أكد خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان أن الاحتفال بعقد القران فى مصر القديمة كان مصاحبا للاحتفالات برأس السنة، خاصة فى الدولة الحديثة حتى تكون بداية العام بداية حياة زوجية سعيدة.
وقال ريحان،في تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم "الاثنين":"إنه من التقاليد الإنسانية التى سنها قدماء المصريين خلال أيام النسئ أن ينسى الناس خلافاتهم وضغائنهم ومنازعاتهم وتقام مجالس الصلح بين العائلات المتخاصمة وتحل كثير من المشاكل بالصفح وتناسى الضغائن ليبدأ عيد رأس السنة بالصفاء والإخاء والمودة بين الناس، وكان يتسابق المتخاصمون لزيارة بعضهم البعض ويقتسموا كعكة العيد بين تهليل الأصدقاء وسعادتهم بالود والحب بين الجميع".
وأضاف أن المصرى القديم كان يقيم كرنفالا للزهور فى عيد رأس السنة ابتدعته الملكة "كليوباترا" ليكون أحد مظاهر العيد عندما تصادف الاحتفال بجلوسها على العرش مع عيد رأس السنة، وعند دخول الفرس مصر احتفلوا مع المصريين بعيد رأس السنة، وأطلقوا عليه عيد "النيروز أو النوروز"، وتعنى بالفارسية "اليوم الجديد"، لافتا إلى أن احتفال المسيحيين بهذا اليوم استمر بعد دخول المسيحية إلى مصر، وفى العصر الإسلامى استمر الاحتفال به كعيد قومى حتى العصر الفاطمى ثم أصبح حديثا احتفالا عالميا مدنيا لا علاقة له بأى دين.
وأوضح ريحان أن أقدم تقويم عرفته البشرية هو التقويم المصرى القديم، وهو التقويم التحوتى المقدس، والذى بدأ كما ورد فى قوائم المؤرخ المصرى القديم مانيتون فى العام الأول من حكم الملك حور عما (أثوتيس) ابن الملك مينا ويقابل عام 5557 ق.م، وتوافق بداية العام التحوتى أى عيد رأس السنة 19 من شهر يوليو فى التقويم الميلادى الحالى، وكان احتفال المصريين بذلك العيد الذى بدأ من 7523ق.م أول عيد عرفته البشرية وأقدم مظهر من مظاهر حضارة المجتمع الإنسانى.
وبين أن هذا العيد انتقل من مصر إلى حضارات الشرق خلال الدولتين القديمة والوسطى مع فتوحات الغزو المتبادل، كما انتقل عبر البحر الأبيض المتوسط إلى أوروبا عندما أهدت كليوباترا تقويم مصر الشمسى إلى يوليوس قيصر وكلفت العالم المصرى سوسيجين بجامعة الإسكندرية بنقل التقويم المصرى للرومان ليحل محل تقويمهم القمرى، وأطلقوا عليه اسم "التقويم القيصرى"، وعملت به روما وبلاد أوروبا عدة قرون حتى قام البابا جريجورى الثالث بتعديله عام 1852م، وهو التقويم العالمى الحالى وهو فى جوهره عمل مصرى منحه المصريون القدماء لكل البشرية كما انتقلت مع التقويم تقاليد الاحتفال برأس السنة.
وأشار إلى أن مظاهر الاحتفال برأس السنة كانت تتضمن صناعة الكعك والفطائر، والتى انتقلت بدورها من عيد رأس السنة لمختلف الأعياد وأصبح لكل عيد نوع معين منها، وكانت تزين الفطائر بالنقوش، وقد اتخذ عيد رأس السنة فى الدولة الحديثة مظهرا دنيويا ليتحول لعيد شعبى له أفراحه ومباهجه..وكان يخرج المصريون للحدائق والمتنزهات والحقول يستمتعون بالورود والرياحين وإقامة الحفلات ومختلف الألعاب والمسابقات ووسائل الترفيه تاركين وراءهم متاعب حياة العام الماضى وهمومه فى أيام النسئ أو الأيام الخمسة المنسية من العام.
ونوه ريحان بأن الأكلات المفضلة فى عيد رأس سنة قديما كانت هى بط الصيد، والأوز الذى يشوى فى المزارع، والأسماك المجففة.