- السينما تهتف "يحيا الهلال مع الصليب".. المسلم والمسيحي "ايد واحدة" وشبرا رمز التسامح على الشاشة
- الشاشة "حللت" زواج المسلم والمسيحية.."الشيخ حسن" أشعل أزمة و"عبد الناصر" أخمدها
- افلام "الراهبة" و"لقاء هناك" و"واحد صحيح" تناولت القصص الغرامية بين المسلم والمسيحية
- العلاقة بين الديانتين بدأت بفيلم "برسوم أفندي" .. و"شفيقة القبطية" و"التحويلة" و"بحب السيما" و"واحد - صفر" أبرز الأعمال
- "الناصر" و"التحويلة" و"فيلم هندي" و "حسن ومرقص" و "الرهينة" و"كلام في الممنوع" .. افلام تناولت الصداقة بين الطرفين
تناولت السينما العلاقة بين المسلم والمسيحي، بطريقة غير منصفة على الإطلاق، تكاد تكون هذه العلاقة مجرد "صداقة" أو ان يكون احدهما أحد الجيران للاخر. واذا استعرضنا تاريخ السينما، فنجد ان سينما الثلاثينيات والأربعيينات، تجاهلت هذه العلاقة، لاسباب عديدة، منها سيطرة اليهود على هذه الصناعة وقتها، وربما لعدم وجود تمييز عنصري حقيقي في مصر في هذا التوقيت. وجاءت فترة الخمسينات والستينيات، لنجد المسيحي يحتل على الشاشة دور صديق البطل المنقذ مثلما حدث فى فيلم "أم العروسة".
أما فترة السبعينيات والثمانينيات فاهتمت الشاشة الكبيرة بحرب اكتوبر والاندماج بين الجندي المسلم والقبطي، ولكنها انشغلت في الثمانينيات بقضايا مجتمعية اخرى متجاهلة تماماً أي علاقة دينية.
ثم جاء عقد التسعيينات ليشهد هجوم الإرهاب على مصر، لذا كان هناك توجيه حكومي للسينما، لإظهار الود والسلام بين طرفي الأمة، لنشاهد على سبيل المثال أفلاماً مثل "الإرهابي" و"الكلام في الممنوع".
وأخيراً سينما ما بعد الالفية الثانية والتي شهدت تحرراً نسبيا، وقدمت بعض القضايا الشائكة حول المعتقدات الدينية.
والحقيقة ان كل هذه القضايا التى تم طرحها، اتضح بعد ذلك، انها لا تخص الاقباط وحدهم، ولكن الجميع لهم نفس المعاناة، ويعيشون حكايات متشابهة، سواء مسلمين او مسيحيين. "صدى البلد" ترصد ابرز الاعمال التى تناولت العلاقة بين المسلمين والمسيحيين فى تاريخ الفن السابع.
منها "حسن ومرقص وكوهين" و"أرض أرض" و"مافيا" و"فيلم ثقافي" و"صايع بحر" و"لامؤاخذة"، وغيرهم فى التقرير التالى.
"برسوم أفندي يبحث عن وظيفة":
الفيلم انتاج 1923، وقد تناولت السينما في بداياتها الصامتة، شخصية المسيحي، ولكن فى اطار كوميدي صامت قصير، من خلال بطل العمل الذى يعلق صورة السيدة العذراء على حائط منزله طوال احداث العمل، وله صديق مسلم يشاركه في كفاحه في البحث عن وظيفة.
"الشيخ حسن":
أنتجه وكتبه وقام بتمثيله وإخراجه حسين صدقي، عام 1951، والذي عرض من قبل تحت اسم "ليلة القدر"، وقد أثار الفيلم مشكلة حول مسألة تغيير العقيدة، فالسيناريو يقوم علي فكرة الالتصاق المباشر بين مسلمين ومسيحيين، ويصور رجل الدين متسامحا مثقفا وعاقلا وأمينا. وتدور قصته حول زواج الشيخ حسن بلويزا المسيحية ويرزقا بطفل، وعندما تتوفى لويزا من جراء وقوعها من أعالي السلالم، يسلم خالها الطفل إلى والده ليربيه عاكساً بذلك رمز التسامح المسيحي. وقد اثار هذا الفيلم ضجة لدى طرحه في السينمات ومنع من العرض، لكنّه عرض عام 1954 بأمر شخصي من الرئيس جمال عبد الناصر.
