اعتمدت الكاتبة على مشاركة القارئ وكأنه جزء لا يتجزأ من تجربتها .. تجد نفسك أنت البطل الذى يأتى فى السرد الشعرى.. هكذا يفعل تلك النوع من الشعر النفسى حينما يخاطب الذات .. تتنوع عناوين القصائد كتنوع الأفعال وردود الأفعال بين أحلام تأبى التحقق وواقع يجبرنا على العيش داخله .. تجد سمة تمرد للحرف فى مواقع عدة واستكانة فى أخرى.
برغم أن الكاتبة هنا تحاول أن تجدد تجربتها وتنوعها الا أنها تتمسك بمشروعها الشعرى بحيث تصنع لنفسها طريقا يخصها هى فى مفرداتها وقاموسها الابداعى .. حينما تكتب لا تعبر عن نفسها فقط بل تعبر عن ذوات كل أنثى .. تدافع عن حقوق للمرأة فى هذا المجتمع الذكورى تدافع بسلاحها الابداعى وأظنها قد نجحت فى ذلك.
يستهويك الديوان للقراءة من أول الإهداء والتى فعلته بمهارة وحنكة حينما تجد الاهداء " إليكم" هكذا حينما تكون الكتابة بقصدية مشاركة القارئ فى الفعل الكتابى فما أحوجنا أن نجد إبداع يمثلنا يحكى عن تفاصيل تجربتنا الحياتية واليومية.
تعتمد الشاعرة على الحكى الداخلى " المنولوج" والذى يعطى لها مساحة من الفضفضة والبوح تجدها أحيانا تبكى وأخرى تصرخ بسمة حزن يغلف حنايا النصوص ويأتى الأمل مبتور فى مواقع كثيرة ولم لا وهى تحكى عن واقع نعيشه جميعا واقع له الف وجه ووجه تتحايل معه بالحيل ما أن تنتهى حيلة إلا وتبحث عن حيلة أخرى.
