا، من خلال أدائها لادوارها ببساطة متميزة. وتنوعت أدوارها ما بين سينما وتلفزيون ومسرح، وتركت وراءها ميراثا كبيرا من الأعمال الفنية بلغ أكثر من 114 عملا فنيا.
وقد تزوجت الفنانة الراحلة مرتين، الأولى كانت من الفنان أحمد عبد الوارث، وأنجبت منه طارق وفيروز، إلا أن هذه الزيجة انتهت بعدما أدرك الطرفان أنهما مختلفا الطباع، والثانية كانت من مهندس بترول اسمه محمد عبد المنعم الذى أكملت معه مشوار حياتها الخاصة حتى الوفاة.
"سعاد" فى السينما:
شاركت الفنانة الراحلة في بداية مشوارها الفني في عدة أفلام منها "شقة في وسط البلد" عام 1975. كذا شاركت مع المخرج الكبير يوسف شاهين فى "حدوتة مصرية" عام 1982، وايضا "إسكندرية نيويورك"، ثم شاركت في فيلمي "الغيرة القاتلة" و"عنئوب الدم"، كما قامت بدور نجوى الراقصة في فيلم "بيت القاضي" عام 1984 وفي العام التالي شاركت في فيلم "هنا القاهرة"، فيما اشتركت فى بطولة فيلم "الحياة منتهى اللذة" عام 2005. ومن أعمالها الفنية ايضا "حمام الملاطيلى" و"المتوحشة" و"صايع بحر" و"خريف أدم" و"البداية" و"على سبايسى".
ثنائي متميز:
شكلت "سعاد" مع الفنان القدير محمد صبحي ثنائيًا رائعًا حقق نجاحا كبيرا، فشاركا في اثنين من أنجح المسلسلات التليفزيونية الكوميدية، وهما "رحلة المليون" و"يوميات ونيس"، وبعد وفاتها أصر "صبحي" على عدم الاستعانة بفنانة بديلة، وقام بتغيير أحداث المسلسل على أن زوجته "مايسة" توفيت.
خشبة المسرح:
ابدعت الفنانة الراحلة سعاد نصر في المسرح، فشاركت الفنان محمد صبحي مسرحية "الهمجي" عام 1985 وبعد ذلك شاركت في مسرحية "عائلة ونيس". ومن الأعمال المسرحية التى شاركت بها أيضاً "تكسب يا خيشة" و"جوز ولوز" و"البراشوت" و"عيلة عشر نجوم".
الدراما التلفزيونية:
حققت "نصر" نجاحا كبيرا على الشاشة الصغيرة، حيث قدمت العديد من الأدوار التى نالت شهرة واسعة من خلال إطلالتها على الشاشة الفضية، حيث لها رصيد حافل بالأعمال التلفزيونية، خاصة من خلال دورها في سلسلة مسلسلات "يوميات ونيس" والتى لاقت نجاحا جماهيريا منقطع النظير، حتى أنها ذكرت في بعض اللقاءات والمقابلات الصحفية، أن المعجبين ينادون عليها "ماما مايسة" وهى الشخصية التى كانت تقدمها فى المسلسل الشهير. ومن بين اعمالها ايضا "رحلة المليون" و"مشوار امرأة" و"جحا المصرى" و"أحلام عادية" و"هند والدكتور نعمان". كما قدمت ايضا مسلسل "السمان والخريف" و"أيها الحب لا تهجرني" في عام 1978.
رؤية ما قبل الموت:
بعد إعلان خبر وفاة سعاد نصر – وقتها - كشف الشيخ الراحل سيد حمدي، مفسر الأحلام الشهير، بأن الراحلة اتصلت به يوم 26 ديسمبر 2005 في العاشرة مساء لتستشيره في رؤية شاهدتها، وقالت له إنها شاهدت "شبشبها" وهو الحذاء التى كانت ترتديه داخل منزلها يسقط منها ثم رأت والدها المتوفى يرجعه إليها ثم اصطحبها إلى غرفة ضيقة وجلست معه لمدة سبعة أيام، وقالت له: يا أبي أريد توسيع هذه الغرفة. وكانت هذه الواقعة في يوم احتفالها بعيد ميلادها، وهو اليوم السابق مباشرة لذهابها للمستشفى، وقال لها إن الحذاء يرمز للسير، فإذا سقط فإن ذلك يعني الوقوع في ورطة أو مصيبة عاجلة، اما الغرفة الضيقة فهي قبرها والأيام السبعة اكتمال الأسبوع أو العام وصولاً الى عام 2007، وحينها قال الشيخ لسعاد نصر، إن توسعة القبر أو الغرفة الضيقة بالتوبة إلى الله والندم"، وهنا ردت الفنانة الراحلة على الشيخ قائلة انها تنوى تغيير مسار حياتها، وتبدأ حياة جديدة لانها تحب القرآن والرسول، وفي اليوم التالي دخلت المستشفى.