عقدت ضمن فعاليات مؤتمر أدباء مصر مائدة مستديرة تحت عنوان " التضامن مع صمود الشعب الفلسطينى"، شارك فيها بشرى أبو شرار، محمد سعيد الغول، محمد عبد الظاهر، ممدوح كرم، ترأس المائدة أحمد مصطفى على.
وقالت الكاتبة بشر أبو شرار بأننا لازلنا حتى هذه اللحظة في ترقب لما يحدث من أحداث بفلسطين، فمصر حاضنة لكل القضايا العادلة، وبالتالي نحن نتوقع منها الكثير في القضية الفلسطينية، ومازالت مصر تقدم للقضية الفلسطينية الكثير.
وأضافت أن الأدباء الفلسطينيون قدم تجارب ابداعية خصبة لأنها نتاج تجارب ما عاصروه في القضية الفلسطينية، فالقضية الفلسطينية لم تلهب كتاب فلسطين فقط بل كل الكتاب والمبدعين العرب، وهناك العديد من المسرحيات التي تعاملت مع أبعاد عديدة للقضية، ونحن لم يكن أمامنا من عمل إلا الحفاظ علي الذاكرة للأجيال القادمة، وأن وطننا لم يكن أرض خربة كما يُشيع اليهود في العالم، وأننا نكتب التاريخ الفلسطيني ليأخذ الأجيال حقوقهم في معرفة تاريخهم، وما فعله الاحتلال الصهيوني يُعد عقبة أمام الحياة الفلسطينية، وكى يحولوها لمذاق الموت عملوا علي تدمير الأنشطة الفنية والثقافية ومنعوا دخول الكتب للأراضي الفلسطينية مما تسبب في عمق الفجوة المعرفية.
من جانبة أشار محمد عبد الظاهر إلى أننا اكتشفنا من خلال جلساتنا أن هناك معلومات مغلوطة لدي العديد من خلال الإعلام أو تناقل المعلومات الخاطئة بين الأفراد، حيث يشاع أنه تم بيع نسبة كبيرة من الأراضي الفلسطينية وهذا ما ثبت إقدام العدو الصهيوني ولكن الحقيقة انه تم بيع حوالي 10% من مساحة الأرض، وعندما بدأ الوعي لدى الشعب بدأت المذابح وتم قتل قرى بأكملها وهدمها على رؤوس أصحابها.
وتابع: "نحن ندعو للوعي من خلال توعية الجيل الحاضر والقادم وطلب المساعدات علي الرغم من أن طلب المساعدات تابع للمزاج السياسي العالمي، ونحن كمجموعة لا نستطيع تغيير المزاج العالمي ولكن علي الأقل نستطيع أن يكون لدينا قرار نابع من انفسنا من خلال جزءين هما "التوعية والبدء بإصلاح النفس"، ونحن نتمني من الأجيال القادمة أن يكون لديهم الوعي والمعرفة بما يؤهلهم للإصلاح".
وفى بحث مقدم من ممدوح مكرم أوضح أن المشكلة الأساسية التي تعاني منها الأنظمة أنه يتم التعامل مع القضية الفلسطينية علي أنها قضية خارجية لا تهم مصر في شئ، فهناك بعض الخطوط العامة للقضية الفلسطينية منها أن العدو الصهيوني لجأ إلي هزيمتنا ثقافيا مما أدى إلي تراجع الاهتمام بالقضية الفلسطينية وهناك من يجد أن الصراع العربي الصهيوني صراعا دينيا.
وأضاف أن البعض يرون أن الحل هو الجهاد والبعض الأخر يلجأ للتفاوض، فهل سيستعدوا في التفاوض لتقديم التنازلات؟ وما زالت إسرائيل تعمل علي تهويد القدس وتزويد المستوطنات، وعندما يأتي الاحتفال بليلة الإسراء والمعراج نجد أنفسنا نقول أن المسجد الأقصي أولي القبلتين وثاني الحرمين الشريفين، ولم نعد نذكر غير ذلك الوقت.
وقال إن الحل الذي يراه الإسلاميون أن فلسطين ارض إسلامية ويجب أن نستعيدها ونحررها لكن المقاومة لها اشكال متعددة فهناك المقاومة المسلحة التي تريد التحرير من الصهاينة الذين أخذوا الأرض بقتل أهلها، وهناك من يري أن الحل هو الدولة ثنائية القومية فهذا مستحيل فالبقاء دائما للأصلح والأبقي.
وفي دراسة بحثية تحت عنوان "أدب المقاومة وشعرها" تناول الشاعر سعيد الغول، مفهوم المقاومة لغويا والذى يعنى الوقوف والثبات والصمود والرفض والتمرد والثورة على الاحتلال والعدوان، أما أدب المقاومة وشعرها فأنه يقوم بتوجيه الجماهير العربية لتقاوم المحتل دفاعا عن وجودها وعن قيمها العقائدية والتراثية والاجتماعية، وأن أدب المقاومة ما هو إلا نوع من التصدي بالكلمة لكل أشكال الاستعمار والاضطهاد، ولكن تأخذ فيه الكلمة دور البندقية في ساحات القتال.
وأكد في البحث أن مفعول السلاح ينتهي عقب استعماله ويستمر مفعول الكلمة المقاومة ويمتد زمانا يطول أو يقصر بمقدار ما تحمله الكلمة من طاقات التأثير والبقاء، ونستطيع أن نقول أن شعر المقاومة قد اثر في الشعر العربي من حيث أيقظ الشعر العربي وأنعشه وأخرجه من فترة الخمول التي كان عليها وأدخل الشعر بشكل جدي في معاناة موضوعية تعالج حياة المجتمع وأضعف الاتجاهات الشخصية الذاتية وقوي الاتجاهات الجماهيرية وزلزل الأسس التي نهض عليها الشعر التقليدي ومهد السبيل لحدوث تغييرات شعرية فنية في الشكل والمضمون وأضاف إلى الأدب العربي ثروة شعرية, ربما كانت أضخم إنتاج شعري معاصر له شخصيته وذاتيته الخاصة، وأثبت للشعر العربي مرونة إبداعية تخلق الثقة بقدرته علي الخروج من التقوقع واستيعاب التغييرات الفنية الحديثة.