تحل اليوم ذكرى ميلاد الفنانة والراقصة الشرقية ناهد صبري، التى ولدت في 28 ديسمبر 1925، في قرية صغيرة تقع على بعد كيلو مترات قليلة من مدينة طنطا بمحافظة الغربية، وتزوجت مرتين في حياتها.
"ناهد" اكتشفها حسين فوزى، ثم درست الباليه على يدي نيللي مظلوم، وسافرت بعد ذلك للإقامة في الولايات المتحدة، حيث أقامت مدرسة للرقص قبل أن تعود إلى مصر وترتدي الحجاب في أواخر الثمانينيات.
"صبري" لم تطق هذه الحياة الريفية البسيطة، فاتفقت مع شقيقتها الأكبر منها على الهروب إلى القاهرة التي يسمعان عنها سنوات طويلة وتتمنيان مشاهدتها، وبالفعل توجهتا عقب رحيلهما من طنطا، لمنزل ابنة عمهما التي كانت متزوجة وتقيم بالقاهرة، فرحبت بهما وأقامتا معها وبدأت تصطحبهما في نزهات مختلفة، ومنها دور العرض السينمائي، لتنبهر "ناهد" وشقيقتها بما يدور أمامهما في الأفلام الفنية، وراحت تحلم وتتمنى أن تكون واحدة من اللاتي يظهرن في هذه الأفلام.
الانبهار بـ"كاريوكا" وفراشة السينما:
انبهرت ناهد صبري بشكل خاص بتحية كاريوكا وسامية جمال وغيرهما من راقصات ذلك الزمان، بل وراحت تحفظ رقصاتهما وفور عودتها لمنزل ابنة عمها كانت تقوم بتقليدهما وأداء نفس الحركات أمام شقيقتها وابنة عمها وكانوا جميعا ينبهرون بأدائها وموهبتها الفطرية، وراحت تهتم بمتابعة أخبار الفنانين من خلال المجلات والصحف التي كانت تحضرها ابنة عمها وزوجها وتتمنى أن ترى صورتها ذات يوم منشورة بإحدى هذه المجلات وشاركتها شقيقتها الحلم.
الأخ يرفض:
هكذا عاشت ناهد صبري في حلم جميل حتى قرأت إعلانا منشورا بإحدى المجلات يطلب فيه المخرج حسين فوزي وجوها جديدة للسينما وبدون تردد تقدمت هى وشقيقتها، وبالفعل تم نشر صورهما، ولكن وقعت المجلة في يد شقيقها الذي ثار ثورة عارمة وحضر للقاهرة وأقام الدنيا ولم يقعدها على رأسيهما وأجبرهما على العودة معه بالقوة للقرية الريفية.
الانتحار:
لم تتمالك "ناهد" نفسها، وشعرت بأن حلمها الذى أصبح قريبا منها يهرب بعيدا، لذا سعت للانتحار، ولكن العناية الإلهية أنقذتها، وأجبر أخوها شقيقتها على الزواج رغما عنها من أحد المزارعين وقام بسجنها هى في البيت لحين زواجها من مزارع آخر، وقبل الزواج بأيام قلائل نجحت وللمرة الثانية في الهروب، ولكن هذه المرة بدون شقيقتها وتوجهت لابنة عمها التي نفت تماما وجودها عندها.
مشوار فني لامع:
الراقصة الشرقية لمعت فى الستينيات من القرن العشرين، وشاركت في العديد من الأفلام منها "تفاحة آدم، آه من حواء، النشال"، وغير ذلك من الأعمال السينمائية، حيث قدمت ما يقرب من 24 عملا فنيا.
الاعتزال والتقرب إلى الله:
ظهرت ناهد صبري لآخر مرة عام 1987 بدون أي ماكياج بعد أداء فريضة الحج وارتدت الحجاب ثم النقاب وأعلنت عن إغلاق معاهد الرقص التي سبق وافتتحتها رغم النجاح الكبير الذي حققته، وظلت تطلب من يقابلها الدعاء والاستغفار لها، وتؤكد أنها تحرص على أداء الصلاة في مواعيدها وكذلك الصيام وجميع العبادات الأخرى، وعادت بعد هذا للاختفاء الكامل، حيث لم يعد أحد يعرف عنها أي شيء طيلة العشرين عاما الماضية.