الحزن لفقدان والده لازمه طوال حياته
تمسك بعمله فى الفنون التطبيقية ودرس التمثيل
فى الذكرى ميلاد الفنان الكبير عبد المنعم مدبولى صاحب العديد من الألقاب أهمها على الإطلاق " ناظر مدرسة الكوميديا وشارل شابلن العرب " فقد استطاع الفنان الكبير عبد المنعم مدبولى أن يفرض نفسه على الساحة منذ الاطلالة الأولى له من خلال " ساعة لقلبك " و فيلم " ايامى السعيدة " و قدم بعدها العديد من الأعمال الفنية التى لن ينساها جمهوره.
ولد عبد المنعم مدبولى فى منطقة باب الشعرية بمدينة القاهرة فى عام 1921، أحب التمثيل منذ أن كان طالبًا فى المرحلة الابتدائية حينما تم اختياره ليقود الفرقة المسرحية في المدرسة وإلتحق بالمعهد العالي لفن التمثيل العربي وتخرج منه في عام 1949 وانضم بعد التخرج إلى فرقة جورج أبيض وبعدها إلى فرقة فاطمة رشدى وبرغم من شهرته إلا أنه تمسك أيضا بعمله مدرسا في قسم النحت بكلية الفنون التطبيقية حتى منتصف السبعينيات وهى الكلية التى تخرج فيها ولم يتنازل عن حقه فيها.
وعمل مدبولي ككاتب وممثل ومخرج مسرحي في العديد مع المسرحيات التي صنعها من خلال الفرق التي أسسها أو التي شارك في تأسيسها، ومن أشهر مسرحياته " المفتش العام، السكرتير الفني، انا وهو وهى، الناس اللي تحت، ريا وسكينة" ودخل إلى السينما في أواخر الخمسينيات، وكان أول فيلم له هو " أيامى السعيدة " ، ومن بعدها توالت أعماله السينمائية التي سارت بالتوازي مع نشاطه المسرحي، من أبرز أفلامه: " الحفيد، مولد يا دنيا، إحنا بتوع الأوتوبيس، مطاردة غرامية، ربع دستة أشرار" وتوفى عبد المنعم مدبولي في 9 يوليو عام 2006 عن عمر يناهز 85 عامًا بسبب إصابته بهبوط في الدورة الدموية.
ومن المفارقات التي حدثت يوم وفاته كان يتزامن مع موعد افتتاح مهرجان المسرح "المصري الأول" كان في مساء يوم تشييع الراحل الكبير الذي أعلن المهرجان عن تكريمه مع "فؤاد المهندس"، و"حسين الشربيني، لكنه توفى قبل الموعد بيوم واحد وتسلمت التكريم بدلاً منه الفنانة فردوس عبد الحميد، التي قدمت معه أشهر أدواره "بابا عبده" في مسلسل "أبنائي الأعزاء شكرًا"، وتسلم تكريم "فؤاد المهندس" نجله، علمًا بأن المهندس نجا من الموت ليلة وفاة "مدبولي"، عندما احترقت فيلته وهو نائم بداخلها، ولولا يقظة زوجة ابنه في الشقة المجاورة حيث سارعت بحمله مع الجيران لأنه غير قادر على الحركة بسبب الشيخوخة، لولا ذلك لفقدنا عملاق الكوميديا بطريقة تراجيدية غير متكررة.
برغم من كونه فنانا كوميديا إلا أن كان للحزن نصيب كبير فى حياته حيث ورثه عن والده الذى توفى قبل ان يولد مما تسبب فى حالة من الحزن الشديد له ليفقد سنده فى الحياة مما ترك له حالة من الحزن والمرارة عاش فيها طوال حياته وحاول ان يتغلب عليها بأعماله ونجاحاته إلا أن ظلت حالة الحزن مرتبطة به لفترة طويلة حتى رحيله.