صدر عن دار "جداول" اللبنانية للصحفية والباحثة داليا عاصم كتاب "كلية فيكتوريا .. صناعة الملوك والأمراء والمشاهير".
ويوثق الكتاب لتاريخ تلك المدرسة الفريدة التي شيدها أفراد الجاليتين اليهودية والانجليزية في الإسكندرية عام 1901 ، ودرس بها طلاب من 55 جنسية، واستغلتها بريطانيا لكي تكون قلعة للتجسس على الشرق الأوسط وأفريقيا والعائلات الحاكمة فيهما.
وتقول الكاتبة: "حاولت كشف التاريخ الإنساني والاجتماعي المجهول لفيكتوريا كوليدج، عبر رصد العلاقات ما بين المعلمين الإنجليز والطلاب من مختلف أنحاء العالم، تلك العلاقات التي جعلت منها ظاهرة لن تتكرر، تعكس ما كانت عليه الاسكندرية الكوزموبوليتانية وصورة المجتمع المصري بشكل عام".
تتطرق داليا عاصم لسيرة كلية فيكتوريا عبر 111 عاما، منذ نهاية القرن التاسع عشر وحتى الآن، وتروي كيف كان اللورد كرومر، أول معتمد بريطاني في مصر، معارضا لتشييدها وتعليم المصريين، ثم وافق لأن المدرسة الجديدة تتوافق مع سياسته التي ترتكز على محو التعليم الفرنسي من مصر و"نجلزة" كل شيء مع الحد من تعليم الفقراء، حيث ألغى مجانية التعليم في مصر عام 1902.
وتستكمل في الفصل الأول من الكتاب تفاصيل تشييد المدرسة وبدايتها في الأزاريطة بالشاطبي وجلبها لأمهر المدرسين من خريجي كامبريدج وأوكسفورد، ثم انتقالها إلى السيوف على مساحة 18 فدانا.