أكد الكاتب السوداني حمور زيادة أنه فوجئ بحصوله على جائزة نجيب محفوظ، لأنه يتقدم لها أصلا.
وقال حمور زيادة خلال لقاء نظمه المجلس الأعلى للثقافة مؤخرا: "ذهبت مع صديق سوداني لحضور حفل توزيع جائزة نجيب محفوظ بالجامعة الأمريكية في 11 ديسمبر 2009، ومنحت حينها للروائي خليل صويلح، وأعجبت حينها بالقاعة، وبالمهرجان الثقافي الذي لم أجد مثله في السودان، ولم أتابع الجائزة، منذ ذلك الحين ولم يدر بخلدي أنني سأفوز بها يوما وأن أعتلي مسرح الجامعة الأمريكية وأتسلم الجائزة، لذلك فهو حدث يتجاوز السعادة عندي".
يذكر أن الجامعة الأمريكية فاجأت الوسط الثقافي العربي بمنحها جائزة نجيب محفوظ للرواية لعام 2014 لحمور زيادة عن روايتها "شوق الدرويش" الصادرة خلال العام نفسه عن دار "العين" بالقاهرة، وهو بذلك يعد أول كاتب سوداني يفوز بهذه الجائزة.
وقال الشاعر سيد محمود رئيس تحرير جريدة "القاهرة" خلال تقديمه للقاء إن رواية "شوق الدرويش" تمتاز بإيقاعها اللاهث رغم كبر حجمها، وقدرتها على كسر الزمن ومن الظلم أن نصنفها بأنها رواية تاريخية.
ومن جانبه لاحظ حمور زيادة أن الواقع السودانى ليس معروفا بالشكل الكافى للعرب أو للغرب، بسبب الظروف السياسية والإقتصادية والإجتماعية، فالغرب يعرف عن السودان المذابح أكثر من معرفته بالأدب السودانى، والعرب أو المصريون تحديدا يعرفون النيل أو أن السودان أرض تصلح للزراعة أكثر من معرفتهم بالكتاب السودانيين.
وأكد حمور زيادة أن الثورة المهدية التى مر عليها أكثر من مئة عام وتدور حولها روايته، مازالت تؤثر على المشهد السودانى الثقافى والسياسي.
وقال الكاتب حمور زيادة "إن الإرث الثقافى من الأساطير كان حاضرا ومازال لدى الكاتب السودانى، والطيب صالح كتب الواقعية السحرية فى بداية الستينات قبل أن يصلنا الأدب المترجم من أمريكا اللاتينية على سبيل المثال، وأساطير السودان ليست كما يدعي البعض دليلا على تخلفه.. والكاتب السوداني بصفة عامة يعاني من الشهرة الإعلامية الطاغية للكاتب الطيب صالح".
وذكر أنه في البداية لم يكن يتخيل أن رواية "شوق الدرويش" ستخرج بالشكل الذى خرجت به.. "كنت أتخيل انها أقصر وأقل أحداثا وأقل تعقيدا أيضا، ولكن أثناء الكتابة تفرعت الأحداث وأخذتنى الشخوص لعوالم أخرى، فخرجت الرواية كما هي بين أيديكم".
وردا على سؤال عن رأيه في ثورات الربيع العربي، قال حمور زيادة "إن المنطقة العربية كلها وليس فقط مصر في واقع سئ، فثورات الربيع العربي بقدر ما هي أمر جيد إلا أنها أسست عددا من الكوارث، فالثورات دائما هكذا في التاريخ، الثورات انفجارات عظيمة - يواصل – فالثورة السلمية تقتل وتخرب وتسحل في الشوارع لكن دون تخطيط مسبق، وثورات الربيع العربي في كل المنطقة هي نهاية مرحلة في التاريخ وبزوغ أخرى".
ورواية "شوق الدرويش" هي رحلة طويلة، قادنا فيها حمور زيادة إلى فترة تاريخية ربما لا نعلم عنها شيئا في تاريخ السودان، حيث ثورة المهدي (1844 م) الذي يتحدث مع أتباعه وكأنه ولي من أولياء الله، يعد الناس بنشر العدل في العالم، وهكذا يقتلون باسم الدين، وباسم الله، ويقتنع به وبأفكاره الكثيرون، ولكن هنا "بخيت منديل" وجه آخر يعيش أحداث هذه الثورة وتمر عليه وتؤثر فيه، وبنتشله الحب من عبوديته ولكن رحلته شاقة ومتعبة، يخرج بعد الثورة ليأخذ بثأره ممن ظلموا حبيبته، حتى تنتهي الرواية بموته.