ايجى ميديا

- لأول مرة يتم تجسيد سيدنا محمد فى عمل سينمائى
- الفيلم مبنى على خلاف مذهبى بين الشيعة و السنة

حالة من الجدل الواسع تثار كلما خرجت أنباء عن عرض فيلم يتناول سيرة أحد الأنبياء أو يتم تصويره ، وهو الأمر الذى يدفع المؤسسات الدينية لاصدار بيانا يستنكر فيه عرض مثل هذه الأعمال أو تصويرها ، وفى نفس الوقت يثير حالة من الجدل بين المبدعين والمثقفين حول ضرورة عرضه من عدمه حيث يصطدم فى النهاية بمؤسسة الأزهر ، التى ترفض نهائيا عرض هذه الافلام.

ويأتى فيلم "محمد" ليفتح الملف الشائك خاصة بعد الانتهاء من تصويره و تسريب عدد من الصور والمقاطع من الفيلم الذى يقوم بإخراجه الإيراني مجيد مجيدي والذي وصل إنجازه الى مرحلته الأخيرة قبل البدء في عرضه في قاعات السينما و يتسبب فى مزيد من الفرقة الطائفية بين المسلمين السنة والشيعة.

ويتناول الفيلم طفولة النبيّ محمّد (ص) منذ ميلاده في عام الفيل، وهو العام نفسه الّذي حاول فيه أبرهة الحبشيّ هدم الكعبة بمجموعة من الفيلة، كما يتناول مجموعة من الشخصيّات التي أثّرت في حياة النبي، من والدته آمنة بنت وهب، ومرضعته حليمة السعديّة، وتجسّدها الممثّلة الإيرانيّة سارة بيات، إلى عمّه حمزة، وجده عبد المطلب، ويقوم بدوره الممثّل الإيراني مهدي باكدل. وقد بلغت ميزانيّته 50 مليون دولار.

ويعتبر الفيلم السينمائي الأول من نوعه الذي يجسد شخص خاتم الأنبياء بالصوت والصورة وهو ما يحرمه أهل "السنة" ويبيحه بعض الشيعة، امتدادا للأزمات المذهبية بين إيران من ناحية ودول الخليج العربي ومصر من ناحية أخرى.

و يتسبب الفيلم ايضا فى خلاف مذهبي عميق بين إيران الشيعية وحلفائها في العالم من جهة، وبين الدول الإسلامية السنية من جهة أخرى، وهو خلاف تطور إلى خلاف سياسي بين الجانبين و لم يكن فيلم محمد اخر الافلام التى اثير حالة من الجدل وهو ما تعرض له فيلم " Exodus: Gods and King " او " الالهة و الملوك " و الذى يتناول قصة حياة سيدنا موسى عليه السلام حيث خرجت انباء حول عرضه فى نهاية ديسمبر الحالى وهو ما نفاه بعد ذلك موزع الفيلم فى مصر و لكن استطاع الفيلم ان يحقق نجاحا كبيرا على مستوى الايرادات فى شباك التذاكر الأمريكية .

لم يكن هذا الفيلم الأول الذى تناول حياة سيدنا موسى عليه السلام حيث رصد فيلم " The Ten Commandments " أو " الوصايا العشرة " وهو فيلم صامت يتناول قصة حياة النبى موسى وخروج شعب اسرائيل من مصر تم انتاجه عام 1923 ، وكان من إخراج سيسيل دى ميل ومن بطولة ثيودور روبرتس فى دور سيدنا موسى وتمت اعادة انتاج الفيلم مرة اخرى عام 1956 بالالوان اخرجه ايضاً دى ميل وكان من بطولة شارلتون هيستون وكان مقتبسا عن رواية " Pillar of Fire " للكاتب جى اتش انجرهام ورواية " On Eagle>s Wing " مدة الفيلم حوالى 4 ساعات العديد من النصوص فى الفيلم والحوار ماخوذة من سفر الخروج فى الكتاب المقدس وذلك مع وجود بعض الاختلافات كاضافة شخصيات او احداث وحوارات وتم تصوير الفيلم فى مصر فى الاقصر وابو رواش وابو رودس وبنى سويف كما تم تصويره فى مدينة جوادالبى فى كاليفورنيا و حصد الفيلم نجاحا باهرا حيث حقق ايرادات بلغت ما يفرب من 185 مليون.

كما كان هناك عدد من الافلام التى تطرقت الى الانبياء من ابرزها فيلم " Jacob " وهو فيلم تليفزيونى انتج فى عام 1994، واستندت قصته على شخصية يعقوب التى ظهرت بالكتاب المقدس و الفيلم من اخراج بيتر هول ، وبطولة ماثيو مودين وشون بين وفيلم " A Story of David " هو فيلم بريطانى إسرائيلى وتدور احداثه فى سياق درامى انتج عام 1961 ويصور حياة الملك داود التوراتية و الفيلم بطولة جيف شاندلر وباسيل سيدنى ومن إخراج بوب مكنوت.