السيتينات:
"شفيقة القبطية":
قدم "حسن الإمام" هذا الفيلم عام 1963، عن رواية كتبها المسلم "جليل البنداري"، وفي الفيلم لم نر أي رمز ديني في بيوت الأغنياء، ولكن نجد في بيوت البسطاء بمنطقة شبرا الرموز الدينية تملأ الحوائط التى تكاد تختفي لكثرة هذه الرموز من لوحات زيتية تعبر عن المسيح وأمه، والصلبان متعددة الأحجام، وأيضا صور لقديسين قدامي ومعاصرين مما يعكس مكانة رجل الدين في هذه الأسرة المصرية. ويدور العمل حول السيرة الذاتية لشفيقة القبطية أشهر عوالم مصر في عشرينيات القرن الماضي، وعلاقتها برجالات وباشاوات مصر من المسلمين، ويلقي الضوء علي علاقة ابنها عزيز "المسيحي" بصديقه عارف "المسلم".
"بين القصرين" :
الفيلم انتاج عام 1964، للمخرج حسن الإمام، الذى اهتم بزيادة التلاحم بين المسلمين والمسيحيين أثناء ثورة 1919 ، ونجد القس يذهب إلي المسجد ليعضد الشيخ والمسلمين في الموقف المناصر لسعد زغلول كما يذهب الشيخ إلي الكنيسة، ومن ناحية أخري فإن بنات المدارس القبطية يخرجن في مظاهرات إلي الشوارع ويختلطن ببنات المدرسة السعيدية وأيضا بالرجال، وينادي الجميع بالإفراج عن سعد زغلول رمز الثورة المصرية في تلك الآونة. ويسلط هذا الفيلم الضوء على العلاقة الأزلية بين المسلمين والأقباط ، والهتاف المدوي: "يحيا الهلال مع الصليب" انطلق من حناجر المصريين في أحداث ثورة 1919 وسقوط مئات من المسلمين والمسيحيين برصاص الإنجليز الذي لم يفرق بين مسلم ومسيحي.
"الراهبة" :
وكان لحسن الإمام بصمة اخرى، من خلال هذا الفيلم، التى انتج عام 1965 ، فصور علاقة حب بين شاب مسلم يعمل كمرشد سياحي وفتاة مسيحية باهرة الجمال تعمل مضيفة في أحد الكازينوهات وتتطور العلاقة بينهما، ولكن تفاجأ الفتاة بأن أختها الصغري تحب حبيبها، فتقرر التضحية بحبها، وتتجه إلي الرقص والغناء ولكنها في النهاية تعتزل الدنيا وتصبح راهبة في أحد الأديرة في لبنان. وقد صور هذا العمل الرموز الدينية بشكل مستنير متفتح.
"الناصر صلاح الدين" :
نجد فى هذا الفيلم "عيسى العوام" المسيحي، ابرز قيادات جيش صلاح الدين الأيوبى المسلم، والذراع اليمنى له، ويقع في حب لويزا قائدة "الهوسبيتلين" وهم أوروبيون يعملون في مجال الطب وأتوا مع الحملات الصليبية لغزو المسلمين.
السبعينيات :
حرب اكتوبر :
في السبعينيات، كان اتّجاه الأفلام نحو بطولات وانتصارات أكتوبر التي ظهر فيها المسيحي جندياً في الجبهة، جنباً إلى جنب مع الجندي المسلم، وأثناء الحرب تختلط دماء المسيحي بشهداء المسلمين، وكان ذلك في أفلام عديدة منها "أبناء الصمت" و"أغنية ع الممر" و"المواطن مصري" و"الرصاصة لا تزال في جيبي".
"لقاء هناك" :
الفيلم انتاج عام 1976، وهو إخراج أحمد ضياء الدين، ويدور حول شاب مسلم ملحد بفتاة مسيحية تبادله الحب نفسه، إلا أن اسرتيهما ترفضان فكرة زواجهما فتدخل الفتاة الدير ويتزوج قريبته التي تتعثر في أثناء الولادة، عندها يتساءل كيف يعجز العلم بكل تطوراته عن حل مشكلة ولادة زوجته، وتكون هذه الحادثة هى الطريق إلى الله.