اما فيلم " Sodom and Gomorrah " انتاج 1962 من اخراج روبيرت الدريش وبطولة ستيوارت جرانجر وانوك ايمى وستانلى بيكر وروزانا بودستا وتدور احداث الفيلم حول الجنس والتعذيب والخيانة فى الكتاب المقدس وقصة سدوم وعمورة مدة عرض الفيلم 154 دقيقة وهناك فيلم " Ben-Hur " هو من انتاج 1959 وبطولة شارلتون هيستون وجاك هوكينز وستيفان بويد وتدور احداثه عند خيانة امير اليهود وارساله الى العبودية من قبل صديقه الرومانى ثم يستعيد حريته من جديد ويعود للانتقام و كما تناول فيلم " The Bible: In the Beginning " قصة سيدنا نوح وسيدنا ابراهيم وسيدنا سحاق وجزء من حياة ادم وحواء وهو انتاج 1966 واخراج جون هوستون وبطولة مايكل باركس واولا بيرجريد وريتشار هاريس وستيفان بويد وزوى ساليس .

كما ضمت قائمة أفضل الافلام التى تحدثت عن الكتاب المقدس فيلم " Barabbas " الذى عرض عام 1961 وهو فيلم ملحمى دينى يعرض السرد المسيحى من ناحية العاطفة فى إنجيل مرقس والاناجيل الاخرى و الفيلم قام ببطولته انطونى كوين وسيلفانا مانجانو وكاتى خورادو وهو من توزيع كولومبيا بيكتشرز و اما فيلم " The Passion of the Christ " عرض عام 2004 وساعد فى كتابته وانتاجه الممثل ميل جبسون و قام باخراجه ، والفيلم مقتبس من الأحداث التى حدثت للمسيح من اعتقال ومحاكمة واخيرا الصلب ،ومن ثم قيامة المسيح ، وقد أثار الفيلم جدلا واسعا فى البلاد العربية وذلك بعد ان انتاب الغضب رجال الدين الاسلامى لتجسيد صورة المسيح الذى يعد بمثابة " نبى" فأعلن الكثيرون ضرورة مقاطعه الفيلم وعدم مشاهدته و كما تعرض فيلم" Jesus " لحياة يسوع المسيح حسب انجيل " لوقا " فى الكتاب المقدس ، وهو من اخراج بيتر سايكس وجون هايمان وجون كريش وبطولة بريان ديكون الذى مثل دور المسيح ومثلت رفقة نيومان دور مريم العذراء.

واما فيلم " Color of the Cross" من انتاج 2006 واحد من عدد قليل من الاعمال التى صورت المسيح على انه رجل اسود، ويصور اضطهاد يسوع نتيجة للعنصرية الفيلم من بطولة واخراج جون كلود لامار وشاركه البطولة ايليا باسكين وديبى مورجان. وفيلم " Son of God " من بطولة ديوجو مورجادو وادريان شيلر وجريج هيكسو داروين شو، والفيلم من تاليف ريتشارد بيتسير وكريستوفر سبنسر، تبدا احداث الفيلم برصد الاحداث من مولد عيسى وحتى صلبه وصعوده للسماء.

و كانت هناك ايضا بعض الافلام التى تطرقت الى النبى سليمان أيضا من خلال فيلم " مملكة سليمان " الذى يجسد في جزئين سيرة سيدنا سليمان وعلاقته بملكة سبا " بلقيس " ومن ابرز الانتقادات التي واجهها انه " يسب سيدنا سليمان ويظهره كـساحر وليس نبيا " وفيلم " إبراهيم خليل الله " الذى قدم قصة ابراهيم عليه السلام وذبح ابنه اسماعيل ونبع زمزم بشكل راه بعض النقاد العرب جريئًا في تناول التاريخ الديني وهي نفس الاتهامات التي وجهت للافلام الايرانية " ايوب البار " و " المسيح" و" النبراس " ، الذي يجسد حياة الصحابي الجليل علي بن ابي طالب.

وشهدت هذه الافلام معارضه من الازهر الشريف و صدر الازهر العديد من البيانات التى تشجب و تدين مثل هذه الاعمال اللتى تتطرق الى الانيباء و تجسد شخصيتهم على الشاشة وهو ما يرفضه الدين شكلا و موضوعا خاصة ان الانبياء و العشرة المبشرين بالجنة لا يمكن تجسيدهم على الشاشة.

ويرى المخرج محمد فاضل : لسنا مع عرض مثل هذه الأفلام خاصة أن هذه الأعمال تهدف فقط الى اثارة الجدل و تزييف التاريخ فضلا عن انها بعيده تماما عن الحقائق .

و يشير محمد فاضل الى ان هذا الفيلم يعد اول فيلم يتناول شخصية سيدنا محمد عليه السلام و هو امر لابد التوقف عنده لان يتم تقديم هذه النوعية من الفلام بهدف سياسى و ليس لهدف فنى وهو ما تقوم به ايران حاليا .

و يضيف فاضل قائلا: اتصور ان ابلغ رد لهؤلاء هو عدم الاهتمام بهم و بجانب تقديم اعمال دينية مثل التى كانت تقدم من قبل لنقدم من خلال التاريخ الدينى الصحيح و تعاليم الدين الاسلامى كما انزل.

و يرى الناقد طارق الشناوى : لست مع الاهتمام يما يثار حول عرض فيلم " محمد " الايرانى و لابد اننا كدولة ان نرد على هذه النوعية من الاعمال بشكل اكثر جدية من خلال انتاج افلام و مسلسلات دينية جيدة كما كنا نقدما قديما مع السماح من جانب الازهر بتقديمها على الشاشة دون ظهور الانبياء.