التسعينيات :
"أمريكا شيكا بيكا" :
فى هذا الفيلم نجد مجموعة من المصريين يقعون ضحية لعملية نصب، ويتوهون في العاصمة الرومانية، وعندما يموت أحدهم يصلون عليه صلاة الجنازة، عدا شاب يعمل طبيبا، فنجده يصلي صلاة المسيحيين.
"الإرهابي" :
الفيلم انتاج 1994 ، ويتناول حياة أسرة مسيحية بالكامل، زوجة متعصبة وزوج متسامح وعلاقتهما بجيرانهما المسلمين الذين يخبئون الإرهابي من دون أن يعلموا حقيقته.
"التحويلة" :
الفيلم انتاج 1996 ، وتدور قصته حول "حلمي عبد السيد" عامل التحويلة في السكة الحديد، وهو مسيحي، ويتم سجنه ظلماً بعد هروب أحد المساجين، وفي السجن يتعرف إلى الضابط عمر، وينتهى الفيلم بمشهد مأساوي بمقتل "حلمي" و"عمر"، ويختلط دمهما على شكل نهر النيل.
الألفية الجديدة
"فيلم هندي" :
الفيلم انتاج 2003 ، وهو يرسخ الوحدة الوطنية من خلال صديقين مسلم ومسيحي يضحي كل منهما بحبيبته من أجل صديقه وأجمل ما في الفيلم أنه قدم العلاقة بشكل غير روتيني وواقعى.
"حسن ومرقص" :
وهو من أهم الأعمال، ويعد احد أفضل الافلام التى قُدمت فى تاريخ السينما المصرية، عن العلاقة بين المسلم والقبطى، والمشاكل والأزمات التى تواجه الطرفين بسبب المتعصبين والمتطرفين فى كل جانب. وتنتهى احداث الفيلم بمعركة شرسة تنشب بين المتطرفين فى الجانبين المسلم والمسيحى، بينما يخرج منها "حسن" و"مرقص" الصديقان المستنيران العاقلان بعدة إصابات، ويسيران معاً فى طريق واحد بعيداً عن الجهلاء، وعن المتعصبين الذين يسيئون للدين والوطن.
"بحب السيما" :
الفيلم انتاج عام 2004 ، وقد رفضتة الكنيسة المصرية، رغم انه صناعة مسيحية من تأليف وإخراج هاني وأسامة فوزي، ويتمحور حول تفاصيل الأسرة المسيحية وتدور أحداثه في فترة الستينيات حول طفل يعشق الذهاب إلى السينما، إلا أن والده المتزمت يحرم السينما والفن، وقد شكلت الرقابة لجنة من النقاد المسيحيين لمشاهدة الفيلم والحكم عليه.
"واحد - صفر" :
أثير ضجة حول هذا الفيلم، وطالب البعض بمنع عرضه لمجرد أنه تناول ضمن أحداثه شخصية سيدة مسيحية تعانى من أزمة حادة بسبب رفض الكنيسة الموافقة على زواجها للمرة الثانية بعد انفصالها عن زوجها، رغم أن هذه المشكلة يعانى منها العديد من السيدات المسيحيات، إلا أن هناك من يرفض الاقتراب منها، رغم أنها جزءاً من مشاكل المجتمع المصرى.
"واحد صحيح" :
لاننسى ضمن احداث العمل، جملة بطل الفيلم الشهيرة لحبيبته المسيحية: "كيف يكون الله محبة، وأنت ترفضين حبى"، وقد اثارت هذه الجملة غضب الكثيرين.
"الرهينة" :
ويقدم هذا الفيلم رسالة سامية ان المسلمين والمسيحيين العرب أخوة، ويريد أعداء العرب إحداث فرقة بينهم.
"كلام في الممنوع" :
يتمحور هذا الفيلم حول شخصيتين غاية في الصداقة والإخلاص لضابطين صديقين أحدهما مسلم والآخر مسيحي، يدخل أحدهما السجن ويحاول الآخر إيجاد دليل لبراءته.